استطاع البرنامج المحاكي للعقل البشري تعلم وإتقان 49 لعبة فيديو
يقول علماء إن جهازا استطاع تعليم نفسه اللعب والفوز بألعاب الفيديو عن طريق برنامج كمبيوتر.
وتمكن البرنامج، المستوحى من العقل البشري، تعلم لعب حوالي 49 لعبة قديمة على جهاز "أتاري" لألعاب الفيديو. وأثبت البرنامج تفوقه على اللاعبين المحترفين من البشر في حوالي نصف هذه الألعاب.
وقال الباحثون في قسم "ديب مايند" في غوغل إنها أول مرة يستطيع فيها نظام كمبيوتر أن يتقن نطاقا واسعا من المهام.
ونشرت الدراسة في مجلة دورية "الطبيعة".
وقال الدكتور دميس هاسابيس نائب رئيس قسم الهندسة في "ديب مايند" إنه "حتى الآن، تستخدم أنظمة التعليم الذاتي في المهام البسيطة. ولأول مرة، استخدمنا بيئة غنية لإنجاز مهام شديدة الصعوبة بالنسبة للبشر".
وتستثمر شركات التكنولوحيا بكثافة في أجهزة التعليم. وفي عام 2014، اشترت غوغل شركة "ديب مايند" للتكنولوجيا بقيمة 400 مليون جنيه استرليني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتقن فيها جهاز ألعابا معقدة. ففي عام 1997، استطاع كمبيوتر "ديب بلو" الذي أنتجته شركة آي بي إم، من هزيمة بطل العالم في الشطرنج، غاري كاسباروف.
إلا أن أنظمة الذكاء الصناعي هذه كانت مبرمجة من قبل بدليل من الإرشادات، يزودها بالخبرات اللازمة للتفوق في الألعاب.
ويختلف برنامج "ديب مايند" عن غيره من البرامج بأنه مزود بالمعلومات الأساسية فقط، قبل عرض أية لعبة من ألعاب الفيديو عليه.
وقال هاسابيس إن المعلومات الوحيدة التي زودوا بها البرنامج "هي وحدات البيكسل الأساسية في الشاشة، وأنه يتعين عليه أن يحقق نتيجة كبيرة. ويتعين على البرنامج أن يكتشف كل المعلومات الباقية بنفسه".
وزود البرنامج بـ 49 لعبة فيديو، تراوحت بين الألعاب القديمة الأساسية، وألعاب سباقات ثلاثية الأبعاد. واستطاع البرنامج الوصول لمستوى اللاعبين المحترفين، والتفوق عليهم في 29 من هذه الألعاب.
وبحسب هاسابيس، فإنه قد يبدو من السهل على البرنامج تعلم الألعاب البسيطة التي تعود لثمانينيات القرن الماضي "لكن من غير المعتاد أن يتعلم نظام واحد الألعاب من خلال وحدات البيكسل. فالبرنامج يمكنه لعب 49 لعبة بدون برمجة مسبقة، لكنه يتعلمها من خلال الشاشات الجديدة خلال ساعات".
ويعتبر هذا البحث جزءا من تقنية "التعلم العميق"، التي تمهد لتصنيع أجهزة أذكى.
ويطور العلماء برامج كمبيوتر تحاكي عقل الإنسان، يمكنها استيعاب كمية كبيرة من البيانات، كالأصوات والصور، واستخلاص المعلومات والنظم منها بشكل تلقائي.
وعلى سبيل المثال، هناك أجهزة قادرة على مسح ملايين الصور وإدراك محتواها، وأجهزة تسهم في تطوير السيارات ذاتية القيادة التي يمكنها التعرف على ما حولها.
هناك أيضا أجهزة قادرة على فهم الكلام البشري، والتي يمكن استخدامها في البرامج المعقدة للتعرف على الأصوات، أو لأنظمة الترجمة الفورية.
وقال هاسابيس "أحد الأمور التي تعرقل (استخدام) الروبوتات في المصانع حاليا - وكذلك في أمور مثل رعاية المسنين وتنظيف المنازل - هو أنه ينبغي عليها في الحياة الواقعية أن تتعامل مع أمور غير متوقعة. لا يمكنك أن تبرمجه على كل احتمالية قد تحدث."
ويخشى البعض من خطورة صنع أجهزة يمكنها منافسة الإنسان. وفي ديسمبر/ كانون الأولى الماضي، قال البروفيسور ستيفين هاوكينغ إن تطوير ذكاء صناعي كامل "قد يكون نهاية الجنس البشري".
أرسل تعليقك