فنان عراقي يحول الأحذية والنفايات وجوهًا لداعش
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فنان عراقي يحول الأحذية والنفايات وجوهًا "لداعش"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فنان عراقي يحول الأحذية والنفايات وجوهًا "لداعش"

عقيل خريف
بغداد ـ أ ف ب

في منزله الكائن في شرق بغداد الذي اصبح مشغلا ينجز فيه اعماله يجلس عقيل خريف على سجادة حمراء اللون تحيط به جدران علقت عليها وجوه سوداء صنعت من احذية بالية ونفايات لتجسيد "بشاعة" تنظيم الدولة الاسلامية كما يقول.

واختار هذا الفنان العراقي البالغ من العمر 35 عاما النعال لصنع هذه "الوجوه" التي تجسد عناصر التنظيم الذي قتل وهجر مئات الآلاف في العراق وسوريا منذ منتصف حزيران/يونيو. وهو يستخدم الاشرطة لصنع الشعر والسحابات لصنع الاسنان وقطعا معدنية صغيرة للعيون.

ويقول خريف لوكالة فرانس برس "اردت تصوير مدى اجرام وبشاعة وقبح أعمال عناصر التنظيم و(التعبير) عن وجه من أوجه نقمة العراقيين ضد الإرهاب".

وهو يستذكر القول الشعبي العراقي "وجه الكندرة" أو الحذاء المستخدم للاشارة الى الاشخاص القبيحين، مؤكدا ان ان هذا "ما اريد ان اقوله".

ويضيف خريف "فكرت كيف اصنع داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم). صحيح انه مجرد حذاء لكن فلسفة العمل هو ان الحذاء كلما استخدمته ازداد تشوها".

وتبدو "الوجوه" على قدر كبير من القباحة والقذارة واقرب الى اشكال مرعبة تثير الخوف لدى الناظرين اليها. وتعمد خريف القيام بذلك ليعكس من خلال الوجوه الصادمة، النظرة القاتمة الى التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق منذ هجومه الكاسح في حزيران/يونيو.

ويقول "تنظر الى الاعمال فتراها مصنوعة من بقايا نفايات واحذية بالية، لكنها تظهر عقليتهم المريضة وتعطشهم للدماء".

ويتعمد الفنان وهو استاذ جامعي في الهندسة المعمارية، تشويه الوجوه التي ينجزها

فبعضها بعين واحدة لان التنظيم يرى الامور من منظاره الخاص "وليس كما نرى نحن الحق بعينين"، على حد قوله. وهناك قطع اخرى تضم ثقبا كبيرا لتجسيد الفم والحلق، ما يعكس "الصراخ الذي ارعب كل العالم".

وادى هجوم التنظيم الى تهجير مئات الآلاف من مناطق اقامتهم في العراق. كما قتل الآلاف غيرهم أكانوا من افراد الشرطة والجيش او السكان الذين رفضوا الخضوع لسلطته. كما قتل التنظيم الآلاف في سوريا، حيث يسيطر على مناطق واسعة في الشمال والشرق.

ويقول خريف "عندما انجز العمل الفني استحضر النازحين، واحاول ان اظهره (التنظيم) بابشع شكل لاواسي الناس الذين تركوا بيوتهم، لاقول لهم +ليس فقط الجندي معكم+". وتخوض القوات العراقية معارك لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.

تبلورت فكرة الاعمال لدى خريف بعد نحو اسبوع من سيطرة التنظيم على الموصل (شمال) ثاني مدن البلاد في العاشر من حزيران/يونيو. وهي اول المناطق التي سقطت بايدي التنظيم المتطرف الذي تمدد جنوبا وغربا، واقترب في حينه من العاصمة بغداد.

ويشير الى انه حاول "تجسيد هذا الحدث في عمل فني (...) رأيت الا عمل يوازي هذا الامر (سوى اذا انجز) من بقايا الاحذية"، مضيفا "اعرف اني بهذا العمل لن اخرجهم من بلدي، لكني على يقين انهم سيحرجون به".

ويعتمد خريف على الشارع لجمع "مواد" اعماله حيث ينتقي النفايات بنفسه ويبتاع بقايا الاحذية من محال صغيرة في الاسواق الشعبية. ورغم "الاستهزاء" الذي يواجه به احيانا من الناس، الا ان ذلك لا يثنيه عن محاولة ايصال افكاره اليهم.

ويقول "اعمل في الشارع، اريد ان تعرف الناس هذا الفن، اريد الناس ان تتوعى (...) من يرى هذا العمل يدرك ان النفايات ليست مضرة، ونستطيع استخدامها في اشياء مفيدة".

ويعكف خريف حاليا على انجاز جدارية خشبية مساحتها اكثر من ثلاثة امتار مربعة، ومقسمة الى 24 جزءا متساويا يضم كل منها "وجها" مصنوعا من الاحذية. وعلى رغم ان هذه الجدارية مستوحاة من "داعش" كتنظيم، الا انه يريد لها ان تعكس معاني اضافية.

ويوضح ان "الجدارية تمثل الدواعش الذين يعيشون بيننا وليس الارهابيين فقط (...) من السخف القول ان هؤلاء داعش فقط، فالمصطلح ينطبق على الفاسدين داخل المؤسسات".

ويؤكد ان "الداعشي" بالنسبة اليه هو "كل انسان لا يحب بلده ولا يحب الخير، ويؤمن بالموت، ويرفض الاخر ولديه استعداد لان يقتلك عندما تختلف معه".

ورغم تجسيده بشكل ساخر عناصر تنظيم عرف عنه قيامه بقتل كل من يخالفه الرأي بطريقة وحشية، الا ان خريف مصمم على المضي قدما.

ويقول ان "الموت في كل مكان وانا لست اهم من الذي يدافع عن بلده ويحمل السلاح ويذهب لمواجهة العدو وجها لوجه، بالعكس، من منطلقي انا اتضامن واياه، واذا مت فلست اهم منه".

ويتابع "اذا اتى الموت نتقبله بكل رحابة صدر. اقله ان اموت مؤمنا بقضية حقيقية".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان عراقي يحول الأحذية والنفايات وجوهًا لداعش فنان عراقي يحول الأحذية والنفايات وجوهًا لداعش



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates