ارتفعت أسعار النفط أمس، في الوقت الذي قالت فيه «أوبك»، إن هناك مؤشرات واضحة على أن السوق تستعيد توازنها، وفي الوقت الذي يظل فيه الإنتاج الأميركي متأثراً بالإعصار نيت.
وبحلول الساعة 0648 بتوقيت جرينتش، جرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 49.65 دولار للبرميل بارتفاع سبعة سنتات، أو ما يعادل 0.1%، عن الإغلاق السابق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 12 سنتا، أو ما يعادل 0.2%، إلى 55.91 دولار للبرميل.
ويقول متعاملون، إن الأسعار تلقت دعما في الوقت الذي تقول فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن أسواق النفط تستعيد توازنها سريعاً، بعد فائض في الإنتاج امتد لسنوات. كما تتلقى الأسعار في الأجل القصير دعماً من الولايات المتحدة، حيث توقف 85%، أو ما يعادل 1.49 مليون برميل يومياً، من إنتاج النفط في خليج المكسيك بالولايات المتحدة بعد الإعصار نيت، بحسب ما قاله مكتب السلامة وحماية البيئة التابع لوزارة الداخلية الأميركية يوم الاثنين. وأجلت شركات النفط موظفين من منصات نفطية في الخليج وقلصت إنتاج النفط قبيل العاصفة التي ضربت المنطقة في مطلع الأسبوع. ويقول متعاملون إنهم لا يتوقعون أن تستمر التعطيلات طويلاً.
من جهته، دعا محمد باركيندو، أمين عام منظمة أوبك أمس، منتجي النفط الصخري الأميركي إلى المساعدة في خفض الإنتاج العالمي محذرا من احتمال الحاجة إلى تدابير استثنائية العام المقبل للمحافظة على سوق متوازنة في الأجل المتوسط إلى الطويل. وقال باركيندو «نناشد أصدقاءنا، في الأحواض الصخرية بأميركا الشمالية تحمل هذه المسؤولية المشتركة بكل الجدية التي تستحقها، في الوقت الذي تم فيه تعلم أحد الدروس الرئيسية من الدورة الفريدة الحالية التي يقودها المعروض».
وجاءت تصريحات أمين عام منظمة البلدان المصدرة للبترول خلال خطاب ألقاه في مؤتمر للطاقة بنيودلهي.
وقال «في الوقت الحالي نحن متفقون (أوبك والمنتجون المستقلون في الولايات المتحدة) على أننا نتحمل مسؤولية مشتركة للحفاظ على الاستقرار لأننا أيضا لسنا بعزلة عن أثر الاتجاه النزولي»، في إشارة إلى تراجع أسعار النفط التي دفعت أوبك لإبرام اتفاق لخفض الإنتاج في أواخر العام الماضي. وتابع «المستقلون أنفسهم يقولون نحن بحاجة لمواصلة هذا النقاش».
وفي حين تخفض أوبك وبعض المنتجين الآخرين، بما في ذلك روسيا، الإنتاج هذا العام من أجل دعم الأسعار، ارتفع الإنتاج الأميركي بنحو عشرة في المئة منذ بداية العام بقيادة شركات إنتاج النفط الصخري بشكل رئيسي. وقال باركيندو إنه يأمل في أن ينضم المنتجون الجدد وليس فقط شركات إنتاج النفط الصخري الأميركي إلى تخفيضات الإنتاج.
وقال باركيندو للصحفيين في وقت لاحق على هامش المؤتمر «سيعود التوازن بين الطلب والعرض من خلال السحب الكبير من المخزونات الذي نشهده بالنسبة لمخزونات في مناطق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشكل مكثف جدا. خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط شهدنا سحبا من المخزونات عند مستوى 130 مليون برميل يوميا».
وهدف تخفيضات أوبك حفض مستوى مخزونات النفط في الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى متوسط خمس سنوات. وقال باركيندو، إن الزيادة في المخزونات مقارنة مع متوسط خمس سنوات بلغت 171 مليون برميل في أغسطس مقارنة مع 338 مليونا في بداية العام.
وأضاف «سرعة ووتيرة سحب المخزون تسارعت نتيجة النمو المتوقع للطلب في النصف الثاني من 2017 بنحو مليوني مليون برميل يوميا. نشهد عودة سريعة لسوق متوازنة».
وتابع أن التوقعات بأن ينمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.45 مليون برميل يوميا في 2017 وينبغي أن يظل قرب 1.4 مليون برميل في 2018. وتابع أن حصة الهند من الطلب العالمي على النفط سترتفع لأكثر من تسعة في المئة بحلول 2040 من أربعة في المئة حالياً.
أرسل تعليقك