الدوحة - قنا
داخل درب الساعي، يعكف عدد كبير من الفنانين على إنجاز جداريات تعكس التراث القطري، وذلك في اطار المشاركة بفعاليات اليوم الوطني للبلاد الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.
وينجز هؤلاء الفنانون وهم من منتسبي المركز الشبابي للفنون، جدارياتهم الفنية الكبيرة التي يحمل محتواها مواضيع تعكس الجوانب التراثية لدولة قطر، ومنها: الحياة البحرية في قطر من أسماك وأدوات الغوص قديما، علاوة على سفينة البتيل القطرية، بجانب ورش إضافية يقدمها المركز للحضور.
ووصف الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون هذه المشاركة بأنها تأتي في إطار حرص المركز على أن يكون له حضوره في هذه المناسبة الوطنية، العزيزة على قلوب الجميع، لتكون مساهمة بسيطة من قبل منتسبي المركز تجاه دولة قطر، إحياء واحتفاء باليوم الوطني للبلاد.
كما وصف المالك هذه المشاركة بأنها فاعلة، وأنها "تأتي في إطار حرص المركز الدائم على تعزيز الانتماء الوطني ورفد الحركة الفنية بمختلف المواهب الإبداعية، حيث يتنافس مبدعو المركز على المشاركة في مثل هذه المناسبة الوطنية، لتقديم أبرز إبداعاتهم، في الوقت الذي يحرص فيه المركز على توفير جميع أشكال الدعم لكل فنان أو موهوب يسعى إلى إثراء هذه الحركة في داخل قطر".
وتتنوع الورش الفنية التي ينجزها الفنانون داخل درب الساعي ما بين الخزف والرسم، حيث يقبل الأطفال ورواد درب الساعي على المشاركة فيها، وتعلم كيفية إنجاز العديد من الأعمال الفنية الخزفية، وسط تفاعل كبير من جانبهم، تحفهم فيه هذه المناسبة الوطنية الكبيرة.
طوال أيام الفعاليات بدرب الساعي سوف يتمكن الفنانون المشاركون من إنجاز أعمالهم التي يحاولون فيها إضفاء مواهبهم عليها، وترك بصماتهم، والتي ربما كانت في بدايتها تقليدية، غير أنها مع نمو أفكارهم، وتطوير أدواتهم ستكون فيما بعد جدارية كبيرة، ما يجعلهم في طليعة الفنانين.
ويحرص الفنانون من خلال مشاركتهم في هذه المناسبة المجيدة، على محاكاة الإبداعات الوطنية، والتعبير بقدر ما جادت به مواهبهم عن الإسهام في اليوم الوطني، بعدما قام المركز الشبابي للفنون بتوفير كافة الإمكانات لمشاركتهم بهذه الفعاليات المقامة بدرب الساعي.
وكانت فعاليات درب الساعي المقامة ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الذي يقام هذا العام تحت شعار "هداتنا يفرح بها كل مغبون"، قد انطلقت أول أمس وتتواصل حتى يوم 20 ديسمبر الجاري.
وتتضمن فعاليات درب الساعي لهذا العام العديد من الفعاليات التراثية ومنها المقطر، وهي مجموعة من بيوت الشَعر والمجالس التي تُحاكي نمط حياة البادية قديماً، حيث سيتعرّف الزوار على مجالس الحياة اليومية للعائلة القطرية، ومجلس النساء، وبيت العقيد، وبيت القنّاص، كما تتيح فعالية المقطر فرصة للتعرف على العديد من الأنشطة والفعاليات مثل: الراوي، وجر الربابة، وهواية القنص والتعرف على أنواع الطيور والطرائد وطُرق صيدها، والبدع وهي بيئة تراثية بحرية مصغّرة تختصر تفاصيل الفريج القديم المجاور للشاطئ؛ حيث تظهر صورة الألفة والتراحم التي تجمع بين أهل الفريج، وتحوي بيت المطوع والمقهى الشعبي ومجلس النوخذة، إضافة إلى مشاركة الجمهور في مسابقات تتضمن فقرات متنوعة مثل:" لعبة الدامة، شد الحبل، خطف الشراع، ولعبة صد رده، ومسابقة سؤال ومعلومة".
أرسل تعليقك