أصبحت البرمجة في السنوات الأخيرة وبالتحديد برمجة التطبيقات تحظى بانتشار واسع جداً ومتزايد، وذلك بسبب سهولة تعلّمها عبر الإنترنت وعدم الحاجة للذهاب للجامعة من أجل ذلك، وقد خلق ذلك منافسة شديدة خاصة ضمن قطاع الهواتف مع كون تطوير التطبيقات لهذه المنصّات أسهل بكثير مما هو عليه الأمر في الحواسيب، ونتيجة لذلك أصبحت عمليّة الربح من هذه التطبيقات أمراً غير قابل للتحقيق بسهولة لكثرة الخيارات المجانية التي أصبحت متاحة.
بالرغم من تواجد عدد هائل من الخيارات المجانية المتاحة للحواسيب والهواتف، إلّا أنّ الكثير منها ليس مجانياً تماماً في الواقع، لذا يعمل المطورون بشكل دائم على إيجاد أساليب جديدة لتحقيق الأرباح من تطبيقاتهم بشكل غير مباشر، وفي حال نظرت لقائمة التطبيقات الخاصة بك ستجد أنّ معظمها غير مجاني بالكامل أو للأبد. لمعرفة آلية الربح من التطبيقات تابع معنا هذا المقال حيث نسلّط الضوء على أبرز أساليب الربح من التطبيقات.
الاعتماد على الإعلانات فقط Ads
حافظت هذه الطريقة على مكانها حتى وقت طويل وتعتبر من أكثر الأساليب انتشارًا، حيث تعتمد على عرض إعلانات للمستخدمين مقابل جعل التطبيق مجاني بالكامل وحصد الأرباح من عرض هذه الإعلانات أو النقر عليها، حيث تتنوّع طرائق تضمين هذه الإعلانات داخل التطبيقات بين حجز مساحة صغيرة ضمن الواجهة وصولاً حتّى عرض إعلانات تملأ الشاشة قد تطول لعشرات الثواني قبل أن يتمكّن المستخدم من تجاوزها أو إرسال إشعارات ترويجيّة كما هو الحال مع تطبيق Shareit.
اليوم أصبحت فكرة الإعلانات المزدحمة داخل التطبيق أمراً مكروهاً من قبل المستخدمين، وفي حين أنّ الكثير من التطبيقات أصبحت تعتمد طريقة توفير إصدار مدفوع خالي من الإعلانات، إلّا أنّ العديد منها ما زال لا تتيح هذا الخيار ممّا يجعل المستخدمين يبحثون عن بدائل أخرى.
دفع ثمن التطبيق بالكامل قبل استخدامه Premium
تعتمد هذه الطريقة على وضع سعر محدّد للتطبيق بحيث لا يمكنك تحميله قبل دفع الثمن، في السابق كانت تعتبر الأكثر انتشاراً للحصول على أرباح مضمونة وسهلة من التطبيقات، ولكن اليوم ومع اشتداد المنافسة أصبحت هذه الطريقة غير مجدية في الواقع، وذلك بسبب كثرة الخيارات المجانية المتاحة أو حتى الخيارات المدفوعة التي تتيح لك تجربة التطبيق قبل استخدامه.
بالنسبة للتطبيقات والخدمات الشهيرة مثل حزمة Microsoft Office ومعظم إصدارات نظام ويندوز أو حتى بعض منتجات Adobe مثل Photoshop Elements فما زالت هذه الطريقة فعالة بالنسبة لهم، حيث تتمتّع هذه المنتجات بشهرة واسعة وسمعة جيّدة بحيث لن يخاف المستخدم من دفع المال قبل تجربتها، وذلك لأن الإصدارات القديمة منها موجودة منذ سنوات، ولكن بالنسبة للتطبيقات الجديدة يتجنّب المطوّرون هذا الأسلوب عادة.
دفع اشتراك شهري أو سنوي Subscription
لا تعتبر فكرة بيع التطبيقات مقابل سعر محدد فكرة مثيرة للاهتمام بالنسبة للمطوّرين والشركات، خاصة تطبيقات الحواسيب التي قد تكون باهظة الثمن أحياناً كما هو الحال مع إصدارات برنامج Photoshop CS السابقة التي كان يصل سعرها حتى $700. لذا بدأت بعض الشركات بالعمل على نظام الاشتراكات الشهرية أو السنوية.
إضافة إلى ذلك هناك بعض الخدمات التي من الصعب وضع سعر مناسب لها، وأكبر مثال على ذلك هو خدمات بث الفيديو والموسيقى المدفوعة مثل Netflix و Tidal والتي تتجدّد باستمرار ويحتاج فريق العمل لتطويرها والعمل عليها بشكل دائم، أحد الفوائد الأخرى لهذه الطريقة بالنسبة للمطورين هو عدم قدرة المستخدمين على بيع المنتجات التي يقومون باستخدامها لأحد آخر، وذلك لأنها ملك للشركة أو المطوّر الذي يسمح لهم باستخدامها لفترة محددة مقابل دفع المال.
فترة تجريبيّة مجانيّة قبل مطالبة المستخدم بالشراء أو الاشتراك
لا يمكن تصنيف هذه الطريقة بكونها إحدى وسائل تحقيق الأرباح بقدر ما هي وسيلة جديدة تهدف إلى جذب المستخدمين لتجربة المنتجات والحكم عليها قبل شرائها، ولا يعتبر ذلك أمرًا جديدًا فهناك عدد ككبير جدًا من الخدمات والتطبيقات الجديدة وحتى القديمة والشهيرة منها أصبحت تتيح فترات تجريبية قد تصل إلى عدة أشهر كما هو الحال مع بعض برامج مضادات الفيروسات، بحيث يمكن للمستخدم تجربة المنتج قبل الاشتراك به.
يوجد هناك بعض الحالات الفريدة مثل برنامج WinRAR الذي يعتمد على مطالبة المستخدم بالدفع بشكل دائم بعد تجاوزه الفترة التجريبيّة ولكنه لا يمنعك من استخدامه بعد انتهاء المدّة، بحيث يصبح شراء البرنامج خياراً يستطيع المستخدم فعله للتخلص من رسالة الدفع المزعجة او الاستمرار باستخدامه للأبد على هذه الحال، والسبب وراء هذه الطريقة هو تواجد عدد كبير من برامج فك الضغط المجّانيّة، ففي حال قيام WinRAR بإجبار المستخدمين على شرائه، سيقوم معظمهم باستخدام غيره.
مجاني مع توفير خدمات مدفوعة إضافيّة Freemium
تعتبر هذه الطريقة الأكثر انتشاراً وفاعليّة للربح من التطبيقات اليوم، حيث تتيح للمستخدمين إمكانية استخدام التطبيقات والخدمات بشكل دائم دون الحاجة إلى دفع المال، وفي حال رغبتهم بالوصول إلى ميزات إضافيّة فمن الممكن شراء النسخة الكاملة من البرنامج او دفع اشتراك شهري، وتختلف الغاية من هذا النوع من الأساليب بين تشجيع المستخدمين إلى شراء الميزات المدفوعة وبين الربح من مستخدمي الخيار المجاني عبر عرض إعلانات مثلاً.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو خدمة بث الموسيقى الشهيرة Spotify والتي تتيح إمكانية الاستماع إلى الموسيقى بشكل مجاني بالكامل مع عرض بعض الإعلانات، وفي حال رغبة المستخدم بالحصول على الميزات الكاملة مثل إزالة الإعلانات وحفظ الأغاني يستطيع الاشتراك بالخدمة المدفوعة مقابل اشتراك شهري.
يمكن اعتبار بعض خدمات التخزين السحابي مثالاً على ذلك أيضاً، حيث تقدم Google Drive على سبيل المثال 15GB مساحة تخزين سحابية مجانية، وفي حال رغبة المستخدم بالاستفادة من مساحات أكبر يستطيع دفع اشتراك شهري أو سنوي للحصول على ذلك إلى جانب بعض الميزات الإضافية بالطبع.
عمليّات الشراء داخل التطبيق In-app Purchases
تُستخدم هذه الوسيلة بشكل واسع ضمن ألعاب الأونلاين عادةً، حيث تحتاج هذه الألعاب إلى عدد كبير من المستخدمين لأنها تعتمد على تفاعلهم ضمنها، لذلك في حال عدم إتاحتها بشكل مجاني لن يصبح لها عدد مستخدمين كبير إلا إن كانت نسخة جديدة من سلسلة شهيرة مثل Call of Duty أو Need For Speed، ولكن بالنسبة إلى منصّة الهواتف الذكيّة فمن المهم أن تكون اللعبة مجانية للتحميل واللعب حتى تحصل على قاعدة كبيرة من المستخدمين في البداية.
أبرز مثال اليوم على هذه الطريقة هو ألعاب باتل رويال الحديثة مثل Fortnite و PUBG Mobile وهذه متاحة للتحميل المجاني حتى يستخدمها أكبر عدد ممكن من المستخدمين، ولكن آليّة الربح تكون عبر قيامهم بالشراء من داخل اللعبة، كما أنّ الألعاب القديمة التي تعتمد نمط الدفع للربح مثل Clash of Clans جنت أرباح ضخمة، أمّا بالنسبة للتطبيقات فمن النادر وجود هذا الأسلوب، حيث تقتصر عادةً على برنامج تعديل صور يتيح فلاتر إضافية مدفوعة مثل PicsArt أو برنامج محادثة يتيح ملصقات حصريّة مثلاً.
الترويج لاستخدام منتجات أخرى مماثلة Promoting
لا تُستَخدم هذه الطريقة من أجل تحقيق أرباح بشكل مباشر بالطبع، حيث أنّ أي مطور أو شركة تمتلك أكثر من تطبيق ستقوم باستخدامها للترويج لبعضها البعض وتذكير المستخدمين بتواجدها، مثال على ذلك عندما يقترح عليك نظام ويندوز استخدام متصفح Edge، أو عندما تستخدم تطبيق عرض الكتب الإلكترونيّة الشهير Foxit Reader المتاح بشكل مجاني رغم ميزاته الكثيرة ولكن يقوم بتذكيرك بشكل دائم بتواجد نسخة احترافيّة مدفوعة منه.
التبرّع Donation
لا يمكن الاعتماد على هذه الطريقة بشكل دائم لتحقيق أرباح في الواقع، ولكنّ فكرة التبرّع مرتبطة مع التطبيقات مفتوحة المصدر أو التي تكون المجانية بالكامل ولا تتضمّن إعلانات أو أي مصدر معين للربح حتّى، حيث يقوم المطوّرون بعرض رسالة على تطبيقاتهم تطلب من المستخدمين التبرّع في حال أعجبهم التطبيق من أجل دعم المطوّر ليكمل تطوير هذا التطبيق وتحديثه.
قد يهمك ايضا
مهارات الذكاء الاصطناعي تقتحم المساقات الجامعية في أبوظبي
"غوغل" تُطلق موقعًا إلكترونيًا يكشف مدى الحاجة لفحص وباء "كورونا"
أرسل تعليقك