القاهرة ـ محمد الشناوي
رجّحت عالمة مصريات من متحف أونتاريو الملكي في ترونتو، غايل جيبسون، أنَّ نعش عمره 2400 عامًا مزيّن بديكورات غير عادية، قد يكشف أسباب تدهور الإمبراطورية المصرية القديمة، ورسم على النعش أشياء غريبة مثل البطرمانات الجوفاء، وسرير الجنازة الغير العادي.
وتعتقد جيبسون أنَّ النعش رسم بواسطة فنانين مبتدئين، بعد أنَّ تم ترحيل أفضل الفنانين المصريين، بعد سيطرة الفرس على المنطقة، فمنذ عام 525 قبل الميلاد ولنحو قرن، حكم الفرس مصر بعد غزو الملك قمبيز العاصمة المصرية ممفيس وسقوط الفرعون، وهذا الاحتلال يعني أنَّ الإمبراطورية الفارسية امتدت من تركيا حاليًا إلى أفغانستان.
ويلقي النعش الضوء على فترة مضطربة في التاريخ المصري، حيث تشير النصوص القديمة بواسطة ديودورس إلى ترحيل أفضل الحرفيين والفانيين من مصر للعمل على المشاريع الكبرى في بلاد فارس، بالإضافة إلى سرقة المعادن المصرية الثمينة جدًا، وهذا يفسر سوء الرسومات الموجودة على النعش، بحسب جيبسون.
وتضيف: "أخذ الفرس العديد من الفانين المصريين كأسرى حرب وغنائم، وتم ترحيلهم إلى برسيبوليس وسوسا، ويمكن رؤية أعمالهم في تلك الأماكن".
وعدم وجود التدريبات يفسر الرسومات الغريبة الموجودة على التابوت مثل السرير الجنائزي، ووجود رأس إنسان على جسد طائر يدعى "با"، فغالبا "با" على هيئة صقر ورأس إنسان، ويدل على روح الفرد أو الروح.
وأوضحت جمعية دراسة علم المصريات، الشهر الماضي، أنَّ هذا التابوت الوحيد المرسوم عليه رأس "با".
وتلفت جيبسون إلى الثعبان المجنح الذي يرتدي التاج المرتبط بالإلهة "حتحور"، رمز الفرح والأمومة، فهو أمر غريب جدًا، بينما الأربعة برطمانات على التابوت ليس لهم أي معنى.
ووفقًا للنقوشات على التابوت، يعود الكفن إلى إمرأة تدعى "دنتسات"، والتي تقترح أنها عاشت في مصر حين كانت تحت سيطرة الحكم الفارسي.
والملك الفارسي، داريوس الأول، الذي ولد في 550 قبل الميلاد، يقال إنه تفاخر بالمهرة المصريين الفنانين والنجارين والمشغولات الذهبية التي زينت قصره في سوسة.
وشكك خبراء ما إذا كان التابوت حقيقي، لأنه يحتوي على علامات غير عادية، ولكن إشعاعيًا أكدت مواد مثل خشب الجميز عودة التابوت إلى ذلك العهد، حيث استخدم ذلك الخشب في صناعة التوابيت.
أرسل تعليقك