تعتزم هيئة الإمارات للهوية، إدخال نظارات "غوغل" الذكية إلى الخدمة في مراكز خدمة المتعاملين التابعة لها، والمنتشرة في مختلف أرجاء الدولة، وذلك ترسيخًا لفكرة المراكز الذكية، التي تقدم خدماتها للمتعاملين بكل كفاءة وسرعة.
وتهدف الهيئة، عبر استخدام نظارات "غوغل غلاس" الذكية، إلى تمكين موظفي مراكز خدمة المتعاملين التابعة لها من تقديم خدمات التحقق من الهوية الشخصية للمتعاملين بطريقة موثوقة، وبأسلوب إبداعي ومبتكر، علمًا أنَّ هذه التقنية ما تزال في مرحلة التجريب، وستخضع لمزيد من التطوير بالتعاون مع شركة "ماستر كارد"، بغية إتاحة المزيد من الخدمات "الذكية".
وأبرز مديرعام هيئة الإمارات للهوية الدكتور علي الخوري، في مقالته بعنوان "ارتداء الكمبيوتر"، أنّ الهيئة تحرص على تقديم أفضل الخدمات الحكومية للمتعاملين، عبر استخدام أحدث الوسائل والتقنيات التكنولوجية، التي تتيح للهيئة تقديم خدماتها وفقًا لأرقى معايير الجودة والكفاءة والفاعلية، بما يضمن توفير الوقت والجهد عليهم.
وأضاف "تؤمن الهيئة بأنَّ الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء سوف تكون في المستقبل القريب معيارًا جديدًا لتحديد مدى كفاءة وفعالية عملية تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، في ضوء الإحصاءات التي تشير إلى أنّ سوق هذه الأجهزة يشهد نموًا متسارعًا، يعادل خمسة أضعاف تنامي سوق الهواتف الذكية".
وأوضح "تتجسد النقلة النوعية التي تحققها عناصر التجديد التقني تلك في حياتنا، ومثال عليها نظارات غوغل أو نظارات إبسون الذكية، في إتاحتها الفرصة لمزودي الخدمات للتعرف على هوياتنا وإبهارنا بفيض لا نهائي من خدماتها التي تتجاوز حدود الزمان والمكان".
وأورد الخوري مثالًا على النقلة النوعية التي تحققها نظارات "غوغل" الذكية في العمل، حيث تدخل متعاملة إلى أحد المكاتب الحكومية وتقدم بطاقة الهوية الخاصة بها لموظف خدمة المتعاملين، فيقوم الموظف بمسح البطاقة عبر النظارات الذكية التي يضعها على عينيه ليتمكن أوتوماتيكيًا من تحديد مدى استحقاقها للخدمة ومطابقتها لشروطها، ومن ثم إرسال طلب الخدمة المطلوبة إلى الموظف المسؤول لإنجازه.
وبيّن أنه "هكذا يتم إنجاز الخدمة في لمح البصر، ودون إهدار الوقت في طرح الأسئلة التقليدية، إذ أن جميع المعلومات موثقة وحاضرة أمام ناظريْ الموظف، ولم يستغرق الأمر سوى بضعة دقائق من دخول المتعاملة إلى الهيئة الحكومية وحتى حصولها على الخدمة المطلوبة".
وأشار إلى أن "هذا السيناريو كان يبدو ضربًا من الخيال العلمي قبل عقد من الزمان، في حين يمكن جعله واقعًا ملموسًا في عصرنا الراهن، عبر استثمار وسائل التقنية الحديثة، مثل النظارات الذكية، في أداء المهام وتقديم الخدمات في الجهات الحكومية بطريقة مبهرة، وهو ما يفنّد فيض الانتقادات التي كان العديد من المفكرين والفلاسفة المشهورين يوجهونها في السابق للثورة التقنية، بسبب اعتقادهم بأنَّ التطور الكبير والمتسارع الذي يكتنفها سوف يقود بالضرورة إلى نتائج كارثية".
وفي سياق متصل، تعكف الهيئة على إنهاء التدابير والتحضيرات لدخول "الروبوت حمد" إلى الخدمة رسميًا في عدد من مراكزها، قبل نهاية العام الجاري، بعد نجاح التجارب العملية التي أجرتها للتأكد من جودة الخدمة وضمان كفاءتها وفاعليتها وتميّزها.
وأكّدت الهيئة أنَّ "توظيف (الروبوت حمد) سيشكّل تجربة فريدة لزوار مراكزها بالاعتماد على خدمة ذاتية تنطوي على لمسة إنسانية، عبر التعامل مع (رجل آلي) تفاعلي وذكي، تمّت برمجته لفهم المتعاملين والتواصل معهم وخدمتهم باحترافية".
ولفتت الهيئة إلى أنَّ "(الروبوت حمد) الذي ستتم كسوته بالزي الإماراتي الوطني، سيكون قادرًا على تحسّس وجود الزوار بمجرّد دخولهم المركز، ومن ثم إلقاء التحية عليهم لدى اقترابهم منه، فضلًا عن إمكان تواصله معهم بثلاث لغات فور التعرف على بطاقة هوية المتعامل".
ونوّهت الهيئة إلى أن "إطلاق (الربوت حمد) يندرج ضمن مبادراتها الهادفة إلى الارتقاء بمراكزها إلى تصنيف (7 نجوم) بما يلبي متطلبات برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميّزة، عبر توفير خدمات مبتكرة وإبداعية تفوق توقعات المتعاملين، وعبر التركيز على محاور الجودة والكفاءة والفاعلية".
وتأتي هذه المبادرة تماشيًا مع تحوّل الدولة نحو (الحكومة الذكية) وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، وفي إطار التزام هيئة الإمارات للهوية بتحقيق (رؤية الإمارات 2021) في أن تكون واحدة من أفضل دول العالم في يوبيلها الذهبي، وسعيها الدؤوب لتحويل مراكزها إلى "مراكز ذكية" تدريجيًا، في الأعوام الخمسة المقبلة، عبر تقليص دور العنصر البشري في العمليات والخدمات التي يمكن إنجازها آليًا، وبالتالي استثمار جهود الموارد البشرية بطريقة أفضل.
وأوضحت الهيئة أنها "قامت بأتمتة العديد من إجراءاتها ضمن (الروبوت حمد) بحيث تصبح تفاعلية"، لافتة إلى "نجاحها في برمجة رجالها الآليين ليكونوا الـ(روبوتات) الأوائل من نوعهم في العالم، قادرين على إنجاز عمليات دفع رسوم الخدمات الحكومية".
وبيّنت الهيئة أن "(الروبوت حمد)، الذي سيكون بمثابة المساعد الإلكتروني لمتعامليها، سيقدّم العديد من الخدمات، مثل إنجاز طلبات تجديد بطاقة الهوية، وتعريف المتعاملين بحالات بطاقاتهم، وتحديث بياناتهم الشخصية، أو إرشادهم إلى شبابيك الخدمة الشاغرة، علاوةً على مصادقة عمليات الدفع التي تتم عبر بطاقات الائتمان وإرسال إشعارات الاستلام إلى أصحابها عبر البريد الإلكتروني".
وأضافت أنها "تعمل على تمكين (الروبوت حمد)، الذي سيدخل الخدمة بأحجام مختلفة، من القيام بحركات ملفتة وجاذبة لأنظار الزوار، لاسيما الأطفال، وأداء العديد من المهارات الأخرى، التي تساعده على تنفيذ المزيد من المهام الوظيفية والاجتماعية".
وأشارت الهيئة إلى أنَّ "تحويل (حمد) من مجرد خدمة إلكترونية افتراضية متاحة عبر موقعها الإلكتروني، وصفحاتها الاجتماعية، إلى شخصية واقعية على شكل (روبوت)، جاء على ضوء نجاح هذه الشخصية في التفاعل مع المتعاملين عبر مختلف قنوات تقديم الخدمة".
أرسل تعليقك