برلين ـ وكالات
تعمل شركة «بلاكبيري» بجهد كبير لإطلاق هواتف ذكية جديدة مختلفة تعمل بنظام التشغيل الجديد «بلاكبيري 10»، كان أولها «زد 10» (Z10) الذي طرحته في فبراير (شباط) الماضي الذي يقدم تصميما مميزا يستغني عن لوحة المفاتيح، ومن ثم «كيو 10» (Q10) الذي أطلق في مايو (أيار) الماضي الذي قدم لوحة المفاتيح المرغوبة. وطرحت الشركة أخيرا هاتف «بلاكبيري كيو 5» (Q5) الذي يستهدف الفئة متوسطة التكلفة، ويوفر مزايا متقدمة لاستخدام الهاتف الذكي، وبسعر معقول. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف، ونذكر في ما يلي ملخص التجربة.
تصميم الهاتف يقارب تصميم الأخ الأكبر له «كيو 10»، ولكن مع فرق أن لوحة المفاتيح تقدم أزرارا متباعدة بعضها عن بعض، الأمر الذي يزيد من سرعة الكتابة على الأحرف ويخفض من احتمال الضغط على الزر الخاطئ. وهناك فرق في جودة المواد التي صنع منها هاتف «كيو 5» مقارنة بـ«كيو 10»، حيث إنها أقل جودة، ولكنه يظل ذا جودة عالية. ولوحظ أن نظام التشغيل «بلاكبيري 10» يعمل بشكل سلس جدا على هاتف «كيو 5»، ويقدم تجربة مشابهة لتلك التي يوفرها هاتف «كيو 10»، وخصوصا لدى تشغيل أكثر من تطبيق في آن واحد.
وبالنسبة للفروقات التقنية بينه وبين «كيو 10»، لوحظ أن وزنه أقل (120 غراما مقارنة بـ138 غراما)، مع تقديم كاميرا أقل دقة، 5 ميغابيكسل مقارنة بـ8 ميغابيكسل)، و8 غيغابايت مقارنة بـ16 غيغابايت من السعة التخزينية التي يمكن رفعها بـ32 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي»، ومعالج ثنائي الأنوية يعمل بسرعة 1,2 غيغاهيرتز (مقارنة بمعالج ثنائي الأنوية يعمل بسرعة 1,5 غيغاهيرتز)، وعدم تقديم مخرج «إتش دي إم آي» (HDMI) لوصل الهاتف بالتلفزيونات عالية الدقة، ولكن بطارية الهاتف ذات قدرة أكبر قليلا (2180 ملي أمبير مقارنة بـ2100 ملي أمبير لهاتف «كيو 10»). ويبلغ قطر الشاشة التي تعمل باللمس 3,1 بوصة (القطر نفسه في «كيو 10»)، ويستخدم الهاتف 2 غيغابايت من الذاكرة للعمل، وهو يدعم شبكات الجيل الرابع (LTE) بشكل كامل، مع دعم لتقنيات «بلوتوث 4,0» و«واي فاي» («بي» و«جي» و«إن») و«إن إف سي» اللاسلكية. وتستطيع بطارية الهاتف العمل لأكثر من يوم كامل من الاستخدام المكثف للهاتف وتبادل رسائل البريد الإلكتروني، الأمر المهم بالنسبة لهواتف هذه الفئة السعرية.
الهاتف متوفر حاليا باللونين الأبيض أو الأسود، وستطرح الشركة إصدارين منه باللون الأحمر أو الوردي قبل نهاية الصيف الحالي، ويبلغ سعره نحو 400 دولار أميركي.
وافتتحت الشركة متجرا خاصا بها في إحدى الأسواق التجارية في مدينة دبي الذي زارته «الشرق الأوسط»، والذي تستعرض فيه الشركة أحدث هواتفها وملحقاتها. الأمر الذي يميز هذا المتجر هو أن موظفيه سيفهمون من المستخدم احتياجاته في الهاتف الذكي، ويقدمون له الهاتف الأنسب، وليس أي هاتف يختاره. وبالنسبة للمتجر الرقمي للشركة المسمى «بلاكبيري وورلد»، فعلى الرغم من أنه لا يقدم العدد المهول من التطبيقات الموجود في متجر «آي تونز» أو متجر «غوغل بلاي»، فإنه يتخلى عن التطبيقات المكررة أو المتشابهة، ويقدم التطبيقات الرسمية المعروفة التي يريدها الكثيرون.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع «خالد الكفل» مدير عام «بلاكبيري» في المملكة العربية السعودية الذي قال إن منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد السعودية، هي من أهم المناطق التي تهتم بها الشركة من حيث تقديم خدمات الهواتف الذكية، إذ إن المستخدمين متطورون تقنيا، وترغب الشركات التي تعمل في المنطقة في الحصول على أحدث التقنيات لمواكبة النزعات الحالية في الأسواق. وأكد أن 98% من مستخدمي هواتف «بلاكبيري» في المملكة يستخدمون تطبيق الدردشة الفورية «بلاكبيري ميسنجر» (BBM)، النسبة التي تعتبر من أعلى النسب عالميا. وأكد أن هناك نزعة مثيرة للاهتمام في المملكة هي استمرار إقبال المستخدمين على شراء هاتف «بلاكبيري بولد 9900» نظرا للتصميم الذي أعجبهم والخدمات التي يقدمها.
وقابلت «الشرق الأوسط» كذلك لواء أبو خيط، مدير الاتفاقيات في الشركة، الذي أكد أن «بلاكبيري» تتفاعل مع مزودي المحتوى والتطبيقات العالميين والمحليين لتطوير تجربة الاستخدام. وأضاف أن متجر «بلاكبيري 10» هو أكبر متجر في العالم يطلق من حيث عدد التطبيقات التي يقدمها منذ اليوم الأول، والذي بلغ 70 ألف تطبيق، وتطور ليصبح 130 ألف تطبيق مختلف في الأشهر الخمس الأولى منذ إطلاقه. هذا، وأنشأت «بلاكبيري» شراكة مع «صندوق المئوية» لإطلاق «أكاديمية بلاكبيري» للبحث عن طاقات محلية في المملكة العربية السعودية وإيجاد أفكار تناسب المجتمعات المحلية والعالمية وتحويلها إلى تطبيقات، ومن ثم تسويقها. وستطلق الشركة «تحديات المبرمجين» (Developers Jam) داخل المملكة، حيث ستحضر «بلاكبيري» مبرمجيها العالميين لمساعدة المبرمجين المحليين على تحويل أفكارهم إلى تطبيقات مميزة. وقال إن «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» قد آمنت بالمنصة وأطلقت تطبيقات متخصصة منذ اليوم الأول، مثل تطبيقات صحف «الشرق الأوسط» و«الاقتصادية» و«عرب نيوز» و«الرياضة» ومجلة «هي». أما محمد المفلح، مدير منتجات «بلاكبيري» في الشرق الأوسط، فقد أوضح أن الشركة قد استحوذت على الكثير من الشركات المتخصصة في تطوير واجهات الاستخدام وطلبت منها تطوير واجهة نظام «بلاكبيري 10» الجديد أثناء برمجته، مع تطوير تصفح الإنترنت وتقنية «HTML5» لمواقع الإنترنت وآلية عملية نواة نظام التشغيل بشكل كبير. وكانت النتيجة دمج العناصر الأكثر استخداما في مكان واحد، مثل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والدردشات، والوصول إليها بحركات بسيطة من إصبع المستخدم. وأضاف أن نواة النظام تعتمد على نظام التشغيل «كيو إن إكس» «QNX» المستخدم في المنشآت الحساسة (مثل المستشفيات والمفاعلات النووية)، ويتيح للشركة المجال للتفاعل مع الكثير من النظم الأخرى المحيطة في ما يسمى بالتواصل بين الآلات (Machine to Machine)، مع السماح للمبرمجين بتطوير التطبيقات ونشرها بسهولة وسرعة أعلى، وذلك من خلال استخدام واجهات تفاعل برمجية (Application Programming Interface API) مسبقة الإعداد.
أرسل تعليقك