لندن - أ.ش.أ
رأى جراهام كلولى، خبير أمنى مستقل فى مجال الحاسوب، أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون يعيش فى "عالم من الخيال" عندما اقترح تشكيل حكومة جديدة من المحافظين فى حالة إعادة انتخابه مرة أخرى تقوم بحجب تطبيقات التراسل التى تستخدم عملية التشفير.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء - أن كاميرون كان قد تعهد بإصدار قوانين لمكافحة الإرهاب تسمح للهيئات الأمنية برصد وتتبع الاتصالات المشفرة تحت بند الظروف القصوى.
حيث يقول الخبراء إن هذه الإمكانية سوف تعنى تغيير عمل خدمات التواصل بالرسائل التى تستخدم الإنترنت مثل تطبيقات "آى ماسجيج" لشركة آبل وتطبيق "واتس آب" الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".
وقال كلولى "إنه أمر جنونى. كاميرون يعيش فى عالم من الخيال إذا كان يعتقد بأن هذه فكرة معقولة، وبالطبع سيكون من المستحيل تنفيذ هذه الفكرة بشكل مناسب". وأضاف كلولى قائلا: ستضطر شركات التكنولوجيا للعمل مع الحكومة البريطانية وستنشأ أبواب خلفية فى برامجها للسماح للسلطات البريطانية باعتراض الرسائل، أو سيتم حجب بعض التطبيقات من الأساس.
وتابع كلولى: "إذا كان هناك باب خلفى فى التطبيقات أو لو تم استخدام تشفير ضعيف فأنت بذلك تعطى فرصة ذهبية للقراصنة باقتحام وسرقة المعلومات أيضا. وهو الأمر الذى لن يتقبله اصحاب الأعمال أو المستهلكون بصدر رحب".
وأكد خبير آخر على كلام كلولي..واصفا فكرة كاميرون "بالحمقاء".. مضيفا أن خطط كاميرون غير مدروسة بشكل كاف ومخيفة فى نفس الوقت. وأعربت هيئة مراقبة البيانات البريطانية عن معارضتها لهذه الفكرة.. واصفة اياها بأنها "ردود فعل غير مدروسة" وهو الأمر الذى قد يقوض من أمن المستهلك. وفى الوقت نفسه، حذرت شركة تعمل فى هذا المجال من خطط كاميرون لما ستحدثه من تأثير محتمل على قطاع التكنولوجيا الوليد فى بريطانيا.
حيث قالت شركة "أيريس اندستريز"، التى تستخدم التشفير مفتوح المصدر، أنها تخطط بالفعل لمغادرة المملكة المتحدة إذا تم إعادة انتخاب حزب المحافظين الذى ينوى تنفيذ هذ الفكرة. وأكد روس أندرسون، أستاذ الهندسة الأمنية فى جامعة كامبريدج، "هذا ما كانت تسعى إليه الهيئات الأمنية فى أواخر التسعينيات عقب اقناع نائب رئيس الولايات المتحدة الاسبق آل جور رئيس الوزراء آنذاك تونى بلير بالتخلى عن وعدة قبل الانتخابات بعدم حجب التشفير.
وعلق.. قائلا إن قطاع التكنولوجيا ناضل جنبا إلى جنب مع المجتمع المدني، وكانت النتيجة ظهور قانون تنظيم سلطات التحقيق الذى يعطى رئيس االشرطة سلطة للمطالبة بفك التشفير. وقال بيتر سومر، أستاذ الأمن الإلكترونى والأدلة الرقمية فى جامعة دى مونتفورت والجامعات المفتوحة "إن وكالة الجريمة الوطنية والناس هناك يدركون أن العلاقات مع الناس والشركات مثل جوجل مهمة جدا لأنها تساعدهم، ولكن سن القوانين وتوجيه الاتهامات علنا هو ببساطة لن يفيد فى شىء".
وأضاف: "لكن هناك نوعا من البلاهة التى تجسدت فى ما حدث فى الطابق السفلى لصحيفة الجارديان البريطانية حيث كان هناك الكثير من نسخ المواد التى سربها الموظف الامريكى السابق ادوراد سنودن ولكنهم أصروا على تدمير جهاز الكمبيوتر الذى قد يكون استُخدم لتخزين المعلومات عليه".
وأضاف سومر "نعم يمكنك تمرير القوانين ولكنه مضيعة للوقت ولن تستطيع تنفيذ مثل هذه القوانين".
أرسل تعليقك