الشارقة ـ صوت الإمارات
يشهد الغلاف الجوي زخات شهب يطلق عليها "البرشاويات" نسبة إلى المجموعة النجمية "برشاوس" الذي أطلقت عليه العرب "حامل رأس الغول" خلال الفترة الحالية، وتستمر حتى 24 الشهر الجاري وتبلغ ذروتها في الفترة من اليوم حتى 13 آب/ أغسطس حيث يتجاوز عددها 100 شهاب في الساعة.
وكشف مساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، المشرف العام على القبة السماوية في الشارقة إبراهيم الجروان، أن ظروف مشاهدة الشهب هذه السنة ستكون جيدة حيث أنَّ القمر في طور الهلال الأخير، وساعدت الأحوال الجوية في رصدها في الأماكن البعيدة عن الملوثات البيئية من أضواء أو أدخنة أو عوائق، وأنها تلك الشهب تتركز في الربع الأخير من الليل مع انقضاء التربيع الثاني للقمر.
وأضاف الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية، ومن النادر أن يزيد قطر جسيم الشهاب عن 1 سم.
وأشار إلى أنَّ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي تتراوح بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة، ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريباً عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يومياً، معظمها لا يرى بالعين المجردة، وقد يسمع للشهاب صوتاً أحياناً يشبه الهسيس، ويعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، وقد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره، وقد يترك الشهاب خلفه ذيلاً دخانياً غالباً ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين، وعادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 إلى 10 ثوان، وقد يتجاوز دقيقتين في حالات قليلة.
وأوضح الجروان أنه يعزي أصل الشهب إلى المذنبات، وهي عبارة عن أجرام سماوية صغيرة نسبياً عند مقارنتها بالكواكب معظمها ذات أقطار ما بين 5 إلى 25 كم، وتدور حول الشمس بمدارات شديدة التفلطح أو الإهليليجية، وتتكون بشكل رئيس من الجليد والأتربة، وتتراوح مدة دورانها حول الشمس من بضع سنوات إلى آلاف السنين، أما الشهب فهي حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتتلاشى تماماً قبل وصولها إلى سطح الأرض.
وأضاف الجروان أن الشهب تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين أولاً "الشهب الفرادى" وهي التي يمكن رؤيتها في أي وقت واتجاه، وغالباً ما تكون بسبب حبيبات ترابية سابحة في الفضاء، ولا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها، وفي ليلة صافية يمكن رؤية حوالي 5 إلى 10 شهب في الساعة من هذا النوع، أما القسم الثاني "زخات الشهب"، فعند اقتراب المذنبات من الشمس فإن الجليد فيها المخلوط بالأتربة يذوب بفعل حرارة الشمس ويتسامى على شكل نافورة في الفضاء جارفاً معه العديد من الحبيبات الترابية التي تبقى سابحة في مداره، وإن جزءاً من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض بفعل الجاذبية الأرضية مكوناً العديد من الشهب التي تتميز بحدوثه كل عام في نفس الموعد تقريباً لأن الأرض تعود إلى نقطة تقاطع مدارها مع مدار المذنب مرة كل سنة.
أرسل تعليقك