البريطانيون براء من ممارسات شركة الهند الشرقية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

البريطانيون براء من ممارسات شركة الهند الشرقية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - البريطانيون براء من ممارسات شركة الهند الشرقية

سلطان القاسمي في حفل تدشين الكتاب
لندن -صوت الإمارات

أوضح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن كتاب «تحت راية الاحتلال»، يروي حكاية فترة من فترات سيطرة شركة الهند الشرقية وممارساتها في مناطق الخليج العربي، مؤكداً أن تلك الممارسات تمثل قادة الشركة ولا تمثل البريطانيين أو الإنجليز.

جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها في حفل تدشين النسخة الإنجليزية من كتاب «تحت راية الاحتلال»، الذي أُقيم ليلة يوم أمس الاثنين في العاصمة البريطانية لندن، وفي حضور الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والشيخة عزة بنت سلطان بن محمد القاسمي.

وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «إذا ما عدنا إلى تاريخ شركة الهند الشرقية لوجدنا العجب العجاب من هذه الشركة وتصرفات رئيسها السيد فوكس، والذي طلب في حينها من رئيس مجلس الوزراء بأن يُمنح الصلاحية نيابة عن الحكومة البريطانية للقيام بتجييش الجيوش للحرب ولإبرام اتفاقيات السلام دون الرجوع إليها، وعرض الأمر على البرلمان الإنجليزي إلا أنه قوبل بالرفض، وفيما بعد تم الالتفاف على الأمر بأن ذيل طلب النيابة عن الحكومة البريطانية في الحرب والسلم بعبارة (على أن تقوم شركة الهند الشرقية بتقديم أسباب لاحقة لهذا التصرف)».

وقال سموه: «الآن نحن أمام أمر غائب عن الإنجليز الذين يعتبرون أن هذا الكتاب يحكي عن العداء القائم بين الإنجليز والقواسم أو العرب في منطقتنا، وهذا أمر لا صحة له إطلاقاً؛ فالكتاب يتحدث عن شركة الهند الشرقية، التي تشبثت بالمنطقة حتى لا تفقد نصيبها ولو بجزء بسيط من بلاد الشرق، عندما رأت أن الهند كادت أن تطير من بين يديها بوصول نابليون بونابرت إلى غزة، وهذا الكتاب لا يحكي الحروب التي حصلت، بل يحكي فترة الممارسات التي تلت، أي من عام 1820 من بعد توقيع الاتفاقية مع البريطانيين إلى عام 1866، فالمتمحص في دراسة التاريخ والتعرف إليه في تلك الفترة سيستشعر حجم المصائب والمشاكل التي جرتها شركة الهند على الحكومة البريطانية».

وأردف سموه قائلاً: «هذه الممارسات والتصرفات من شركة الهند الشرقية ألصقت بالبريطانيين وهم منها براء، ففي سنة 1839 قامت حرب الأفيون وهونغ كونغ ولو أن أحدكم قرأ عن حرب الأفيون سيلاحظ أن الحكومة البريطانية قد أعطت شركة الهند الشرقية (توكيل تجارة عامة) حتى وصل بها الأمر أن تاجرت بالأفيون لتتمكن من الدفع بالفضة مقابل شراء الشاي من الصين، هذا فضلاً عن الممارسات التي قامت خلال فترة الحرب التي استمرت من 1839 إلى 1841. لقد كانت حرباً ظالمة لا تستحق أن يفاخر بها المرء، والإنجليز لا يذكرونها على أنها فعل من أفعال شركة الهند الشرقية، وإنما يلصقونها بأنفسهم، وأنا أدعوهم لتبرئة أنفسهم منها؛ لأنها تهمة سيئة جداً فهذه واحدة من ممارسات شركة الهند الشرقية».

ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة إلى إعادة كتابة التاريخ من قبل المتخصصين حتى تزال منه الشوائب، وقال: من هنا أدعو إلى إعادة كتابة التاريخ الإنجليزي بصورة من النقاء والمصداقية الموجودة. لم تكتفِ شركة الهند الشرقية بممارساتها على سواحل الخليج العربي وخليج عمان.. بل كانت هناك ممارسات أخرى لها في الساحل الشرقي لأفريقيا. وقد بيّنتُ في كتابي: «تقسيم الإمبراطورية العثمانية»، تلك الممارسات التي دفعت الحكومة البريطانية حينها لإصدار أمر بمخالفة كل ما صدر سابقا لمصلحة شركة الهند الشرقية، وتم إيقاف جميع صلاحياتها بعمل أي اتفاقية سلام، وكان ذلك في عام 1858، وفي تلك الفترة الواردة في الكتاب سميتها الفترة الظالمة لبريطانيا والظالمة لنا نحن شعوب تلك المناطق».

وكان الحفل قد بدأ بكلمة للسيد نايجل نيوتن مؤسس ورئيس دار بلومسبيري للنشر، رحب في مستهلها بصاحب السمو حاكم الشارقة والسفراء والحضور، وقال: «يسعدني أن أرحب بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وجميع الحضور في هذا الحفل، ونحن مسرورون بتواجدكم معنا لتدشين النسخة الإنجليزية من كتاب (تحت رايات الاحتلال)، التي تخصنا في بريطانيا بشكل مباشر».

وعرض نيوتن في كلمته لمحتويات كتاب «تحت راية الاحتلال»، وأهم محطاته الزمنية والأحداث الدراماتيكية التي رافقت التواجد البريطاني آنذاك، ممثلاً في شركة الهند الشرقية.

عقب ذلك، ألقى جون ماكارثي مؤلف ومقدم برامج بريطاني كلمة بهذه المناسبة، عبر فيها عن بالغ سعادته لاختياره ضمن المتحدثين في هذا اليوم، ومبدياً إعجابه الجم بمؤلفات وكتابات سموه التي يستشعر من خلالها بالشخصية القيادية لدى المؤلف في توثيق مجريات الأحداث، وسرد القصص بما يتناسب مع مكنونه وشخصه حتى يفهمها ويعيها من يأتي بعدهم من أجيال.

وتناول جون ماكارثي أبرز موضوعات الكتاب، منوهاً بأن مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة تنقل التاريخ البريطاني إلى العالم العربي بكل حيادية وإنصاف، دون إغفال إبراز الحقائق، مما يجعله حافظاً حقيقياً للتاريخ من أجل خدمة الإنسانية.

بعدها، تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بالتوقيع على عدد من النسخ المترجمة للغة الإنجليزية من الكتاب، قدمها سموه إهداء للحضور ضيوف الحفل.

وتم خلال الحفل عرض فيلم تسجيلي قصير لمحتوى الكتاب مستعرضاً ما فيه من حقائق ومعلومات ووثائق وصور توضيحية لمختلف الفترات والمراحل التاريخية التي واكبت تلك الفترة، وشهدت على ممارسات شركة الهند الشرقية.

وقد حضر الاستقبال وشهد الحفل: عبد الرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي محمد المر، ونايجل نيوتن من دار بلومسبيري للنشر، وعدد من السفراء العرب لدى المملكة المتحدة، وممثلون من دور النشر البريطانية، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام الدولية المختلفة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البريطانيون براء من ممارسات شركة الهند الشرقية البريطانيون براء من ممارسات شركة الهند الشرقية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates