تراجعت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، وسط تشكيك بامتثال بعض دول أوبك بلاس بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها لاسيما العراق.
كذلك ضغطت على الأسعار بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أظهرت تراجع الطلب على الديزل إلى أدنى مستوى له في واحد وعشرين عاماً الأسبوع الماضي إلى جانب تضخم مخزونات البنزين.
وأظهرت الأرقام الرسمية ارتفاع مخزونات البنزين بنسبة أعلى من التوقعات بـ2.8 مليون برميل. فيما انخفضت مخزونات الخام الإجمالية بـ2.1 مليون برميل، مع الإشارة إلى أن المخزونات في مركز التخزين في Cushing تراجعت للأسبوع الرابع.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 47 سنتاً أو 1.18% إلى 39.32 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش. بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 67 سنتا ما يعادل 1.80% إلى 36.62 دولار للبرميل.
وقال كامل الحرمي خبير نفطي "إن الدول المنتجة والمصدرة للنفط تبحث عن استقرار في أسعار النفط ومعرفة تذبذب الأسعار حتى نتمكن للتخطيط للمستقبل. المطلوب حالياً التنسيق والالتزام وهي أمور صعبة جداً بحال لم يرتفع سعر النفط إلى 40 دولاراً. لن يتحقق الالتزام بدون إيرادات نفطية مناسبة".
وأضاف "علينا معرفة ماهو المعدل الإجمالي لخفض الإنتاج سواء تم اتخاذ معدل أوبك أو معدلات من خارج أوبك في أميركا مثلاً. وفي حال تم التخفيض فوق معدل 10 ملايين برميل هل تعتبر 200 مليون برميل الإضافية من نيجيريا أو العراق مشكلة؟".
ووافقت السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، على دعم تمديد خفض للإمدادات بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو تموز، وهي التخفيضات التي أقرتها في أبريل نيسان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين كبار، فيما يُعرف بمجموعة أوبك+.
لكن الدولتين لم تتفقا على عقد اجتماع اليوم الخميس لأوبك+ لمناقشة تخفيضات الإنتاج. وقالت مصادر في أوبك إن الأمر سيكون مشروطاً بأن تعمق الدول، التي لم تلتزم بالمستهدف حتى الآن في خفض الإنتاج، تخفيضاتها.
وقال مدير أبحاث السلع الأولية في بنك أستراليا الوطني لاخلان شو، "نظرت السوق إلى ذلك وقالت إن الأمر يزداد تعقيداً للتوصل لذلك الاتفاق".
وأضاف أن ذلك قد يعني ضمناً أن أوبك+ ستعود لما اتفقت عليه في أبريل نيسان، وهو تخفيف الخفض إلى 7.7 مليون برميل يوميا اعتباراً من يوليو تموز.
وإضافة لذلك، لا تعتزم السعودية ودول خليجية أخرى منتجة للنفط مثل الكويت والإمارات تمديد خفض طوعي إضافي في الإنتاج بمقدار 1.18 مليون برميل يوميا بعد يونيو حزيران، بما يعني أن إمدادات الخام ستزيد على أي حال الشهر المقبل بغض النظر عما تقرره أوبك+.
وفي هذا السياق، قال كبير الخبراء الاستراتيجيين في سي.إم.سي ماركتس مايكل مكارثي، إن الزيادة الكبيرة في مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، يضغط أيضا على الأسعار.
قد يهمك ايضا
أوبك+ تستهدف 40 -50 دولاراً سعراً للنفط
هبوط "غير متوقع" في مخزونات النفط الأمريكي
أرسل تعليقك