افتتحت الدورة الأولى لمنتدى الحوار بين الحضارات- عيد الفوانيس الصيني التقليدي 2016 تحت عنوان "تعريف العالم بشراع الحضارة" صباح يوم الاثنين في قصر إمبراطوري صيني عريق بوسط العاصمة الصينية بكين.ويقوم على تنظيم هذا الحدث الثقافي، الذي يتضمن العديد من الفعاليات وسيختتم يوم 24 فبراير الجاري، الاتحاد الشعبي لصناعة الثقافة الصينية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) والسفارة المصرية لدى بكين وجمعية المرأة للتبادلات الدولية ببكين وغيرها من المنظمات والمجموعات الثقافية الصينية والعالمية. وحضرت حفل الافتتاح نخبة من الضيوف من حوالي 100 هيئة تغطى كافة الأوساط الثقافية والإعلامية .
وخلال حفل الافتتاح، أكد السفير المصري لدى بكين مجدى عامر في كلمة ألقاها أمام الحضور أن منتدى اليوم يعد أحد أنشطة العام الثقافي المصري-الصيني 2016 ويهدف إلى بحث قضية حيوية ألا وهي تقاسم مستقبل أفضل للجميع عبر الحوار بين الحضارات.ولفت إلى أن الحوار بين الحضارات يتيح الفرصة للتأكيد على أن عملية العولمة الحالية لا تشمل الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية فحسب، وإنما لابد أن تركز أيضا على الأبعاد الثقافية والروحية الإنسانية.
وقال السفير مجدي عامر إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصر في يناير الماضي، والتي كانت أول زيارة خارجية له في عام 2016 وجاءت عقب زيارتين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين خلال العام الماضي، تبرز الأهمية الخاصة التي يوليها الرئيسان للشراكة الإستراتيجية بين الصين ومصر. وأضاف أن هذا لا يتعلق بالسياسة أو الاقتصاد فحسب، وإنما أيضا بالثقافة التي تشكل جزءا هاما ولا يتجزأ من الشراكة بين البلدين.
كان الرئيسان الصيني والمصري قد شهدا مساء 21 يناير الماضي خلال زيارة الرئيس شي لمصر الحفل الأسطوري الذي أقيم في معبد الأقصر إيذانا بإطلاق العام الثقافي المصري- الصيني 2016 الذي سيضم تحت مظلته العديد من الأنشطة الثقافية التي ستقام في مدن صينية ومصرية مختلفة بشكل متزامن خلال العام الجاري بهدف زيادة التفاهم والتقارب بين ثقافتي وتقاليد البلدين والشعبين.
وأوضح بيان اليونيسكو، كما ذكرت ممثلة الهيئة لدى بكين ماريلزا أوليفيرا في كلمتها خلال افتتاح المنتدى، أن اليونيسكو تدفع دائما التنوع الحضاري قدما من أجل توريث الحضارة وتجديدها ومن ثم الحفاظ على التنمية المستدامة، مشجعة الجمعيات الشعبية والمنظمات غير الحكومية على المشاركة في الأعمال ذات الصلة.
أما رئيس اللجنة الدولية للفلسفة والعلوم الإنسانية تشاو قه جين فقد أعرب خلال كلمته، التي استفاض في الحديث خلالها عن الحوار بين الحضارات، عن أمله في تكثيف التعاون الدولي لدفع توريث الحضارة في مواجهة تحديات زمن الإنترنت.
وفي الحوارات الفرعية التي أقيمت على هامش المنتدى، ناقش المحاضرون موضوعات تتناول كيفية توريث وتطوير الأعياد التقليدية والحضارات المعنية، وكذا كيفية بناء منصات خاصة لدفع الإبتكار والتوريث في المجالات الثقافية.
وقد أعلنت الجهات المنظمة للمنتدى إطلاق سلسلة من الأنشطة الثقافية التي ستقام على مدار العام الجاري ومن بينها "سباق الأفلام القصيرة" و"ورشة الأعمال الابتكارية المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي"، و"إنشاء مركز دراسات للشعر والأغاني الصينية القديمة" و"إنشاء ورشة للثقافة الغذائية".
وعلى هامش المنتدى، أقيمت ظهر يوم الاثنين فعاليات أخرى من بينها عرض للملابس الصينية التقليدية المطرزة التي يطلق عليها بالصينية اسم الـ"تشي باو" قدمته فتيات صينيات وأجنبيات، وعرض لثقافة "إعداد الشاي الأسود الصيني"، وعرض لأوبرا بكين، وعرض "لتغير الأقنعة" الصيني التقليدي وهو عرض مشهور لأوبرا سيتشوان التقليدية، وسباق حل الألغاز المميز لعيد الفوانيس.
وبمناسبة إحياء الذكرى الـ60 لإقامة العلاقة الدبلوماسية الصينية- المصرية والعام الثقافي بين البلدين 2016، تتصدر الحضارة المصرية والتبادلات الثقافية بين الصين ومصر هذا المنتدى، حيث تعرض السفارة المصرية على هامش المنتدى وداخل أروقة هذا المكان الإمبراطوري الصيني القديم عشرات القطع من الأعمال الفنية مثل برديات وتماثيل فرعونية وصور للأهرامات ومصر القديمة فضلا عن لوحة زيتية ضخمة تحمل صورة الرئيسين شي والسيسي وهما يتصافحان.
ومن المقرر أن يختتم المنتدى يوم 24 فبراير الجاري بعرض ستقدمه فرقة رضا المصرية للفنون الشعبية على خشبة المسرح الوطني الكبير في بكين لإبراز الفلكور الشعبي المصري.
أرسل تعليقك