أبوظبي – صوت الإمارات
لا يوجد شكل واحد للابتكار، الذي لا يقتصر مفهومه على الجهات المختصة بالعلوم والتكنولوجيا، بل إن المؤسسات الثقافية تضعه في مقدمة أولوياتها، لدعم وتحفيز المبتكرين والمبدعين، هذا ما تؤكده كثافة البرامج والمبادرات التي أطلقتها مؤسسات اتحادية ومحلية وذات نفع عام، وغيرها، بالتزامن مع “أسبوع الابتكار”، يأتي ذلك على الرغم من أن الكتابة الإبداعية، سواء في مجال الشعر أو النثر من رواية وقصة ومسرح وسينما، بالإضافة إلى عوالم الفنون البصرية والأدائية على تنوعها، هي بالأساس فعل إبداعي ابتكاري.
وتأتي وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في مقدمة الجهات الاتحادية الداعمة للابتكار، إذ نظمت فعاليات رئيسة متنوعة، في مختلف إمارات الدولة، وأبرمت شراكات مع مؤسسات مختلفة لمشاركتها دعم 60 مبتكرًا.
كما تشارك هيئة دبي للثقافة بعدد من المبادرات التي تحفز وتدعم ثقافة وروح الابتكار في المجتمع، ومن أبرزها إطلاق “منصّة ثقافية افتراضية”، فضلًا عن تنظيم ورشة عمل للتفكير الإبداعي، تستهدف فئة الأطفال، باعتبارهم مبتكري الغد. ومن ضمن مبادرات الهيئة إطلاق النسخة التمهيدية من “مختبر الفن” الهادف إلى تحفيز التفكير الابتكاري ضمن القطاع الإبداعي لمدينة دبي.
وتكشف الهيئة خلال مشاركتها عن كتاب بعنوان “دبي المبدعة” الذي يسلّط الضوء على الحراك الثقافي بدبي، ويحتوي على مجموعة من الآراء والأفكار والخبرات القيّمة لرواد الفن والثقافة، وأهم المشاركين في هذا القطاع.
و أفردت ندوة الثقافة والعلوم في دبي برنامجًا شاملًا على مدار الأسبوع يتضمن معارض فنية ومرسمًا حرًا وندوات، بالإضافة إلى معرض للابتكارات.
ويقوم النادي العلمي، التابع لندوة الثقافة، باستقبال المواهب المبتكرة الذين يشكل معظمهم أنموذجًا لعلماء الغد، لاستعراض تجاربهم جنبًا إلى جنب، وإقامة أمسيات شعرية، ومعارض تشكيلية، في لوحة بانورامية شاملة يتكامل فيها مشهد الابتكار العلمي مع نظيره الإبداع الأدبي والفني.
ولم تتخلف المؤسسات الأخرى المعنية بالثقافة والفنون عن ركب حالة التوأمة التي أبرزها “أسبوع الابتكار” بين الجانبين الإبداعي والابتكاري، حيث يستضيف المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، معرض “كومي كيو” المرتقب اعتبارًا من غد حتى 28 من الشهر الجاري، عند الواجهة المائية لـ”دبي مول” “بروميناد”. وسيكرّم المعرض أعمال المشاركين بالإضافة إلى تسليط الضوء على مواهب الشباب الإماراتيين وذلك كجزء من أسبوع الابتكار الإماراتي. ويسلط المعرض الضوء على الأعمال الفنية للمشاركين والمدربين الذين شاركوا في ورشة عمل “كومي كيو” لرواية القصص البصرية، التي تضم شخصيات فريدة مستوحاة من الثقافة الإماراتية.
وذكرت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي “يشكل الابتكار الأداة الرئيسة للتقدم، حيث يمكن تقديمه للعالم بأفضل شكل من خلال الفن والثقافة، ونحن فخورون جدًا لاستضافة معرض (كومي كيو) الفريد من نوعه خلال أسبوع الابتكار الإماراتي، والإسهام بالتعريف بالمواهب المبتكرة للشباب الإماراتي. ويعكس العديد من الشخصيات المعروضة عناصر مختلفة من الثقافة الإماراتية والعربية، حيث توفر مقاربة مبتكرة لتعزيز اهتمام الأجيال الإماراتية الشابة بالعناصر الرئيسة من تقاليدنا المحلية من خلال استخدام الرسوم الكرتونية والتصويرية المعاصرة.
ونسعى من خلال هذا المعرض إلى إبراز الأعمال الفنية الفريدة التي ابتكرها المشاركون في ورشة عمل (كومي كيو) لرواية القصص البصرية، الأمر الذي دفعنا لاختيار موقع استراتيجي يستقطب أكبر عدد من الزوار، بحيث يمكن للمشاركين عرض أعمالهم أمام أكبر شريحة ممكنة، وإتاحة الفرصة أمام الجميع للاستمتاع بابتكاراتهم”.وأضافت بن كلي: “يلتزم المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، برؤية قيادتنا الرشيدة والاستراتيجية الوطنية للابتكار، حيث تتم ترجمة هذا الالتزام بأشكال متعددة وضرورية لدعم نمو مختلف القطاعات في الدولة، وتماشيًا مع توجيهات وأهداف سموها، نعمل بشكل متواصل لتعزيز المعارف الفنية عند أفراد المجتمع”.
و أشار رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، إلى أن “الندوة” تحرص دومًا على أن تعكس أنشطتها التوجه الاستراتيجي للدولة، وهو ما يتضح في تطوير فعالياتها بشكل مستمر، لتتواءم مع الاستراتيجية التي توجه بها القيادة الرشيدة، على مختلف الصعد. وقال إن “إطلاق شخصية العام العلمية لم يكن وليد المصادفة، بقدر ما هو انسجام وتمثيل لهذه الرؤية التي استشرفت آفاق أهمية العلوم والتفكير الابتكاري في نهضة الوطن منذ وقت مبكر”.
أرسل تعليقك