تمضي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قدما في طريقها للمساهمة الفاعلة في إنارة المستقبل وتوفير طاقة كهربائية آمنة وموثوقة ومستدامة وصديقة للبيئة عبر مشروع محطات "براكة للطاقة النووية السلمية" المتفرد على مستوى العالم .
ووضعت المؤسسة على رأس أولوياتها ترجمة بنود البيان الواردة في وثيقة السياسة العامة لدولة الإمارات بتقييم إمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة للعام 2008 .. والتي تعنى بالشفافية التامة في مجال تشغيل المحطات النووية وكذلك تحقيق أعلى معايير السلامة والأمان والاستدامة طويلة الأمد .
وشهدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عاما مفصليا تكلل بالنجاحات والإنجازات الهامة على المستويات كافة ضمن جهودها لإنشاء محطات الطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء في دولة الإمارات .. وتطوير صناعة طاقة نووية عالمية المستوى ترتقي بالمعايير الحالية إلى مستويات تجعل من الدولة نموذجا يحتذى في تطوير الطاقة النووية السلمية في كافة أنحاء العالم .
وعلى الرغم من ضخامة هذا المشروع الاستراتيجي الهام ودوره الرئيسي في ضمان أمن الطاقة للدولة في المستقبل .. إلا أن المؤسسة نجحت في دفعه هذا العام إلى مراحل حاسمة تقربها من مراحل التشغيل وتوفير طاقة كهربائية آمنة وموثوقة ومستدامة وصديقة للبيئة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة .
ومن أهم الانجازات التي حققتها المؤسسة مؤخرا وضع الهيكليتين التنظيمية والمالية لضمان استدامة المشروع على المدى الطويل والوصول إلى أهدافه وذلك من خلال التوقيع على إتفاقية لتمويل مشروع براكة للطاقة النووية السلمية مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية وأخرى للائتلاف المشترك تأسست بموجبها شركة "براكة الأولى" لتكون مسؤولة عن الشؤون التجارية والمالية المرتبطة بالمشروع .
وتضمن الاتفاقيتان استفادة المؤسسة من خبرات الشركة الكورية التي تناهز الأربعين عاما في مجال تطوير محطات الطاقة النووية فضلا عن كونهما إنجازا مهما وغير مسبوق يعزز من أواصر التعاون بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية في مجال الطاقة النووية السلمية .
وعلى ضوء هذه الاتفاقيات نجحت شركة "براكة الأولى" التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتوقيع إتفاقية محورية في قطاع الطاقة الإماراتي لشراء الطاقة مع شركة أبوظبي للماء والكهرباء التي تعنى بشراء الطاقة الكهربائية المنتجة من محطة براكة للطاقة النووية .
وتكمن أهمية هذه الاتفاقية في أنها تضع الإطار التعاقدي بين الشركتين بشأن الطاقة الكهربائية الآمنة والمستدامة والصديقة للبيئة التي ستنتج من محطات براكة للطاقة النووية السلمية والتي سيكون لها دور إستراتيجي في مواكبة النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة إلى جانب الحفاظ على البيئة وخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري .
كما تم توقيع إتفاقية تقديم خدمات الدعم التشغيلي لمحطات الطاقة النووية السلمية التي تم توقيعها من قبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مع الشركة الكورية بداية العام والتي تؤكد التزام الطرفين تجاه العمليات الآمنة في مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة 1400.
وتم أيضا توقيع الاتفاقية مع شركة أبوظبي للنقل والتحكم لتحديد الإطار التشغيلي لعمليات نقل الطاقة التي ستولدها محطات الطاقة النووية السلمية في براكة وربطها بشبكة خطوط الكهرباء الرئيسية على مستوى الدولة والتي جاءت تتويجا للجهود المشتركة والتعاون الوثيق بين الجهتين ..
وتتيح الاتفاقية اتخاذ الاستعدادات اللازمة لتشغيل محطة نقل الطاقة وتركيب المعدات المرتبطة بعمليات الربط الكهربائي .
**********----------********** وانطلقت المؤسسة بهذه الاتفاقيات بما يتماشى مع السياسة العامة لدولة الإمارات الخاصة بتقييم إمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة للعام 2008 والتي نصت على أنه في حال اختارت الدولة إقامة منشآت طاقة نووية فستنظر فقط في إمكانية إقامة شراكات مع شركات معروفة بشفافيتها وتميزها وتفوقها في مجال السلامة .
أما على صعيد خصوصية العمليات الإنشائية التي تأتي كون دولة الإمارات من أولى الدول على مستوى المنطقة التي عملت على تطوير محطات للطاقة النووية السلمية.. واصلت المؤسسة هذا العام تحقيق الإنجازات الواحد تلو الأخرى في موقع براكة والذي مازال يعتبر حتى الآن أكبر موقع نووي إنشائي في العالم يجري فيه بناء أربع محطات نووية متطابقة في آن واحد وفي موقع واحد متفوقا على المواقع النووية في الصين والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا .
ومن بين أهم الإنجازات في هذا الإطار كان اجتياز المحطة الأولى في براكة اختباري "السلامة الهيكلية" و"التسرب المتكامل" واللذين تتمثل مهمتهما في التأكد من متانة وسلامة المحطة من حيث القوة والتسربات إلى جانب قدرة هيكل المحطة على العمل في ظل الظروف العادية والاستثنائية .
وأكدت نتائج الاختبارين قدرة مبنى احتواء المفاعل في المحطة على أداء مهامه الأساسية في احتواء الإشعاعات ومنع تسربها في ظل هذه الظروف وحالات الطوارئ وتجاوز التوقعات وتقديم أداء متميز من حيث الجودة فضلا عن تأكيد إنشاء المبنى وفق أعلى معايير السلامة العالمية .
وكانت المؤسسة قد أنهت بموازاة هذين الاختبارين مجموعة من الاختبارات في المحطة الأولى من بينها "تنظيف أنظمة المفاعل" و"تنظيف زيوت التوربينات" واختبار "التوازن المائي البارد" والتي أكدت جميعها تلبية أنظمة تبريد المفاعل والأنظمة الأخرى المرتبطة لمعايير الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهو ما يعد إنجازا كبيرا نحو الاستعداد للعمليات التشغيلية والتي جاءت جميعها نتيجة للجهود المشتركة والتعاون الوثيق مع كل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشركة "نواة" للطاقة والشركة الكورية للطاقة الكهربائية لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية .
ومع اقتراب المحطة الأولى من العمليات التشغيلية فإن العمل على تطوير المحطات الأخرى يجري على قدم وساق إذ نجحت المؤسسة خلال العام الجاري بإتمام أعمال صب خرسانة القبة لمبنى احتواء المفاعل الخاص بالمحطة الثانية .. إضافة إلى الانتهاء من أعمال تركيب مولدات البخار وتركيب حاوية المفاعل في المحطة الثالثة .
وتضع المؤسسة خلال العام المقبل نصب أعينها المراحل النهائية لإنجاز هذا المشروع الوطني وتشغيل أولى المحطات حيث بلغت اليوم النسبة الإجمالية لإتمام المحطات الأربعة 72 بالمائة وهي تقترب من هدفها في توفير قدرة كهربائية إنتاجية كلية تبلغ نحو 5600 ميغاواط وذلك في عام 2020 مع الحرص على وضع السلامة والجودة على رأس الأولويات .
يذكر أن مؤسسة الامارات للطاقة النووية ملتزمة بتقديم برنامج نووي سلمي يتبع أفضل الممارسات العالمية لما سيكون للطاقة النووية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة من دور مهم وحيوي في مستقبل الدولة ومنافع على الاقتصاد من حيث توفير فرص العمل والمساهمة في بناء قطاع صناعي متقدم.
أرسل تعليقك