خطفت اثنتان من «سيدات القمة» في عالم التقنية، الأضواء، خلال العام الجاري، بعد أن باتت إحداهما التي تعمل مديرة للعمليات في شركة «فيس بوك» وتعتبر المسؤول الثاني في الشركة بعد رئيسها، مارك زوكربيرغ، مهددة بالطرد والإطاحة بها، فيما حظيت الثانية التي تعمل مديرة لمتاجر التجزئة في شركة «أبل»، بمزيد من المكانة والتقدير وصارت نجمة «أبل» الثانية بعد رئيسها تيم كوك، حيث باتت تحصل على راتب يصل إلى ضعف راتب كوك نفسه، الذي أعرب عن سعادته بذلك.
أقرأ أيضًا: حادثة جديدة تفضح موقع التواصل
وأفادت مواقع تقنية عدة تابعت موضوع السيدتين أن نجمة «فيس بوك» الآفلة، كما وصفتها بعض المواقع، هي شيريل ساندبرغ، التي أصبحت مجالاً لإثارة الجدل، بعد التخبط والفضائح التي تعرضت لها «فيس بوك» خلال عام 2018. أما نجمة «أبل» الصاعدة، فهي أنغيلا إهرينندتس المحاطة بالإعجاب والتقدير بعد النتائج الممتازة التي حققتها في منصبها وجعلت منها صاحبة أكبر راتب في «أبل» على الإطلاق بعد أربع سنوات فقط من انضمامها للشركة.
محنة ساندبرغ
وتعتبر محنة ساندبرغ الحالية تحولاً مفاجئاً لمسار حياتها، إذ إنه خلال العام الماضي تمت الإشادة بها على نطاق واسع، باعتبارها رمزاً ناجحاً للمرأة في صناعة تقنية المعلومات، وذلك بفضل دورها المؤثر والحيوي في مساعدة «فيس بوك» على النمو من شركة ناشئة صغيرة إلى شركة عالمية عملاقة حالياً.
لكن النظرة العامة إلى ساندبرغ وشركتها تغيّرت بشكل ملحوظ خلال العام الجاري بسبب سلسلة الفضائح والمشكلات التي عاشتها «فيس بوك»، منها الكشف عن تدخل خارجي في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة من خلال إعلانات على موقع «فيس بوك»، وهي واقعة لم تكتشفها الشركة إلا بعد فوات الأوان، ثم فضيحة نشر دعايات داعمة للإبادة الجماعية في ميانمار، وتبعتها خروقات أمنية متعددة وتسريبات للبيانات، وتلا ذلك الكشف عن استئجار «فيس بوك» لشركة علاقات عامة بغرض تشويه منتقديها من المحللين والشخصيات البارزة.
وجرى تحميل ساندبرغ مسؤولية تلك الأزمات، لأن فريق الأمن بالشركة الذي يعود إليه كثير من الاخفاقات يعمل تحت صلاحيتها ومسؤوليتها المباشرة.
وأصبحت توجه إليها الاتهامات بأن أسلوبها في الإدارة أدى لزيادة التكاليف وخفض نمو المستخدمين، وهبوط أسهم الشركة التي انخفضت خلال عام 2018 بنسبة 25% حتى الآن، بعدما كانت قد وصلت إلى ذروة الانخفاض في يوليو الماضي، حيث تراجع السهم 39%.
تضاؤل الدعم
وقال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في «فيس بوك» بالمملكة المتحدة، باتريك واكر، إن هناك «تضاؤلاً كبيراً» في دعم ساندبرغ داخل الشركة، لكن زوكربيرغ، أعرب عن دعمه لساندبرغ، وقال: «أتمنى أن نعمل معاً لعقود مقبلة».
ويرى بعض المحللين أن دعم زوكربيرغ أشبه بالدعم الذي يقدمه رئيس حكومة لأحد أعضاء حكومته قبل أن يطيح به، ويتضح ذلك من المراوغة التي فعلها حينما وجهت له شبكة «سي إن إن» الإخبارية سؤالاً حول ما إذا كان بإمكانه القول بشكل نهائي إن ساندبرغ ستظل في الدور نفسه، حيث إنه بدلاً من أن يرد بوضوح تحدث بشكل رئيس عن العمل الذي قامت به.
وتأتي هذه التصريحات وسط نقاش متزايد حول دور ساندبرغ ومستقبلها والدعوات المباشرة لها بالرحيل، بل ومناقشة مستقبل زوكربيرغ نفسه، إذ إن البعض يقول إنه هو الذي يحدد مقدار موارد الشركة وموظفيها الهندسيين لتكريسها لجهود أو مشروعات معينة، وبالتالي مهما كان ذنب ساندبرغ فإن الرهان يتوقف في النهاية على زوكربيرغ الذي يجب عليه ايضاً أن يتنحى.
نجاح إهرينندتس
في المقابل، فإن قصة أنغيلا إهرينندتس مع «أبل» مختلفة، حيث إن عالم التقنية لم يكن في مسارها الوظيفي على الإطلاق، بل كان عالم الأزياء.
وعقب تخرجها في الجامعة مباشرة انتقلت من بلدتها في ولاية أنديانا إلى نيويورك في رحلة ذهاب بلا عودة، إذ حصلت على أول وظيفة لها في مجال المبيعات في شركة للملابس الرجالية، ثم انتقلت من هناك إلى التسويق في شركة «وارنكو»، وبعدها تقدمت في مسارها الوظيفي لتشغل منصب رئيس شركة «دونا كاران» الدولية للأزياء لمدة ست سنوات، ثم شغلت منصب الرئيس التنفيذي لشركة «بيربري» للأزياء، وبدأت على الفور العمل في تنشيط الشركة. وخلال فترة ولايتها دفعت الشركة لتبنّي تقنيات جديدة واحتضان التجارة الإلكترونية وتحديث التكنولوجيا في متجرها. كما أطلقت خطوط إنتاج جديدة، وتوسعت في عمليات البيع بالتجزئة للشركة والدخول إلى أسواق جديدة.
وفي أبريل 2014، أصبحت إهرينندتس، نائب الرئيس التنفيذي لتجارة التجزئة في شركة «أبل»، وكلفها عملاق التكنولوجيا بتجديد متاجره وتحسين معنويات الموظفين، وحمّلها مسؤولية جعل عملية الشراء في منافذها تُشعر المشترين كأنها تجربة فاخرة، وتحسين اندماج تجارب التسوق الرقمية وبنيتها.
وخلال السنوات الأربع التي قضتها في «أبل»، وحققت نجاحاً مبهراً، ونظراً لارتباط راتبها وعمولاتها بعمليات البيع، أصبحت الآن الموظفة الأعلى أجراً على الإطلاق في «أبل»، إذ إن راتبها بلغ 24.2 مليون دولار العام الماضي، أي ما يعادل ضعف الراتب الذي يحصل عليه الرئيس التنفيذي لـ«أبل» تيم كوك.
شركة نموذجية
نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مديرة متاجر التجزئة في شركة «أبل»، أنغيلا إهرينندتس، أنها في الوقت الذي واصلت فيه العمل رئيساً تنفيذياً لشركة «بيربري» للأزياء، فإنها كانت مقتنعة بأنها إذا نظرت إلى أي شركة كنموذج، فإنها ستكون «أبل». وقالت إنها «شركة رائعة تعمل على إيجاد نمط حياة، وهذه هي الطريقة التي أراها».
قد يهمك أيضًا:
"فيس بوك" يضيف ميزة لتذكر أصدقائك المتوفين
أبل قد تصنع هواتف أيفون خارج الصين بسبب الضرائب
أرسل تعليقك