أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن إنجاز 70% من مشروع القمر الاصطناعي "خليفة سات"، المقرر إطلاقه في 2018 من القاعدة الأرضية في اليابان، بأيادٍ إماراتية بنسبة 100%.
وجاء ذلك خلال المؤتمر الدولي لحكومات المستقبل، الذي أقيم، أمس، على هامش معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية، في جلسة عقدت تحت عنوان: "فضاء لسعادة الإنسان وإثراء المعرفة البشرية".
وأكد المركز أن الإعلان عن التصميم الأوّلي لمشروع "مسبار الأمل" سيكون نهاية العام الجاري، إذ وصلت التصاميم الأولية إلى "مرحلة ناضجة"، حسب تعبيره.
وسيبدأ تجميع المسبار، الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العام الماضي، وفق التصاميم، مع بداية العام المقبل.
وأفاد مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية في المركز مدير مشروع القمر الاصطناعي "خليفة سات"، المهندس عامر الصايغ، بأن القمر رسّخ سيادة حكومة دبي والدولة في مجال تطوير الأقمار الاصطناعية المتقدمة، وإدراجها ضمن الدول المُطورة للأنظمة الفضائية، كما رفع معدل استثمار الدولة في قطاع الفضاء والصناعات المتقدمة.
وأوضح أن المركز عمل على الأقمار الاصطناعية "دبي سات 1" و"دبي سات 2" و"نايف 1"، ويعمل على "خليفة سات" الذي يعد أفضل قمر اصطناعي عربي للتصوير بدقة ونسبة وضوح تصل إلى 0.7 متر، بقيادة إماراتية كاملة في تطوير واستخدام الأنظمة الفضائية.
وأضاف: "دخلت الدولة بنجاح في صناعات التقنيات المتقدمة في فترة زمنية لا تتعدى 10 سنوات، وهو عمر مركز محمد بن راشد للفضاء، إضافة إلى تأسيسها لمختبرات تقنيات الفضاء الأولى في الدولة بمواصفات عالمية، وبذلك تكون فتحت المجال لاستحداث صناعات محلية، تقدم خدمات للقطاع محليًا وإقليميًا وعالميًا".
وأوضح الصايغ أن "خليفة سات" يعد نقطة تحول رئيسة في تطوير أنظمة فضائية حديثة، تقدم خدمات تنافسية عالميًا، عبر ابتكارات إماراتية متقدمة، مثل استحداث خدمات توفير الصور الفضائية بسهولة وسرعة، وتوسيع قائمة بيانات الدولة من الصور الفضائية مع رفع جودتها، فضلًا عن الكفاءة العالية في أنظمة التصوير والتخزين والتوجيه.
وأشار إلى أن القمر من أصغر الأقمار العالمية التي تقدم صورًا فضائية بدقة أقل من متر، ويحتوي على أكبر كاميرا (تم تطويرها في المركز)، وسيتمكن من تغطية معظم إمارة دبي خلال مرور واحد، بفضل تطوير تقنية تحريك القمر، مقارنة مع إمكانية "دبي سات 2" تصوير دبي على مدى مرتين من مروره.
وأضاف "انتهينا من إنجاز 70% من القمر الاصطناعي، وبدأنا تصنيع القمر الفعلي منذ نهاية العام الماضي، لنتمكن من إطلاقه خلال الفترة الزمنية التي حددناها مع بداية 2018، على متن الصاروخ (إتش 2 إي) من قاعدة "مركز تانيغاشيما للفضاء" في جزيرة تانيغاشيما اليابانية.
وذكر مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، المهندس عمران شرف: "الدولة بنت قطاعًا فضائيًا متكاملًا، مثلث الأضلاع مكون من كوادر بشرية وبنية تحتية ومشروعات رائدة، فمشروع "مسبار الأمل" ينجز بقيادة فريق عمل إماراتي يعتمد أفراده على كل ما اكتسبوه في المشروعات الفضائية السابقة من مهارات وتقنيات ومعلومات، ويجتهدون حاليًا لاكتساب المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء، وهذا ليس بالأمر السهل، إنما الإيمان بتحقيق الهدف للوصول إلى المريخ ورفع اسم الإمارات وبث روح الأمل، يقوي الإرادة، ويحفزنا على بذل الجهود اللازمة لبلوغ الهدف".
وأكد أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ له أهمية استراتيجية، إذ يؤسس إلى حقبة جديدة في قطاع الفضاء بالدولة ويعكس استراتيجية الدولة، لتحقيق رؤيتها لمستقبل التنمية وبناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار.
وتطرّق شرف، خلال عرض تقديمي، إلى أهمية قطاع الفضاء في نمو اقتصادات الدول، لافتًا إلى تجارب دول كبرى في هذا الصدد، والاكتشافات التقنية الناتجة عن المشروعات الفضائية، وآثارها في النمو الاقتصادي والتقدم العلمي، قائلًا: "أظهرت نتائج البرامج الفضائية للدول الأخرى، أن كل استثمار بدولار واحد في الفضاء مردوده سبعة دولارات، وذلك من خلال الاكتشافات التقنية، إذ تشير الدراسات إلى أن معدل النموّ المتوقع لصناعة الفضاء العالمية هو 8% سنويًا، فيما يصل حجم صناعة الفضاء عالميًا إلى 300 مليار دولار".
وحول جهود المركز في تطوير الكوادر البشرية الإماراتية المتخصصة في علوم كوكب المريخ، قال شرف: "يستكمل مركز محمد بن راشد للفضاء استراتيجية نقل المعرفة في برنامج استراتيجي حول علوم كوكب المريخ والتقنيات المرتبطة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين الأكاديميين في الولايات المتحدة الأميركية، ليتمكن فريق العمل من المهندسين الإماراتيين من تحليل البيانات التي سيرسلها المسبار عقب وصوله إلى مدار الكوكب الأحمر(المريخ)، وإرساله البيانات إلى المحطة الأرضية في دولة الإمارات، إضافة إلى تدريب الفريق العلمي في المركز على أسس وتقنيات تحليل البيانات وإجراء دراسات وأبحاث مرتبطة".
وأوضح أن الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، تدور حول الوصول إلى إجابات من شأنها أن تزيد من الفهم للتداخل بين المؤثرات والعوامل البيئية خلال عامين من وصول المسبار، الذي يزن طنًا ونصف الطن، وبطول ثلاثة إلى أربعة أمتار، وهو سيمسح 80% من سطح كوكب المريخ مرة كل 72 ساعة.
أرسل تعليقك