ابوظبي - صوت الامارات
أكدت شركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك" أنها ستسرع خلال الأسابيع المقبلة العمل على تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة والشاملة للغاز وكذلك خطط زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام إلى 4 ملايين برميل يوميا بنهاية عام 2020.
و قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها" إن رؤية القيادة وتوجيهاتها ودعمها هي الدافع الرئيس لتقدم أدنوك نحو تحقيق نقلة نوعية تستشرف المستقبل وترتقي بالأداء وترفع الكفاءة وتعزز العائد الاقتصادي، مؤكدا أن العمل مستمر للمحافظة على الزخم القوي الذي شهدته الشركة خلال دورة عام 2018 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول " أديبك" و التي حققت نتائج عديدة وغير مسبوقة من حيث مستوى المشاركة والحضور وحجم الصفقات والاتفاقيات الاستراتيجية.
وأوضح معاليه أن أدنوك ستعلن خلال الفترة المقبلة عن مبادرات استراتيجية جديدة، بما في ذلك شركاء جدد في امتياز "غشا" للغاز عالي الحموضة والذي يضم حقول "الحيل" و"غشا" و"دلما" وغيرها من الحقول البحرية.. منوها إلى أن الإعلانات ستشمل الفائزين بالمزايدة التنافسية التاريخية التي أطلقتها حكومة أبوظبي لمنح تراخيص لـ 6 مناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز والمتوقع أن تحتوي على كميات ضخمة قد تصل إلى عدة مليارات من براميل النفط وعدة تريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز.
وتؤكد هذه الإعلانات التزام أدنوك بتنفيذ خطة العمل الجديدة التي اعتمدها المجلس الأعلى للبترول والتي تشمل زيادة الاستثمارات الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس من 2019 إلى 2023 .. كما تشمل استراتيجية أدنوك الشاملة للغاز والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي مع إمكانية التحول من مستورد إلى مصدر للغاز مع الاستمرار في إنتاج الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2040، وذلك من خلال استثمارات ومشاريع تطويرية وشراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز القيمة من مكامن الغاز، وكذلك خطط الشركة للزيادة التدريجية للسعة الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يوميا في عام 2020 وإلى 5 ملايين برميل يوميا في عام 2030، علما بأن الإنتاج الفعلي سيبقى مرتبطا بحصص أدنوك.
وأطلق معالي الدكتور سلطان الجابر خلال أديبك مفهوم "النفط والغاز 4.0" الذي يهدف إلى تعزيز تكامل قطاع النفط والغاز مع العصر الصناعي الرابع.
و قال معاليه : " يقف العالم اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التطور تحمل الكثير من الفرص لقطاع النفط والغاز فالابتكارات الرقمية تتيح إمكانات غير مسبوقة لتحقيق التقدم فيما أصبح يعرف بالثورة الصناعية الرابعة التي تحدث تحولا كبيرا في النمو العالمي سيزيد من الطلب على منتجات النفط والغاز والبتروكيماويات.. و لتمكين هذا التحول الكبير في النمو العالمي والذي نرى مؤشراته في تحول كثافة استهلاك الطاقة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق، من المهم تطبيق واستخدام أحدث التطورات التكنولوجية".
و أضاف: " التفكير باسلوب مختلف ومبتكر خطوة مهمة جدا لكي يتمكن قطاع النفط والغاز من مواكبة هذه التغييرات والعمل بطريقة جديدة من خلال تلبية احتياجاته من الموارد الهيدروكربونية ضمن مزيج الطاقة المتنوع بما يسهم في استمرار تطور التقنيات الحديثة وتمكين النمو الاقتصادي، حيث تعمل الشركة على توظيف الابتكارات وأحدث التقنيات في كل عملياتها التشغيلية لتعزيز قدراتها، ورفع الكفاءة وزيادة الإنتاج للاستمرار في لعب دور رئيسي كممكن لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة".
و أوضحت أدنوك خلال مؤتمر ومعرض أديبك أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وسلسلة الكتل " البلوك تشين" تسهم بشكل فاعل في تعزيز الكفاءة التشغيلية في الشركة والارتقاء بالأداء وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي.
و تعتزم الشركة التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في مختلف مراحل وجوانب قطاع النفط والغاز بدءا من منصات الحفر ووصولا إلى منصات التداول، وكذلك تطبيق علم التحليلات التنبؤية التي تسهم في خفض تكاليف عمليات الصيانة بصورة كبيرة.
كانت " أدنوك " قد أنشأت مركز "بانوراما" للتحكم الرقمي الذي يستخدم آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا لتجميع كميات هائلة من المعلومات تسهم في رصد ومراقبة كافة نشاطاتها وعملياتها.
وتهدف أدنوك من خلال دمج الابتكارات الحديثة في كل مجالات أعمالها إلى أن تصبح وجهة عمل مفضلة للشباب المواطنين من أصحاب المهارات العالية والمتميزين في مجال التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، ومركزا يجمع أفضل وأبرز العقول الشابة.
وشهد أديبك هذا العام توقيع أدنوك اتفاقية امتياز، نيابة عن حكومة أبوظبي مع شركة "توتال" الفرنسية حصلت بموجبها الأخيرة على حصة 40% في امتياز حوض غاز الذياب غير التقليدي في منطقة الرويس وذلك لاستكشاف وتقييم وتطوير موارد الغاز غير التقليدية فيما ستحتفظ مجموعة أدنوك بحصة 60% من هذا الامتياز الاستراتيجي الذي يعد خطوة مهمة نحو إنتاج مليار قدم مكعبة يوميا من موارد الغاز غير التقليدية قبل عام 2030.
كما أبرمت "أدنوك" اتفاقية امتياز حصلت بموجبها شركة "إيني" الإيطالية للنفط والغاز على 25% في مشروع عملاق للغاز الحامض البحري تضم منطقة امتياز "غشا" التي تشمل حقول " الحيل" و"غشا" و"دلما" البحرية..
ووفقا لبنود الاتفاق، تتحمل "إيني" نسبة 25% من المصاريف التطويرية للمشروع الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات.
و وقعت "أدنوك" كذلك مذكرة تفاهم مع شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، لدراسة تخزين احتياطي من نفط أدنوك الخام في منشأة جديدة تحت الأرض في "بادور" بولاية كارناتاكا الهندية، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 2.5 مليون طن /حوالي 17 مليون برميل/.
كما أبرمت أدنوك اتفاقية إطارية مع أرامكو السعودية تهدف لاستكشاف فرص التعاون المحتملة في مجال أعمال الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال.
وفي ثاني أيام "أديبك" وقعت "أدنوك" اتفاقية إطارية مع "أوزبك نفت جاز"، التي تعد شركة مساهمة عامة للنفط والغاز في أوزباكستان، تقدم بموجبها أدنوك الاستشارات الاستراتيجية حول عمليات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والغاز والتكرير والبتروكيماويات لـ "أوزبك نفت جاز".
ونظمت "أدنوك"، في ثالث أيام "أديبك" منتدى حول الغاز والتكرير والبتروكيماويات، بهدف التعريف بتفاصيل استراتيجيتها الجديدة للغاز التي أعلنت عنها مؤخرا، وخططها لتطوير قدراتها في مجال التكرير والبتروكيماويات وخلق المزيد من الفرص الجديدة للنمو والتوسع.
كما أعلنت الشركة موافقتها المبدئية على تمديد اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال مع شركة أدنوك للغاز المسال بالتنسيق مع شركاء أدنوك للغاز المسال وهم "ميتسوي" و"بي بي" و"توتال" حتى عام 2040.
ومن المخطط أن تسري اتفاقية توريد الغاز الجديدة اعتبارا من 1 أبريل 2019، لتحل محل الاتفاقية السارية حاليا والتي ينتهي العمل بها في 31 مارس 2019.
و شمل اليوم الثالث كذلك توقيع "أدنوك" على اتفاقية إطارية مع شركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، تهدف إلى استكشاف فرص النمو المحتملة من خلال الاستفادة من محفظة مبادلة المتنوعة من أصول التكرير والبتروكيماويات لدعم طموحات أدنوك للاستثمار في مجال الغاز والتكرير والبتروكيماويات على المستوى العالمي.
وأعلنت أدنوك عن عزمها استثمار 5.1 مليار درهم في تطوير وتوسعة حقل "بوحصا" بهدف زيادة سعته الإنتاجية من النفط الخام إلى 650 ألف برميل يوميا، وذلك في خطوة مهمة نحو تحقيق استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي التي تشمل زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام وخفض التكاليف وتعزيز الربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج.
تعزيز القيمة المحلية المضافة 18 مليار درهم في عام 2018.
و أعلنت أدنوك في ملتقى شركاء الأعمال الذي استضافته خلال أديبك أن برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة سيسهم في إنفاق 18 مليار درهم على المحتوى المحلي بنهاية عام 2018 وذلك بزيادة كبيرة على أساس سنوي.
ومن المتوقع ارتفاع قيمة مصاريف أدنوك ومتعاقديها على المحتوى المحلي في الأعوام المقبلة، مع دخول العقود التي تمت ترسيتها مؤخرا مرحلة التنفيذ.
تعاون أكاديمي لتطوير الكفاءات المتخصصة.
وأبرمت أدنوك اتفاقية إطارية مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لدراسة فرص التعاون المحتملة في مجالات البحث والتطوير، وتفعيل برامج التدريب لطلاب الجامعة في شركة أدنوك وإتاحة المجال لموظفي الشركة للالتحاق ببرامج الدراسات العليا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
و شهد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2018" مشاركة كثيفة من كبريات الشركات الوطنية والعالمية وحضره أكثر من145 ألف زائر بزيادة 30% عن العام الماضي، وارتفع عدد زواره الدوليين بنسبة 50%.. وصل عدد الشركات العارضة إلى2200 شركة من 67 دولة بالإضافة إلى 29 جناحا وطنيا.
و شاركت في الحدث 42 شركة وطنية ودولية تعمل في مجال البترول، بالإضافة إلى كبار صناع القرار في أكثر من 160 مؤتمرا استراتيجيا، حيث شمل عدد المتحدثين 980 متحدثا من مختلف أنحاء العالم.
تجدر الإشارة إلى أن أدنوك حققت إنجازات استثنائية على مدى العامين والنصف الماضيين كان أبرزها توحيد أعمال المجموعة وهويتها المؤسسية، وبدء تعاملها مع أسواق رأس المال العالمية لأول مرة، وإجراء أول اكتتاب عام على أسهم إحدى شركاتها، وإفساح باب المشاركة في الامتيازات أمام شركاء استراتيجيين جدد، وبدء عملية تحول رقمي شاملة، واتخاذ خطوات للتوسع دوليا، وإبرامها اتفاقية شراكة استراتيجية بين شركة "بيكر هيوز التابعة لجنرال إلكتريك" و"أدنوك للحفر"، وتعزيز منشآتها الحديثة في مدينة الرويس لبناء أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم والذي سيوفر منظومة متكاملة تتيح للشركاء الاستثمار فيها وتحقيق النمو جنبا إلى جنب مع أدنوك في سعيها للمساهمة في الجهود الرامية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي وتمكين القيمة المحلية ودعم نمو الناتج المحلي الإجمالي في دولة الامارات.
أرسل تعليقك