غزة – صوت الإمارات
في صباح كل يوم جديد، يرتكز الشاب إبراهيم إرحيم على عكازيه، متوجهًا إلى منجرته القريبة من منزله، فيما يساعده صديقه عصام الشوا المصاب بشلل الأطفال في فتح أبواب ورشتهما، وترتيب المعدات والألواح الخشبية، استعدادًا لإنجاز الأعمال والأشكال المختلفة، التي تحظى بإعجاب كبير، ليس من قبل المواطنين فحسب، بل من المؤسسات التي تقبل على شراء إنتاجهما.
الشابان الشوا (29 عامًا)، الذي يعاني ضمورًا في العضلات، وإرحيم (27 عامًا)، الذي يعاني شلل أطفال في قدميه، جمعت بينهما صداقة الإرادة والإبداع، فلم تمنعهما الإعاقة من النجاح وتحدي الواقع الذي يعيشانه، ورفضا الاستسلام لليأس، رغم إخفاقهما في الحصول على فرصة عمل في مجال دراستهما. وبعد أن أقنع الصديقان الجميع بموهبتهما الخاصة في النقش على الأخشاب، امتلكا ورشة نجارة رقمية تعد الأولى على مستوى قطاع غزة المحاصر، والتي تضم ماكينة ومنجرة، بالإضافة إلى متجر لعرض منتجاتهما.
وكان الشاب إرحيم المنجرة الرقمية الواقعة في حي تل الهوى غرب مدينة غزة يستعد لتشغيل ماكينة الحفر، تمهيدًا لإنتاج تصميم هندسي أعد مسبقًا على جهاز الكمبيوتر، فيما وقف إلى جانبه صديقه عصام يجمع القطع الخشبية، صانعًا أشكالًا خشبية فائقة الجودة والإبداع.
ولم تكن مهمة إقناع الزبائن بقدرة الشابين الغزيين على إخراج منتجات جيدة ومميزة بالأمر اليسير، بحكم إعاقتهما الخاصة، لكنهم كانوا يفاجؤون بجودة ما ينتجانه وتميزه عن الأعمال التي شاهدوها في أماكن أخرى.
ويقول الشاب عصام الشوا، خريج قسم المحاسبة، وهو يحمل غيتارًا موسيقيًا صنعه من الخشب، إن "أكثر ما يصيب الناس بالدهشة هو معرفتهم أنني صاحب هذه الورشة". ويعاني الصديقان المبدعان كغيرهما من سكان غزة الأزمات التي يفرضها الحصار الإسرائيلي، وسياسة إغلاق المعابر التجارية، وأبرز التحديات التي تعرقل عملهما داخل الورشة العمل لساعات متأخرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى شح المواد الخام التي يجب أن تتوافر لمواصلة عملهما.
أرسل تعليقك