لا داعي لإثارة هذه المسألة في الصين، فسنة "يانغ" ستبدأ في البلاد في 19 شباط، وفق التقويم القمري، لكن هذه الكلمة قد تعني باللغات الأجنبية إما العنزة أو الخروف، من هنا جدل على المصطلحات يثار في الخارج كل 12 سنة.
يكفي البحث على الانترنت لملاحظة الاختلاف في المصطلحات، فالبعض يسميها "سنة الخروف" (يير أوف ذي شيب بالإنكليزية)، والبعض الآخر "سنة العنزة" (يير أوف ذي غوت).
وسنة الخروف هي الأكثر شيوعا في المنشورات الإنكليزية، في حين أن سنة العنزة هي الأكثر استخداما في اللغة الفرنسية.
وقد يجد البعض في أبحاثه أيضا "سنة التيس" و"سنة الحمل"، فأي حيوان هو المعني إذا استندنا إلى الرسم بدلا من التسمية؟
يبدو أن إدارة البريد الصيني لم تحسم أمرها بعد، فهي تصدر طوابع عليها رسوم عنزات وخراف على حد سواء.
كما أن تباين الآراء واضح أيضا عند الخبراء في التقاليد والأبراج الصينية.
وشرح زهاو شو من معهد الأبحاث في بكين للثقافة والتاريخ لوكالة فرانس برس أن كلمة "يانغ لا تعني نوعا معينا من الغنم أو الماعز"، بل هي تكتسي طابعا مجردا.
ومصطلح "يانغ" مؤلف من رموز صينية تحمل معنى إيجابيا، مثل "شيانغ" (الفأل) و"شان" (المنفعة).
وأكد يين هوبين المتخصص في الإثنولوجيا في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وهي هيئة أبحاث عامة أن "يانغ رمز إلى الحظ والنصيب وهو يختزن معاني إيجابية".
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن الخبير هوانغ يانغ قوله إن أصول الرموز الصينية تعود إلى زمن غابر مثل علم الفلك الصيني الذي راح ينتشر بعد حكم سلالة شانغ (1550 إلى 1050 سنة قبل الميلاد تقريبا).
وكان القرويون في تلك الفترة يستخدمون المصطلح عينه للإشارة إلى الخراف والعنزات التي كانت تقدم أيضا كقرابين.
وشرح الخبير "إذا أخذنا في الحسبان أن الأبراج الصينية هي من تقاليد إثنية هان الاكبر في البلاد، فمن المرجح أن تكون العنزة هي الحيوان المعني إذ أنها أكثر الحيوانات شيوعا في مواشي هان".
ومن المعلوم أن الخروف في الأبراج الصينية هو أقل دينامية وقوة من المخلوقات الأخرى، مثل التنين أو الحصان.
وتسعى بعض الصينيات للإنجاب قبل التاسع عشر من شباط/فبراير كي لا يكون المولود من هذا البرج المعروف بسلميته وهدوئه وميوله الشديد إلى الحزن أيضا.
وهذه الثنائية بين الخروف والعنزة تطال أيضا أبراج صينية أخرى، مثل الأرنب أو الأرنب الوحشي والثعبان الذي يسمى أحيانا التنين الصغير والثور الذي قد يشار إليه بالجاموس.
وقد تكون الفروقات محلية في بعض الأحيان، ففي الصين وتايوان وسنغافورة يحتفل بسنة الأرنب، أما في فيتنام، فيتم الاحتفال بسنة الهر لأسباب قديمة جدا ومعقدة.
أرسل تعليقك