أبوظبي - صوت الإمارات
في خيمة تراثية، تنشغل امرأة إماراتية من المشاركات في المهرجان، بصناعة "شداد المطية"، والذي اتخذ كرمز قيم وجائزة ثمينة تقدم للفائزين في سباقات الهجن "رمز مصغر فضي أو ذهبي"، نظراً لقيمته التراثية الكبيرة .
وأكدت سفيرة المهرجان، شما الظاهري، وطالبة في كلية التقنية في أبوظبي: "الشداد هو مايوضع فوق ظهر الإبل للركوب عليه في الأسفار، إذ إنه من الصعب ركوبه وهو عاري الظهر، أو حتى تحميله بالأثقال بشكل جيد وذلك لوجود السنام، والشداد مؤلف أساساً من قوسين كبيرين، يكون أحدهما متوضعاً على وسادة أمام السنام، والآخر على نفس الوسادة خلف السنام، حيث هذان القوسان مربوطان على جانبي الركبي بواسطة عصي، ومع وجود السنام في الوسط يوضع فوقه وسادة من القماش أو الصوف يجلس الراكب عليها، ولا يضع ثقله على السنام بل يوزع وزنه"، لافتةً إلى أنه إذا كان هناك حمل يجب توزيعه عن اليمين والشمال، كما يمكن تزيين الشداد بما تسمى "السفايف"، وهي تكون على جنبي الركبي، وهذا يساعد على طرد الذباب بعيداً أثناء السير .
وأشارت شما الظاهري إلى أن الشداد يصنع من خشب السدر، كونه أكثر أنواع الأخشاب المستخدمة برودة وأكثرها ملاءمة لظهر المطية، إذ تستطيع المطية احتمال وزنه الخفيف نسبياً، كما أنه في الوقت نفسه يتمتع بالقوة ويدوم فترة أطول ولا يتلف بسرعة، لافتة إلى أن الشداد نوعان فقط مهما اختلفت طرق صناعته أو مصادره، وهما شداد الركوب، الذي يستخدم للجلوس على ظهر المطية سواء كان للرجال أو للنساء أم الصبية، بينما يسمى النوع الثاني شداد الرفاع المخصص لحمل الأمتعة والبضائع، حيث يتميز الأول بأن له مسكة لليد من الأمام ومن الخلف، وتوضع عليه وسادة للجلوس عليها لأن الناقة تقوم بالنهوض باستخدام أرجلها الخلفية أولاً فيكون الشخص الجالس قابلاً للسقوط، وتلك المسكة تساعد الجالس على ظهر المطية على التوازن عند الإمساك بهذا جيداً، بينما لا يوجد في الثاني مكان للجلوس، كونه مستوياً ويتميز بطول ذراعيه على جانبي المطية حتى يتسنى لصاحب المطية استخدام جانبي الشداد لحمل الأمتعة وسواها، حيث إن البدو أكثر الناس استخداماً لهذه الأدوات بسبب امتلاكهم "البوش"، واستخدامها لنقل الأمتعة والبضائع وإدخالها في سباقات الهجن .
وأوضحت شما الظاهري، أن من أدوات شداد المطية كذلك "المحوي"، وهو قطعة تؤخذ من "الخيش"، وتصبغ غالباً بلوني "الأحمر والأسود" بنفس طريقة الصباغة التقليدية باستخدام الأعشاب اليابسة المطحونة بعد أن تجف، وتحول إلى قطعة طويلة تنسج بإحكام لا يجيده إلا المتمرس المتمكن، حيث يوضع "المحوي" على المطية في آخر الشداد، ويثبت بخيوط من مادة النسيج التي يصنع منها "الشداد"، ويكون على شكل نسيج مثنى متين تستطيع المرأة عند نهوض المطية التمسك به جيداً كما أن له فائدة أخرى تتمثل في تثبيت "الخرج" والطبقات التي تعلوه مثل "المطرح" و"الساحة" وغيرها .
أرسل تعليقك