عندما أعلنت شركة «أبل» عن هاتفها الذكي الجديد «آي فون 7»، وحينما كشفت شركة «غوغل» عن هواتفها الذكية الجديدة «بيكسل»، كان القاسم المشترك بين الشركتين هو التأكيد على الدخول في مرحلة شعارها «إما الذكاء أو الخروج من الأسواق»، إذ يعكس هذا الشعار التوجه العام والعميق والكثيف من قبل عمالقة التقنية نحو نشر الذكاء الاصطناعي في كل ما يقدمونه من منتجات وخدمات.
82 % من الشركات حول العالم تستخدم 10 أدوات تقنية تدعم بيئة العمل التعاونية.
«باور بوينت»
أفادت شركة «مايكروسوفت» خلال مؤتمرها «إجنت 2016»، أخيراً، بأنها أدخلت على برنامج «باور بوينت» للعروض والمحاضرات، تحسينات كثيرة تتضمن أداة متقدمة للحماية والسيطرة ونقاط المشاركة، إلى جانب وظيفة أطلقت عليها «ستاف هب» تجعل من السهل على المديرين في الشركات والمؤسسات تكوين فرق العمل، وإدارة جداول المناوبات، وتقديم معلومات أخرى تتعلق بالموظفين.
وبالتوازي مع نهج «أبل» و«غوغل»، كشفت شركة «مايكروسوفت» خلال مؤتمرها «إجنت 2016»، أخيراً، أنها منخرطة بعمق، وتعمل بالتزامن مع «غوغل» و«أبل» على الدخول إلى مرحلة «إما الذكاء أو الخروج من الأسواق»، مشيرة إلى أنها قدمت سلسلة من التطورات والتحسينات على منتجاتها المختلفة، تعمل جميعاً تحت مظلة موحدة تتمثل بـ«التعاون السحابي الذكي»، وهي تقنية تمثل الإطار العام الذي توظف «مايكروسوفت» من خلاله تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة والتعلم العميق، في طيف واسع مما تقدمه من خدمات ومنتجات، أبرزها حزمة برمجيات «أوفيس 365».
العمل التعاوني
ووفقاً لما أورده موقع مؤتمر «مايكروسوفت إجنت 2016» ignite.microsoft.com، فإن تقنية «التعاون السحابي الذكي» هي ترجمة واستجابة للتغيرات السريعة والمتلاحقة في بيئات الأعمال حول العالم، واستشراف لما يمكن أن تصبح عليه مستقبلاً، فقد زاد الاعتماد على الحوسبة السحابية بين الشركات على المستوى العالمي٬ والذي بدوره أسهم بشكل فعال في زيادة الإنتاجية والوسائل التعاونية في الأعمال.
ولفت الموقع إلى أن دراسة أجرتها مجلة «فوربس» حول «العمل التعاوني في مجال الحوسبة السحابية»، أظهرت أن 82% من الشركات حول العالم تستخدم ما يصل إلى 10 أدوات تقنية مصنفة على أنها أدوات تدعم بيئة العمل التعاونية، وتستهدف تسهيل طريقة العمل بين الموظفين، وتحقيق رؤى أعمق للحصول على نتائج فعالة وسريعة.
مرونة وتنقّل أمثل
وانطلاقاً من ذلك فإن تقنية الحوسبة السحابية التعاونية الذكية، تحاول تقديم نظم وأدوات ومنتجات تحقق للمستخدمين القيمة المثلى في المرونة والتنقّل، ومساعدتهم على تحقيق مستويات أعلى وأكفأ من الإنتاجية عبر جميع المنظمات٬ إضافة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من العمل الجماعي وتعاون الموظفين، وتحقيق أقصى درجات التعاون داخل وفي ما بين جميع الإدارات الداخلية للشركات.
وتعتمد هذه التقنية على المزاوجة بين قدرات الحوسبة السحابية، من حيث الانتشار والاعتمادية العالية والإتاحة الواسعة من جهة، وبين تقنيات الذكاء الرئيسة المعروفة من جهة أخرى، والتي تتمثل بالذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة والتعلم العميق وغيرها، بحيث تندمج هذه القدرات معاً، لتوفير بيئة العمل التعاونية الذكية السحابية المستهدفة.
تطبيق عملي
وقد تمثل التطبيق العملي لتقنية الحوسبة السحابية التعاونية الذكية من خلال عدد كبير من التحديثات والتحسينات، بل والأدوات الجديدة التي أعلنت عنها شركة «مايكروسوفت» في مؤتمر «إجنت 2016»، وكان في مقدمتها برنامج «ديلف» الجديد الذي جرى دمجه مع حزمة برمجيات «أوفيس 365» التي تقدم كخدمة عبر الإنترنت.
ويعد برنامج «ديلف»، حزمة من التحليلات الغنية التي تسمح بالرصد الآلي والإبلاغ عن مقاييس الأداء بشكل عميق وتفصيلي٬ إذ إنه مصمم لقراءة وتقييم البيانات على كيفية عمل المستخدمين، وتقديم تلك المعلومات في لوحات سهلة القراءة.
ويقوم البرنامج، الذي يعمل كمحرك بيانات، بجمع المعلومات من جميع أنحاء برنامج «أفيس 365» وبقية أدوات «مايكروسوفت» المرتبطة به، وتقديمها على شكل رسم بياني يحلل بالتفصيل أداء جميع التطبيقات بطريقة واضحة وسهلة، الأمر الذي يجعله يوفر في النهاية رؤى غنية في كيفية تنظيم الإدارات والفرق الجماعية، وحتى المستويات الفردية.
كما يوفر وظيفة الحفاظ على بيانات وأداء كل موظف داخل المؤسسة، فضلاً عن جميع المعلومات التي تتعلق بالموظفين٬ وذلك لقدرته على معرفة الوقت ورصد كل تفاصيل الاجتماعات٬ بحيث يمكنه جلب كل الملفات ذات الصلة بالاجتماعات، والسماح للحضور بالاستعداد بشكل كافٍ في أقل وقت ممكن.
خاصية «تاب»
وكشفت «مايكروسوفت»، خلال مؤتمرها أيضاً، عن مجموعة من الخصائص والسمات الجديدة لرفع إنتاجية حزمة «أوفيس 365» وما تقدمه للشركات التي تعتمد عليها، منها خاصية «تاب» التي أضيفت لكل من برنامج معالج الكلمات «وورد»، وبرنامج العروض والمحاضرات «باور بوينت»، وبرنامج الحسابات والإحصاءات «إكسل».
وأوضحت الشركة أن خاصية «تاب» تستخدم الذكاء الاصطناعي في تتبع أنماط عمل كل موظف، وفهم متطلباته، وما يمكن أن يكون قد أنتجه من وثائق ومستندات ومحاضرات وإحصاءات لها علاقة بالعمل الذي يقوم به، وتجميعها لتكون جاهزة للعرض أمامه بمجرد تشغيل هذه الخاصية، الأمر الذي يرفع الإنتاجية، ويوفر الوقت المهدر في البحث عن البيانات ذات العلاقة بالموضوع، ويجعل الموظف في غنى عن القيام بالكثير من عمليات البحث.
خرائط جغرافية
وأضافت «مايكروسوفت»، أن «تاب» تستخدم تقنية الحوسبة السحابية التعاونية الذكية، المدعومة بتقنية جديدة يطلق عليها «أوفيس غراف» أو رسوميات «أوفيس»، وهي تقنية أخرى تمت إضافتها إلى برنامج «إكسل» بشكل خاص، إذ حدّثت الشركة الخرائط الجغرافية في «إكسل» لتجعل من السهل تحويلها الى بيانات جغرافية في صورة بصرية متطورة.
وبينت أنه في حال كان لدى الموظف مجموعة من نقاط البيانات تظهر المبيعات عالمياً للمؤسسة، فسيتم تحويل نقاط البيانات الفقيرة إلى خريطة ملونة منظمة للعالم، ومع النسخة المحدّثة من الخرائط في برنامج «إكسل» يمكن إنجاز هذه المهمة ببضع ضغطات بالفأرة.
وذكرت «مايكروسوفت» أن دعم «أوفيس غراف» لا يقتصر على «إكسل» فقط، بل إنه بفضل «التعاون السحابي الذكي»، فإن «أوفيس غراف» يتمكن من الوصول إلى جميع البيانات التشغيلية، مثل البريد الإلكتروني والتقويمات والاتصالات الهاتفية، وغيرها من البيانات الخاصة بتطبيقات «مايكروسوفت»، مثل «يامر»٬ «شيربوينت أون لاين»٬ «ون درايف».
وأوضحت أن «أوفيس غراف» يجمع البيانات التي تم جمعها من هذه النقاط، ورسم مخطط هرمي للمؤسسة لبناء رؤية متماسكة توضح من الذي يعمل وماذا ومتى وكيف ولماذا٬ وذلك مع الحفاظ على خصوصية المنشأة بدقة.
أرسل تعليقك