اعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) انها دعت روسيا وعددا من الدول الرئيسية الاخرى غير الاعضاء في المنظمة الى اجتماع ستعقده هذا الشهر، فيما تسعى المنظمة وموسكو الى تقوية التعاون بينهما لاعادة التوازن الى سوق النفط الذي انخفضت اسعاره الى مستويات قياسية.
وجاء الاعلان عقب اجتماع في اسطنبول بين عدد من وزراء الدول الاعضاء في اوبك ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك بهدف دفع الجهود المشتركة لتعزيز اسعار النفط التي اضرت باقتصادات الدول المصدرة والمنتجة للخام.
وجرى الاجتماع على هامش مؤتمر الطاقة العالمي المنعقد في اسطنبول والذي وعد خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين بخفض انتاج الطاقة في بلاده بما ينسجم مع وعود اوبك بخفض انتاجها.
وصرح وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة الاربعاء "اتفقنا على عقد لقاء تقني لاوبك في 28-29 من هذا الشهر (تشرين الاول/اكتوبر). وسيتم ارسال دعوة الى عدد من الدول الرئيسية غير الاعضاء في اوبك".
وقال الوزير القطري ان "هذا الاجتماع يهدف الى تقديم فهم افضل للسبل الامثل للتحرك نحو اعادة التوازن الى السوق بما فيه مصلحة الجميع،- ليس فقط منتجي ومصدري النفط بل كذلك الاقتصاد العالمي".
الا انه لم يكشف عن الدول الاخرى غير الاعضاء في المنظمة التي تمت دعوتها للمشاركة في الاجتماع.
واكتفى بالقول "لدينا قائمة من الدول غير الاعضاء في اوبك، ونعمل على تنقيحها. ونعتزم توسيعها للحصول على اراء اكبر عدد ممكن من الدول غير الاعضاء".
الا انه لم يكشف عن ما اذا كانت الولايات المتحدة، ثالث اكبر دولة منتجة للنفط في العالم، ستشارك في الاجتماع.
وقال "لسنا متاكدين من مشاركة الولايات المتحدة".
- "خارطة طريق التعاون" -
وادى احتمال تعاون روسيا، التي تعتبر واحدة من اكبر دولتين منتجتين للنفط الى جانب السعودية، في تنسيق سياستها مع اوبك، الى ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية خلال الايام القليلة الماضية حتى انه وصل الى اعلى مستوياته منذ عام ولو لفترة وجيزة.
والشهر الماضي وافقت المنظمة خلال اجتماعها في الجزائر على خفض الانتاج لاول مرة منذ ثماني سنوات، رغم انه من غير المعروف ما اذا كانت ستلتزم بذلك الخفض.
واكد نوفاك ان روسيا تلقت دعوة للمشاركة في اجتماع تشرين الاول/اكتوبر في فيينا والذي سيسعى الى "وضع خارطة طريق للتعاون بين دولنا" لاعادة التوازن الى الاسعار.
وسيكون الاجتماع المقبل تقنيا، حيث من المقرر ان يجري الاجتماع العام المقبل لوزراء اوبك في 30 تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا.
وكان نوفاك اثار الثلاثاء احتمال تجميد روسيا مستويات انتاجها من النفط لمدة ستة اشهر بما ينسجم مع خطة اوبك لخفض انتاجها.
وقال انه لم تتم مناقشة اية ارقام اكيدة في الاجتماع. واضاف "بالنسبة للارقام فانها متروكة للمستقبل، واعتقد انه في اجتماع تشرين الاول/اكتوبر، سنناقش على الارجح معايير ملموسة".
وقال بوتين الاربعاء في روسيا ان تجميد انتاج النفط عند مستوياته الحالية يصب في صالح الاقتصاد الروسي. وقال "اذا اتفقت دول اوبك على تجميد الانتاج، فسننضم الى ذلك القرار" مضيفا ان العائق الرئيسي هو التوصل الى اتفاق بين السعودية وغريمتها الاقليمية ايران.
وشارك في المحادثات مع الوزير الروسي والتي جرت في فندق في اسطنبول برئاسة الامين العام لمنظمة اوبك محمد باركيندو، وزراء الطاقة في دول الاوبك ومن بينهم الاماراتي سهيل المزروعي، والقطري محمد بن صالح السادة، والفنزويلي يلوغيو ديل بينو.
كما شاركت فيها المكسيك، الدولة غير العضو في اوبك.
الا ان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي كان قد غادر اسطنبول غاب عن الاجتماع الذي لم يشارك فيه الوزيران العراقي والايراني.
والثلاثاء اشاد باركيندو بالتعاون الوثيق بين روسيا والمنظمة، وقال "لقد استعدنا الاجماع الواسع بين المنتجين".
الا ان الفالح كان قد اوضح امام المؤتمر في وقت سابق من هذا الاسبوع ان السعودية تعارض اي خفض كبير في انتاج النفط يهدف الى خفض الامدادات بشكل كبير لرفع الاسعار.
وقال "يجب ان تضمن اوبك عدم خفض الامدادات بشكل كبير بحيث تتسبب في صدمة في الاسواق".
وانخفضت اسعار النفط الى مستويات قياسية خلال العامين الماضيين، وزادت الامدادات لاسباب من اهمها التقنيات الجديدة والاقل ثمنا التي ظهرت في اوقات يشهد فيها الاقتصاد العالمي تباطؤا
وصرح الوزير القطري محمد بن صالح السادة "نحن نبذل كل ما بوسعنا الان لاعادة التوازن الى السوق" مضيفا ان فائض امدادات النفط الحالي يمنع الاستثمارات الضرورية في قطاع الطاقة.
أرسل تعليقك