يعتبر معرض تكنولوجيا المعلومات الثامن الذي احتضنته مدرسة الشعلة في الشارقة، موطن الابتكار والإبداع وصناعة المستقبل.
«البيان» رصدت أثناء جولة لها العديد من الابتكارات والأفكار النوعية التي ينبغي أن تشق طريقها نحو المجتمع ليستفيد فكانت النتيجة 65 فكرة مبتكرة ونماذج لاختراعات قابلة للتطبيق تحدث عنها الدكتور عبد الرحمن العلي من الجامعة الأميركية في الشارقة، مؤكدا أن بعض هذه المشاريع تعادل في مستواها مشاريع طلبة سنة ثانية وثالثة بالجامعة لديهم.
لافتا إلى أن مدرسي المادة في مدارس الشعلة استشعروا حاجة المدن الذكية لهذه المشاريع والقفزات التطويرية الهائلة التي يشهدها العالم فتناغمت الأفكار مع التطور الحاصل فجاء منها إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية وأجهزة قياس التربة وتشغيل أبواب المنزل بالتصفيق ومشاريع مقاه وبنوك ومنازل ذكية، وألعاب ومكبة إلكترونية وعصا ذكية للمكفوفين وتطبيقات ذكية للتوعية بالحفاظ على البيئة.
ثورة صناعية
وأكد الدكتور عبد الرحمن العلي أن المعطيات في الحياة ستتغير حتما، لأننا على أعتاب ثورة صناعية رابعة ستكون معها 10% من ملابسنا موصولة بالإنترنت، وروبوت صيدلي، و50 ألف ساكن في المدينة بلا أي شارة ضوئية، وستكون إنارة المنزل بالتصفيق.
وأضاف أن ما شاهدته لجنة التحكيم في هذا المعرض يعد مفخرة لأبنائنا الطلاب، حيث تلمسنا أفكارا جيدة وراقية وجهودا واضحة في هذا المعرض، ونتمنى كل التوفيق لأبنائنا الطلبة والطالبات المشاركين، كما نشكر كل القائمين على هذا المعرض العلمي والشكر موصول لإدارة المدرسة.
تكنولوجيا
ويركز المعرض على مجال تكنولوجيا المعلومات ويهدف بشكل رئيس إلى إبراز مواهب الطلاب بهدف تنمية قدراتهم في هذا المجال وتسخير طاقاتهم إلى الإبداع والابتكار بدلاً من ضياع الأوقات الثمينة على الاستخدام الترفيهي للإنترنت والتكنولوجيا والتي تشكل السبب الرئيس لهدر الوقت بلا فائدة.
تشجيع
من جانبه قال إبراهيم بركة مدير مدارس الشعلة في الشارقة: إن المعرض يأتي في سبيل تشجيع المدارس نحو الابتكار والإبداع من خلال المشاركة الفاعلة، مشيدا بالمشاركة الواسعة للجامعة الأميركية في الشارقة وجامعة الشارقة وجامعة عجمان، وكلية الدار الجامعية والكلية الأميركية في دبي، حيث شارك في تحكيم المشاريع والأعمال المشاركة نخبة من الأساتذة المتخصصين بمجال التكنولوجيا.
ونوه بركة بالأفكار المبتكرة التي قدمها الطلبة من خلال المشاريع والملصقات، ووصف المشاريع بالمبهرة، مؤكدا أن هذا الجيل هو من سيصنع المستقبل، وأنه قادر على ذلك إذا تم إيجاد الفرصة له، معتبرا المعرض احد المجالات التي يسعون من خلالها لإتاحة الفرصة وتحفيز الطلبة وتشجيعهم .
منزل الأحلام
الطالبة تالا البدارنة قدمت مشروع تصميم داخلي لمنزل الأحلام يعمل بالطاقة الشمسية مكون من أربع غرف هدفها أن تكون المنازل صديقة للبيئة ولا تستهلك الطاقة وتعمل بطاقة نظيفة، فيما قدم الطالب كنعان بلال أحمد مشروع مكتبة الشعلة الإلكترونية التي تمكن من خلالها وضع مجموعة كبيرة من القصص والكتب العلمية والتاريخية والدينية التي يمكن للطالب الدخول إلى الموقع واختيار الكتاب الذي يستهويه وقراءته.
مواكبا بذلك التطور التكنولوجي الحاصل، والذي جعل الجيل الحالي مأخوذا بالأجهزة الإلكترونية، مشيرا إلى أن المكتبة الإلكترونية تلعب دورا كبيرا في تحفيز الطلبة على القراءة في أوقات الفراغ .
نظام أمني
وقدمت الطالبات اهلة عصام سيد وزينة أحمد وروان حازم مشروع نظام أمني للمنازل بتكلفة زهيدة جدا يعمل في أوقات معينة ويصدر صوتا في حال دخول أي شخص غريب للمنزل، ويطفأ بشكل تلقائي، ويمكن استخدامه في الفلل. .
تداعيات الحروب
أما انجي زايد وهي طالبة في الصف السابع فقد انفردت لوحدها بموضوع يعكس أن هذا الجيل ليس سطحيا بل جيل واع يحمل فكرا ولديه إدراك للتحديات التي يواجهها المجتمع العربي، فقد تناولت من خلال تطبيق ذكي تداعيات الحروب على البشر آملة منها في أن يعيش الناس في أمان لتعود الإنسانية والرحمة .
عصا المكفوفين
عبد الرحمن عبد الله طالب في الصف الثامن لديه صديق كفيف يواجه مشكلة أثناء سيره، فإذا لم يكن برفقة أحد لا يمكن له أن يتحرك خوفا من الاصطدام بجسم صلب يؤدي إلى سقوطه وتعرضه لإصابة من جهة والحرج من جهة أخرى، فكان مشروعه «عصا المكفوفين» قائلاً: إن فكرته تتمثل في وضع حساس على العصا وبرمجتها.
بحيث يصدر صوتا لتنبه حامل العصا من وجود شيء أمامه، وذكر أن تكلفة الابتكار زهيدة جداً.
لعبة تعليمية
وقدم طالب مشروع لعبة تعليمية تقدم معلومات وتعلم جملة من القيم المستمدة من العادات والتقاليد وتعاليم الدين الحنيف عوضا عن الألعاب المستوردة التي تعزز لدى الطالب العنف والكراهية، وتجعل السرقة وإرهاب الآخرين سلوكيات مقبولة لديه، كون أبطال الألعاب هذه يسرقون ويقتلون ويظهرون في نهاية اللعبة بمظهر البطل القوي.
تعزيز المهارات
من ناحيتها أشادت مها بركة مسؤولة إدارة المتابعة والجودة في مدارس الشعلة، بالمعرض وما يحققه في كل دورة من نجاحات، سواء من حيث عدد الطلبة والمدارس المشاركة، أو من حيث عدد ونوعية الابتكارات والمشاريع ذاتها، ما يوفر للدولة في المستقبل أجيالا لديها رؤية مختلفة لمسألة الاختراعات والإنجازات والاكتشافات العلمية المتميزة واستخداماتها، وقالت إن الابتكارات نوعية.
ونوهت بأن المعرض الذي يطوي عامه الثامن يهدف إلى تعزيز مهارات البحث العلمي لدى الطلبة وتطويرها والاحتفاء بها، وبث روح التعاون والمنافسة، وتحقيق التميز..
وأشارت إلى أن ما شاهدته في المعرض «يثلج الصدور خاصة مع تفاوت الفئات العمرية مع صغر أعمار بعض المشاركين، إلا أنهم أبدعوا ويستحقون الدعم، ويجب علينا أن نتكاتف جميعاً لدعم هذه الأجيال، فهي التي ستبني وتطور وترفع اسم الوطن عالياً.
أرسل تعليقك