أبوظبي ـ صوت الإمارات
قال مشاركون في فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2017، الذي يختتم أعماله اليوم: «إن تزايد الطلب على الأسواق الآسيوية، ولا سيما الصين، على الغاز الطبيعي المسال من شأنه دعم نمو السوق الخاصة بهذا المصدر الحيوي من مصادر الطاقة، إلا أن المستوردين يسعون في الوقت نفسه إلى الحصول على أسعار أكثر مرونة».
وقال أناتول فيغين النائب التنفيذي للرئيس، الرئيس التجاري لدى شركة «تشنيير إنرجي» الأميركية للطاقة: «إن آسيا تستحوذ على 70% من واردات الغاز الطبيعي المسال في العالم»، متوقعاً أن تصبح الصين، التي بدأت في استيراد الغاز الطبيعي المسال في العام 2006، أكبر مستورد بعد اليابان لمصدر الطاقة الحيوي هذا «في غضون عام أو عامين» مع استمرار السوق في التوسع.
وأضاف: «تنمو السوق بمعدل قدره 2.5 مليون طن سنوياً تقريباً على مدى السنوات العشر الماضية، ونرى تزايداً في معدل النمو، قد يزيد على الضعف على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، وربما يتجاوز ذلك بكثير مع استمرار النمو الاقتصادي والحضري في الصين، ومع تواصل حرص الحكومة على تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية ومراقبة الانبعاثات الكربونية».
وتنخرط «تشنيير»، التي تتخذ من ولاية تكساس مقراً، في الأعمال التجارية المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال في المقام الأول. ومضى فيغين إلى القول: «شهدت أسواق الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال تحولاً هائلاً، ففي العام 2016، بدأت «تشنيير» تنفيذ برنامج طويل الأمد لصادرات الغاز الطبيعي المسال من 48 ولاية أميركية (لا يشمل البرنامج ولايتي ألاسكا وهاواي)، وهو أمر لم يكن بالإمكان تصوره قبل عشر سنوات، ليُسهم في إحداث تغيّرات واسعة في نشاط الأسواق وتوجهاتها والصفقات التجارية التي يتم إبرامها».
وتُحدث المنافسة المتزايدة بين الموردين في الأسواق ضغوطاً قوية على المشترين للابتعاد عن إبرام عقود توريد طويلة الأجل تمتد لعدة سنوات، وهو ما كان سائداً في تجارة الغاز الطبيعي المسال؛ فالمستوردون، الذين كانوا في السابق يرغبون في إبرام عقود تقيّد حصتهم من إمدادات الغاز المحدودة وتضمنها لعدة سنوات، باتوا يريدون الآن عقد صفقات قصيرة الأجل كي يتمكنوا من الاستفادة من سوق تزداد فيه المرونة ومستويات التنافس. من جانبه، رحّب كونيو نوهاتا، عضو مجلس الإدارة، كبير الموظفين التنفيذيين، والرئيس التنفيذي لقسم أعمال الطاقة في شركة طوكيو للغاز، بارتفاع «مستوى النقاش البنّاء» الذي يُحدثه أديبك، بوصفه أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، وقال خلال حديث له على هامش الحدث الذي تنظمه شركة «دي إم جي للفعاليات: «إن شركته بحاجة إلى السعي للحصول على سعر تنافسي للغاز الطبيعي المسال كي تتمكّن من تقديمه إلى العملاء بأسعار معقولة»، وأضاف: «نجحت شركة طوكيو للغاز في تطوير سلسلة القيمة للغاز والغاز الطبيعي المسال وتعزيزها، من خلال الاستفادة من أسواق جديدة وزيادة القيمة الممنوحة لعملائها، ونتطلع في أديبك 2017 إلى مناقشة مستقبل هذا القطاع، لا سيما ما يتعلق بجعله سلعة يسهل حصول المستهلكين عليها».
ويدور الكثير من النقاش حول إيجاد التوازن الصحيح في الأسواق، فقد أدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى دفع كثير من البلدان إلى استغلال موارد سبق إغفالها، والاستثمار في بنية تحتية جديدة للاستخراج والتصدير، ما جعل العرض ينمو أسرع من الطلب.
وفي هذا السياق توقع أناتول فيغين أن تبرز الحاجة إلى مصادر توريد جديدة في أوائل العقد القادم لتلبية نمو الطلب المتوقع، ولكن من المرجح أن يقوم المصدّرون الأميركيون بتوسيع عملياتهم الحالية بالاستفادة من بنى تحتية قائمة أصلاً، بدلاً من الالتزام بمشاريع جديدة، وانتهى إلى القول: «نشهد سرعة في تطور السوق العالمية في الوقت الراهن، وهي سرعة قابلة للازدياد مع تزايد حجم صادرات الولايات المتحدة في السنوات القليلة المقبلة. ومع ذلك، أرى أن الغاز الطبيعي المسال ما زال بعيداً عن أن يصبح متمتعاً بخصائص السلعة الكاملة مثل النفط الخام».
أرسل تعليقك