لندن ـ وكالات
يتزعم مشروع «كيكستارتر» حملة لإظهار أن الاكتشافات الفضائية ستصبح من الأعمال الشعبية العادية، وذلك عن طريق منح الجماهير الفرصة لتصميم مركبات فضائية خاصة بهم، وإطلاقها.
ووفقا لتصورات خبراء المشروع فإنه يمكن حمل مركبة فضائية صغيرة جدا على متن المركبة «الأم» المسماة «كيوب سات» CubeSat لدى وصولها إلى المدار الصحيح، عن طريق استخدام نظامها الخاص بالدفع. وتغطى المركبات بألواح الخلايا الشمسية، وتبلغ سماكة كل مركبة واحدا من عشرين من المليمتر، ووزنها يقل عن الغرام الواحد. لكن سيكون لهذه الأجهزة القدرة على جمع البيانات يوميا، عبر جهاز يعمل على نظام «أندرويد»، أو نظام «آي أو إس».
المركبة الفضائية المعبأة بالأدوات اللاسلكية والبصرية، تأتي بمستشعر بصري ذي بيكسل واحد، ومقياس تسارع، وجيروسكوب، ومستشعر حراري، أو حتى أجهزة لقياس الإجهاد. ووفقا إلى المال الذي يود الزبائن إنفاقه، يمكن لهم حمل هاتفهم موجها إلى السماء، واستخدام وظيفة الواقع المعزز في التطبيق لمعرفة موقع المركبة في تلك اللحظة في المدار. ويقول مؤسس شركة «بوكيت سبايس كرافت» التي تصمم المركبات الصغيرة مايكل جونسون إن «المهم الذي نود أن نعرضه، هو تلك المركبة الفضائية الصغيرة التي يمكنها التقاط قياسات مفيدة وإعادتها، فضلا عن اكتساب الخبرة من قبل آلاف المواطنين العاديين الذين لا يملكون أي خبرة في هذا المضمار، الذين يمكنهم تصميم مركبات كهذه وتشغيلها».
إن تشغيل مركبة صغيرة تسمى «سكاوتس» هو متعة إذا إما جرى تعديلها وتحديثها. ومثال على ذلك هنالك النسخة الرخيصة منها «إيرث سكاوت» (99 جنيها إسترلينيا) التي ستستخدم لاختبار القدرة على العودة إلى جو الأرض بأمان. لكن مركبة «سوفتواير ديفلوبنت لونار سكاوت» ستتيح تفصيل جميع البرمجيات داخلها حسب الطلب، والمركبة على الكترونيات مرنة.
ويضيف جونسون «لقد سمعنا من أشخاص راغبين في إجراء تجارب فلكية لاسلكية، والملاحة في الفضاء الخارجي. وهنالك أيضا بعض الاقتراحات المسلية الأخرى، كممارسة ألعاب الليزر في الفضاء، وإحصاء عدد المدارات التي يتم بلوغها، وإرسال الرسائل إلى الأرض، مثل رسالة واحدة محددة لكل فرد من أفراد العائلة. وحتى يمكن الانطلاق إلى المريخ وإسقاط آلاف من هذه الأجهزة عليه لجمع القياسات من أطراف الكوكب كافة».
لقد صممت مثل هذه المركبات، لا لجعل المزيد من الناس يهتمون بالقضايا العلمية فحسب، بل لإظهار الحدود والقيود التي يجري التغلب عليها وتجاوزها، مع تقدم المسيرة التقنية التي تصبح متيسرة للكثير من الأفراد، بدلا من القليل. ويتابع جونسون في حديث لموقع «واير. كوم» أن «المدهش أن الأشخاص الذين يعبثون عادة بالكومبيوترات الصغيرة جدا، مثل (أرديونوس) و(راسبيري باي) يفكرون حاليا بإمكانية تحويل المشاريع التي يقومون بها في منازلهم، إلى مركبات فضائية، مما يعني توقع خروج أفكار رائعة خلال المستقبل القريب التي من شأنها دفع عجلة الابتكار».
وأضاف: «إننا راغبون فعلا في توسيع نطاق الأشخاص الذين يعرفون كيفية تطوير المركبات الفضائية وتصميمها، سواء كانوا من تلامذة المدارس، أو الطلاب، أو المحترفين، أو حتى المتقاعدين».
ومن شأن هذا الأسطول من السفن الفضائية الصغيرة المصممة أصلا لجمع البيانات والمعلومات عن القمر، إعادة بثها إلى الأرض قبل أن تغوص نهائيا بسرعة 2 كيلومتر بالثانية باتجاه سطح القمر. ولمركبات «إيرث سكاوت» دور مهم، رغم حياتها القصيرة، ألا وهو المساعدة في تطوير نظام لجمع البيانات والمعلومات عن كوكب المريخ. وهذه المركبات هي من الرقة وخفة الوزن بحيث لا تحترق لدى دخولها جو الأرض، مما يعني قدرتها على التحليق في جو المريخ لتتساقط بالآلاف عليه لأخذ قياسات عن سطحه.
وحال نضوج تقنيات مثل تقنية «كيوب سات»، يعتقد جونسون أنها ستشكل مستقبل الاكتشافات الفضائية، لتصبح الرحلات الكبيرة القليلة العدد من هذه الاكتشافات، والمكلفة جدا، شيئا من الماضي. وإذا ما تحقق ذلك فإنه قد يفتح عصرا جديدا من الاكتشافات الفضائية الشعبية. ففريق «بوكيت سبايسكرافت» تلقى حتى الآن طلبات واستفهامات من جميع أطراف المعمورة، مما يعني أن هنالك اهتماما كبيرا بهذا الأمر.
أرسل تعليقك