تشارك دولة الإمارات العالم الاحتفاء باليوم العالمي للإبداع والابتكار الذي تم إقراره في 21 أبريل من كل عام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لتعزيز الوعي بدور الإبداع والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة، وحرصت الدولة على تشجيع الابتكار ووضعت العديد من السياسات والمبادرات المختلفة بغية تبوؤ المناصب الأولى عالمياً في مجال الابتكار والإبداع واستدامته في المستقبل، ونجحت الدولة في تحويل الابتكار إلى ثقافة حياة ونهج إداري لتطوير العمل الحكومي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال التخطيط الاستباقي المدروس والرؤية المستقبلية التي أثمرت عن تصدرها المركز الأول عربياً، و34 عالمياً، في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2020.
التصدي للجائحة
حرصت الدولة على تسخير الابتكار والإبداع والذكاء الاصطناعي والمختبرات العلمية في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد19» التي اجتاحت العالم ووقف تفشي الوباء ورفع قدرات الوقاية منه.وبرزت العديد من أوجه تسخير الابتكار العلمي في تطبيق الإجراءات المتبعة في الدولة لمواجهة الوباء، حيث سجلت الإمارات تسلسل الجينوم الخاص بالفيروس من قبل باحثين في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ودشنت الإمارات أكبر مختبر في العالم - خارج الصين - لفحص وتشخيص الإصابة بـ«كوفيد19»، وافتتحت مراكز الفحص بالمركبة في أغلب إمارات ومناطق الدولة.
واستخدمت الإمارات «الريبوتات» و«الدرونز» في عمليات التعقيم الوطني، إلى جانب العديد من الابتكارات المرتبطة بعمليات الحماية الذاتية كالخوذة الذكية، ورادار تشخيص المؤشرات الحيوية، ومعدات الوقاية الذكية وممرات التعقيم، كما ساهمت مؤسسات التعليم العالي في تقديم الحلول الإبداعية والابتكارية لتعزيز جهود الدولة في التصدي لوباء كورونا.ولم تقتصر الحلول الابتكارية لمواجهة الوباء على تسريع عمليات الفحص والتوسع بها بل امتدت لتشمل كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تطبقها دولة الإمارات منذ وقت مبكر.
كما تم إطلاق مختبر حديث بقدرات معالجة فائقة لإجراء عشرات الآلاف من الاختبارات بتقنية RT-PCR /تقنية تفاعل البوليمرز المتسلسل اللحظي/ يومياً، لتلبية احتياجات فحص وتشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد19».
عنصر مهم
ويعتبر الابتكار عنصراً من المحاور الوطنية لرؤية الإمارات 2021 التي تندرج تحت عنوان متحدون في المعرفة، والذي ينشد تحقيق اقتصاد معرفي ومتنوع ومرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة، وتعززه أفضل الخبرات بما يضمن الازدهار بعيد المدى لدولة الإمارات وشعبها، وتهدف سياسات الابتكار في الإمارات إلى تحقيق تعزيز وسيلة مستدامة للاستثمار في الطاقات البشرية الإماراتية، وتحفيز النشاط الاقتصادي للدولة، بعيداً عن الاعتماد على النفط، كذلك تعزيز القدرات التنافسية العالمية لدولة الإمارات، وتحويل مفهوم الابتكار إلى عمل وثقافة مؤسسية فعّالة ودائمة في حكومة دولة الإمارات.
نتائج متميزة
وحققت الدولة نتائج متميزة في مجالي الابتكار والإبداع جاءت نتيجة سياسة واضحة المعالم في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، حيث أطلقت استراتيجيات ومبادرات لتشجيع الابتكار، وسياسات للابتكار في الدولة بهدف إسعاد شعبها، وتحقيق استراتيجيتها المتمثلة في رؤية الإمارات 2021 بأن تكون ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد.
جهود
ومن أهم سياسات الابتكار: مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي الذي تأسس عام 2014 لتحفيز ثقافة الابتكار، وتطوير العمل في القطاع الحكومي من خلال منظومة متكاملة، لتعزيز تنافسية حكومة دولة الإمارات بحيث تكون ضمن الحكومات الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم، كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار في 2014، والاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم في عام 2018، في عام 2014، وأقر مجلس الوزراء عام 2015 عاماً للابتكار في الدولة، حيث وجّه كافة الجهات الاتحادية القيام بتكثيف الجهود، ومراجعة السياسات الحكومية، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً.
سياسة عليا
ومضت حكومة الإمارات في تشجيع الابتكار والإبداع ففي نوفمبر 2015، اعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتتضمن السياسة 100 مبادرة وطنية، وميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى العام 2021، كما تشمل مجموعة سياسات وطنية جديدة في المجالات التشريعية، والاستثمارية، والتكنولوجية، والتعليمية، والمالية بهدف تغيير معادلات الاقتصاد الوطني، ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، وتحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة لدولة الإمارات خلال السنوات المقبلة.
كما تم الإعلان عن صندوق محمد بن راشد لدعم الابتكار وتبلغ قيمته 2 مليار درهم، ويُعتبر إحدى المبادرات الاتحادية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لدعم المشاريع الابتكارية في الدولة، وتعزيز النمو الاقتصادي.
مبادرات
وفي عام 2016، أطلقت حكومة الإمارات مبادرة «أفكاري» لتشجيع موظفي الجهات الحكومية الاتحادية على تقديم أفكارهم ومشاريعهم المبتكرة وذلك لدعم وتحفيز الابتكارات الصغيرة في جميع الجهات الحكومية، ومنح فرصة لأي موظف حكومي لتحويل فكرته إلى حقيقة.
وفي يوليو 2016، أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، مبادرة مسرعات دبي المستقبل بهدف خلق منصة عالمية متكاملة لصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية، وخلق قيمة اقتصادية قائمة على احتضان وتسريع الأعمال، والحلول التكنولوجية المستقبلية، وجذب أفضل عقول العالم لتجربة وتطبيق ابتكاراتها على مستوى مدينة دبي.
ويأتي إطلاق مبادرة «مسرعات المستقبل» كجزء من جدول أعمال أجندة دبي المستقبل لتطوير حلول القرن الـ21 والتي تشمل العديد من المبادرات الرائدة على مستوى العالم مثل: استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، استراتيجية دبي للقيادة الذاتية، المجلس العالمي للتعاملات الرقمية بلوك تشين، متحف المستقبل ومرصد المستقبل، وتنظيم بطولة العالم لرياضات المستقبل، وتوفر المبادرة عبر موقعها الإلكتروني معلومات وافية حول المبادرة، والمزايا التي تقدمها، إضافة إلى برنامج تسريع الأعمال وكيفية المشاركة، فضلاً عن نبذة عن التحديات القطاعية السبعة.
هاكاثون الإمارات
كما نظمت حكومة الإمارات في فبراير 2018، على المستوى الوطني «هاكاثون الإمارات – بيانات من أجل السعادة» كفعالية ابتكارية تضم كافة إمارات الدولة.وأطلقت القيادة الرشيدة استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، واستراتيجية الابتكار، وغيرهما من الخطط الوطنية التي تندرج ضمن آليات صنع المستقبل. ويقع هاكاثون الإمارات ضمن هذه التوجهات الوطنية، ويهدف لتسليط الضوء على القيمة العالية للبيانات، والحلول الكامنة فيها عند التعامل مع تحديات الحياة اليومية بكل مجالاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والعلمية، وغيرها.
ويهدف هاكاثون الإمارات إلى استخدام البيانات لتطوير الحلول المبتكرة والأفكار التي تساهم في سعادة المجتمع، ومعالجة المشكلات القائمة، كما يهدف إلى إشراك عدد كبير من الطلاب مع المشاركين من قطاعات أخرى من المجتمع لتطوير حلول حديثة على أساس تحليل البيانات المتاحة.ويطرح هاكاثون الإمارات عدة تحديات ترتبط بحياة المجتمع وسعادته في عدة مجالات. كما استضافت الإمارات قمة الابتكار العالمي 2016، في دبي، وشكلت منصة مثالية لعرض الإعمال المختلفة، والابتكارات التقنية، ومناقشة دور الابتكار في الاقتصاد المعرفي.
كما تم إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم لابتكار الأعمال بهدف دعم الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي على التفوق والتميز وخصوصاً في مجال الابتكار، والاحتفال بنجاح الشركات التي أثبتت ريادتها وإنجازاتها في الابتكار في تنمية اقتصاديات دولها، وأصبحت مصدر إلهام لكافة الشركات المماثلة في دول مجلس التعاون.
نجاح
تم إطلاق أسبوع الإمارات للابتكار في أغسطس 2015، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2015 عاماً للابتكار في الدولة. وبعد نجاح أسبوع الإمارات للابتكار على مدار عامي 2015 و2016، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،، بإجراء تغييرات جوهرية على الدورة الثالثة لأسبوع الإمارات للابتكار، تشمل التسمية لتصبح «شهر الإمارات للابتكار».
قــــــــــــد يهمــــــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك