واشنطن-صوت الامارات
كان أواخر عام 2017 ذروة أسعار العملات الرقمية حيث لفت إنفجار أسعارها إنتباه الكثيرين وبدأً من 2018 أثبتت نفسها كتقنية واعدة قد تلعب دورًا مهمًا في المستقبل، وعلى المستوى الشخصي لم أكن اتوقع ان تقنية مشبوههة كهذه تُقابل بهذا الحد من القبول في وقتٍ وجيز، فقد رأيت الكثير من المحاضرات داخل الجامعة تتحدث عن المستقبل المالي للعالم وكيف تعمل تقنية البيتكوين، بالإضافة الى شراكة مؤسسة النقد السعودي مع تقنية عملة Ripple، وبلا شك أن العملات الرقمية ستلعب دورًا مهم في مجالات كثيرة، ولكن كيف سيلعب هذا النظام المالي دورًا في إعادة تشكيل الإنترنت و المحتوى الرقمي.
أولًا ماهي العملة الرقمية
العملات الرقمية كثيرة ولنأخد على سبيل المثال العملة المهيمنة في عالم العملات الرقمية Bitcoin وهو أشبه بالدولار في النظام المالي الحالي وتعتبر Bitcoin عملة لها قيمة كأيها من العملات مثل الريال والدولار وغيره ولكنها ليس لها وجود فيزيائي انما على محافظ رقمية يمكن نقلها من محفظة الى آخرى.
من أين يأتي Bitcoin وكيف يمكن تعدينها
تنشأ عملة Bitcoin الواحدة والتي تقدر قيمتها هذه اللحظة 7500$ عن عملية تعدين رقمية أشبه بالتعدين عن الذهب أو التنقيب عن النفط، ولكن التعدين الرقمي مختلف عن التعدين الواقعي فهو يحتاج إلى برامج ومنصات مختلفة تعمل على حل شفرات ومسائل حسابية وستحصل على بيتكوين قيمة ذلك التعدين، ولكن ليس بهذه السهولة فتعدين البيتكوين في الوقت الحالي أصبح صعب ويتطلب أجهزة ذات أداء عالي جدًا، وتبلغ تكلفة تعدينه قرابة سعره الحالي.
لقد كان تعدين البيتكوين في بداية ظهور العملة من الأمور السهلة لأن صانع العملة أتاح 21 مليون عملة بيتكوين قابلة للتعدين وهذا رقم لن يزداد بتاتًا ومع تناقص عدد عملات البيتكوين القابلة للتعدين أصبح صعب فكلما تناقص عدد عملات البيتكوين القابلة للتعدين زاد حجم الطلب مقابل العرض وبالتالي تزداد صعوبة حل المسائل وتطلبت أجهزة ذات أداء أعلى، لقد تم تعدين 17 مليون بيتكوين وطرحها للتبادل والتداول من قبل المعدنين، وتبقى 3 مليون عملة قابلة للتعدين وكلما تقلص العدد كان التعدين يتطلب أداء من الأجهزة أعلى.
لقد تبدو مسألة التعدين شيء غريب ولكنه هو الفيّصل في مقالتنا هذه فهنالك أخبار جعلتني أفكر كيف سيشكل هذا النظام المالي مستقبل الإنترنت ومجال صناعة المحتوى فعلى سبيل المثال سمعنا عن خبر إستخدام موقع القراصنة الخاص بالتورنت أجهزة زواره ومعالجاتهم مقابل التعدين عن البيتكوين.
نحن نعلم المعادلة العامة لأي مشروع محتوى في العالم سواءً في يوتيوب أو موقع اخباري او غيره، المعادلة هي اصنع محتوى مميز تجذب به جمهور بعد ذلك قم ببيع إعلانات لهم، ويعيب على هذه أن منصة يوتيوب على سبيل المثال تأخد الجزء الأكبر من أرباح الإعلانات التي تعرض للزائر، ونرى أن نجاح مشاريع المحتوى يلعب به ثلاث اطراف، لكن ماذا لو كانت اللعبة بين طرفين، صانع المحتوى والزائر؟ ستكون العملية أشبه بما عمله موقع القراصنة.
أولى النماذج المطبقة لهذه الفكرة
أول نموذج طبق هذه الفكرة هو مـنصة ipbc لعرض الفيديو وهي منصة مشابهة ليوتيوب تتيح لصانع المحتوى الرقمي عليها عرض محتواه الفيديو وسيقوم الموقع بإستخدام معالجات المشاهدين للتعدين عن العملات الرقمية.
المحتوى الرقمي
في الختام ما أتمناه هو وقوف الحرب الشرسة على التقنية المستقبلية هذه من قبل عمالقة الانترنت جوجل وفيس بوك وتويتر والإستثمار في هذه التقنية بطريقة تفيدهم لإنها قد تستبدلهم في المستقبل، عالم الإنترنت عالم متجدد ومتغير تفرض التقنيات الذكية نفسها مهما كلف الأمر، الإنترنت تغيير إلى شكله الحالي بطريقة لم يكن أحد يتوقعها وسيتغير بطريقة لن نتوقعها وكل ما علينا هو التسديد والمقاربة.
أرسل تعليقك