أبوظبي - وام
افتتح معالي الشيخ عبد الله بن بية رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة "هاكاثون صناع السلام" صباح أمس في أبوظبي . ياتي الحدث في إطار الخطوات الجديدة لتحريك المياه الراكدة في ثقافة السلم الراسخة عميقا في الفكر الإسلامي بالتفاعل بين الشباب والعلماء والمفكرين.
افتتح المؤتمر بمشاركة ما يزيد عن ثلاثين شابا وشابة من جنسيات مختلفة عالميا خبراء ومحترفين بابتكار أفكار سلمية جديدة وخلاقة تعبر عن روح الشباب وتستجيب لتطلعاتهم واهتماماتهم المستقبلية كبديل لخطاب العنف والتطرف والكراهية الذي يقوم المنتدى بمناهضته في إطار "إعلان الحرب على الحرب لتكون النتيجة سلما على سلم" وهو الشعار الذي رفعه ابن بية لدى إنطلاق المنتدى في مارس العام الماضي.
وقال معالي بن بية مخاطبا "هاكاثون صناع السلام" إن الشباب هم المعنى والحلم والطموح لذلك يريد أن يأخذ لهم موعدا مع الله مذكرا بحديث رسول الله /صلى الله عليه وسلم/: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما على أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي".
وأضاف معالي ابن بية أن هذا هو الطريق إلى الجنة مطالبا الشباب بسلوكه بالمعروف والحسنى وأعتبر أن الشاب عندما يغادر بيته هو بالضرورة يخرج إلى الحياة لا الموت يخرج لعمارة الأرض بالسلام لا بالخراب. لذلك عليهم الحيطة والحذر كما يقول الشاعر: اذا كان رأس المال عمرك فاحترز***عليه من الإنفاق في غير واجب.
وعندما سئل عن مفهومه للجهاد قال معالي الشيخ عبد الله بن بية إن مفهوم الجهاد الذي يدعو له يتطابق تماما مع المواثيق والأعراف الدولية التي تقر حق الدفاع عن النفس وتتيح للدول القيام به كحرب مشروعة في رد العدوان الذي يهدد سيادتها الوطنية وحقوقها القومية. مجددا تأكيده على أن الجهاد الدفاع /الحرب/ تقرره وتقوم به الحكومات لا الأفراد أو الجماعات. أما الجهاد الحقيقي للأفراد والجماعات فهو مجاهدة النفس على أعمال الخير في إغاثة الملهوفين وإعانة المحتاجين والتواصل بالحسنى مع جميع الناس. وهذا هو أفضل الجهاد حسب تعبيره.
وأضاف معالي ابن بية أن البعض يتهمونه بالتجديد في الإسلام فقال: نعم.
نحن نسعى إلى تجديد الفكر الإسلامي وتنظيفه مما علق به من أدران الغلو والتطرف والكراهية ذلك لأن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والتسامح وسنته التعارف والوئام لا الحرب والخصام والله سبحانه وتعالى هو السلام المهيمن.
وختم معاليه بمطالبة شباب "هاكاثون صناع السلام" بتوصيل الأفكار المؤصلة لروح الإسلام التي يقوم بها "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" في ملتقاه الأول العام الماضي والثاني الذي يبدأ اليوم.
عقب ذلك انطلق "هاكاثون صناع السلام" للبحث عن أفضل وسائل التوصيل من خلال تشكيل خمس فرق تتنافس على إبتكار أكثر الأفكار إبداعا في التواصل مع الآخرين على أن يستمر البحث طيلة يومين يجري بعدها تقديم الأفكار لتقييمها من قبل مجموعة من العلماء والمفكرين لإختيار الانجاز الأفضل ومن ثم يجري توزيع الجوائز على أعضاء الفريق الفائز على أن يجري لاحقا العمل لدعم الفكرة الفائزة وتمويلها وهيكلة خطة الفريق الفائز وترجمتها تنفيذيا بالتعاون مع مؤسسة "أفينيس" ومقرها واشنطن وهي تعنى بتطوير الآليات والخدمات والمبادرات الفكرية كما سيتبنى المنتدى كل الأفكار الخلاقة التي يتوصلون اليها ويتيح لها فرصة التطوير وتحويلها الى مشاريع حقيقية.
يشار الى أن المشاركين في "هاكاثون صناع السلام" ينتمون الى مختلف القارات ويشاركون بروح السلم وثقافة صناعة الحياة.
أرسل تعليقك