الشارقة - صوت الامارات
أحدثت جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي يشرف المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على تنظيمها، وترعاها شركة اتصالات، تطورا لافتا في صناعة كتاب الطفل العربي، سواءًا على مستوى جودة النصوص وسلامتها اللغوية، أو من خلال تركيزها على الرسوم الجميلة والإخراج الجذاب، لتسهم في تنمية خيال الطفل، وتعمل على توعيته وتثقيفه وتسليته، وتجعل الكتاب عادة يومية في أجندة اهتماماته، لتكون بذلك الجائزة الأبرز والأكثر تأثيراً في أدب الطفل في الوطن العربي .
وفور الإعلان عن فكرة الجائزة في عام ،2009 تلقفتها مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، وأحاطتها بالرعاية المتواصلة منذ ذلك العام، في سابقة عربية وقفت خلالها مؤسسة وطنية كبرى خلف مشروع ثقافي طموح، وقدمت له كل دعم ممكن، حتى غدت الجائزة مشروعا ثقافيا متكاملاً، لا يقتصر دوره على تقديم جوائز مالية قيمة لأفضل كتب الأطفال الصادرة باللغة العربية، وإنما ينظم أيضا برنامجا تدريبيا يهدف إلى صقل وتطوير مهارات الشباب لإيجاد جيل جديد من المواهب العربية الصاعدة من المؤلفين والرسامين والناشرين القادرين على إنتاج كتب عربية مميّزة للأطفال واليافعين .
الجائزة التي انطلقت في الشارقة لتسير على بساط الريح محلّقة في سماء كل بلد عربي، كانت واحدة من مبادرات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والتي أرادت من خلالها تعزيز مساهمة إمارة الشارقة في نشر ثقافة القراءة، وغرس حب الكتاب العربي في نفوس الأطفال من خلال تكريم النتاجات الإبداعية لأفضل المؤلفين، والرسامين، والناشرين في مجال صناعة كتب الأطفال، وتشجيع إصدار أعداد متزايدة من كتب الأطفال النوعية باللغة العربية .
تؤمن الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بأن الثقافة هي غذاء الروح الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وأن بناء جيل قادر على إحداث التغيير الإيجابي في نفسه ووطنه، لا يبدأ إلا من خلال الثقافة والتعليم، عبر البناء الفكري السليم للطفل، وتشجيعه على القراءة، وتوسيع مداركه الفكرية والمعرفية . وتشير إلى إن إطلاق جائزة اتصالات لكتاب الطفل جاء ردا على عزوف كثير من الأطفال العرب عن القراءة نتيجة عدم تلبية الكتب المتوافرة لمتطلباتهم، وغياب الدعم الكافي لهذه الفئة من الكتب .
ومن هنا، سعت الجائزة إلى دعم أدب الطفل العربي وتحفيز العاملين فيه على الإبداع، وبالتالي إيجاد حالة تنافسية عربية تسهم في الارتقاء بكتب الأطفال وتطوير هذا الأدب، ودعم المبدعين ودور النشر من أجل الاستمرار والتطور .
وتؤكد الشيخة بدور أن الجائزة نجحت في إثراء ثقافة الطفل العربي، وتزويده بالمعارف والمهارات والمعلومات اللازمة التي تزيد من دوره في التنمية المستقبلية لبلده وأمته، وذلك من خلال رفده بكتب عربية مميّزة، شكلاً ومضمونا، جعلت الكتاب عنصرا جذابا للطفل، وقادرا على منافسة الوسائل التقنية الحديثة، مضيفة أن جائزة اتصالات لكتاب الطفل تسهم في الاستثمار بالطفل العربي وبناء مستقبله كي يلعب دورا فاعلاً في بناء وطنه، وفي الوقت نفسه تعمل على تطوير خبرات ومهارات العاملين في مجال صناعة كتاب الطفل، وتدعم الذين يقدمون أعمالاً إبداعية من بينهم .
وعلى مدار الأعوام الستة الماضية، نجحت جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي تبلغ قيمتها الإجمالية مليون درهم إماراتي، في تعزيز أهمية أدب الطفل العربي، وإحداث نهضة جديدة بهذا القطاع الحيوي، حيث أحدثت تغييراً ملحوظاً في مستوى جودة نصوص وإخراج كتب الأطفال، محلياً وعربياً، بشهادة مختلف العاملين بهذا المجال والمتابعين له . كما أسهمت الجائزة في توفير البيئة المناسبة للشباب الموهوبين للكشف عن مهاراتهم وإتاحة الفرصة لصقلها وتنميتها . وأصبحت الجائزة وسيلة لتحفيز عدد متزايد من المؤلفين والرسامين والناشرين على الإسهام في تطوير صناعة كتاب الطفل .
أرسل تعليقك