أبوظبي - صوت الامارات
انتشرت في الآونة الأخيرة لعبة شهيرة هي "بوكيمون جو"، وقد لاقت إعجاباً واسعاً في كثير من الفئات في المجتمعات بمعظم الدول العربية والأجنبية. ومن الملاحظ أن هذه اللعبة غزت عقول الكبار قبل الصغار ولكن بطريقة لفتت فيها أنظار الكثيرين، ولقد رأى كثير من الباحثين والخبراء أن هذه اللعبة سلاح ذو حدين، فمن ناحية هي تعتمد على التنقل والاستكشاف في العالم الواقعي عن طريق تحديد الموقع والبحث، ومن ثم استخدام الكاميرا للعثور على البوكيمون.
ولكن بالنظر إلى الناحية الأخرى فسوف نجد المخاطر والسلوكيات والمشكلات التي يمكن أن ترتكب من جراء استخدام هذه اللعبة. ففي واقعة شهيرة في اليابان قبل أيام ومن خلال استخدام شاب يبلغ من العمر 19 سنة لهذه اللعبة انتهى به الأمر بعثور البوكيمون على جثة طافية في النهر قد غرقت في اليوم ذاته، وفي وقت كانت الشرطة تتخذ إجراءاتها، أي أنها لا شك تقوم على عدم احترام الأموات، ومن الممكن أن تؤدي إلى نبش القبور في حال زاد حماس اللاعب فيها، وهو ما يترتب عليه عقوبة جنائية.
عندما يتتبع اللاعب الأثر للشخصية المطلوبة يفقد التركيز على الطريق، ويتجه بالبحث عن طريق الخريطة في الهاتف الذكي دون مراعاة وانتباه لمستخدمي الطريق، ما يسبب حوادث إذا كان هذا اللاعب يقود مركبة، وفي الوقت ذاته يبحث عن الشخصية المطلوبة، ما يعرض حياة الآخرين للخطر وحتى أيضاً اذا كان المستخدم يمشي فسوف يعرض الآخرين للصدم، وبالإمكان حدوث الضرر اذا كان الذي يمشي طفل أو شخص كبير في السن.
ومما يثير حفيظة الكثير أن الاشتراك في هذه اللعبة سوف يلزم صاحبها بوضع بريد إلكتروني والسماح للبرنامج بالوصول إلى كل البرامج في الهاتف، وذلك لسهولة الاستخدام، ما يعني عدم الخصوصية واحتمالية سرقة محتوى من صور وفيديوهات ورسائل وهذه معاقب عليها بموجب جرائم تقنية المعلومات.
وكثير من الأخبار تداولت جرائم واقعية وحديثة منها تربص اللصوص باللاعبين أثناء بحثهم عن البوكيمون، وعن طريق تقنية الضوء الإرشادي يقوم المجرم باستدراج ضحاياه إلى مناطق مهجورة، وذلك بغرض السرقة ومن المحتمل أن تصل بهم الجريمة الى الاعتداء بالضرب أو القتل بغرض السرقة.
ولا شك أن المستخدم يمكن أن يتعرض للمساءلة القانونية في حالة التقاطه صور أشخاص من العامة دون علمهم أو انتهاك الخصوصية وحرمة ملك الغير، والتسبب في الكثير من الجرائم التي هو بغنى عنها والقصد من ذلك اللعب والمرح، فالقانون لا يعفي من العقوبة اذا كانت الجريمة ارتكبت بقصد اللعب أو المرح، ولا يعفي إذا كان المرتكب اقترف الخطأ دون قصد، وبالتالي يجب على كل فرد التعقل والتفكر والتأني قبل استخدامه لأي برنامج، ويجب عليه معرفة السلبيات قبل الإيجابيات حتى يتجنب الوقوع في المحظور، فالإيجابيات سوف تحسب له، أمّا السلبيات فتحسب عليه، ولا شك أن نهايتها خلف القضبان.
عندما يتتبع اللاعب الأثر للشخصية المطلوبة يفقد التركيز على الطريق.
أرسل تعليقك