اكتشفت دراسة حديثة أربعة كواكب غريبة جديدة تماما بعد أن عثر العلماء على ومضات راديو متلألئة للشفق القطبي في الغلاف الجوي لتلك الكواكب.ويحدث الشفق القطبي عندما تصطدم الرياح الشمسية، وهي عواصف شديدة من الجزيئات الكهربائية المنبعثة من الشمس، في الدرع المغناطيسي للكوكب.
وتشهد الأرض الشفق القطبي بالقرب من القطبين الشمالي والجنوبي، حيث يمكن رؤية العروض المبهرة للألوان والضوء عبر سماء الليل.ويعرف علماء الفلك أن الصدام الكوني للرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية ينتج أيضا ومضات ساطعة من الضوء الراديوي يمكن رؤيتها بعيدا عبر المجرة. وبالنسبة لمراقب فضائي على بعد مئات السنين الضوئية، قد يبدو الشفق القطبي للأرض وكأنه انفجارات مفاجئة ومشرقة لطاقة الراديو.
وفي الدراسة الحديثة، التي نُشرت في 11 أكتوبر في مجلة Nature Astronomy، يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا أربعة كواكب جديدة تماما تبعد 160 سنة ضوئية من الأرض، من خلال اكتشاف ومضات الراديو المتلألئة للشفق القطبي في الغلاف الجوي لتلك الكواكب.وإذا تأكدت من خلال الأبحاث المستقبلية، فإن هذه العوالم الغريبة الأربعة ستكون أول الكواكب التي يتم اكتشافها من خلال موجات الراديو وحدها، كما قال الباحثون، ما قد يفتح طريقا جديدا للكشف عن الكواكب في مجرتنا.
وقال كبير مؤلفي الدراسة جوزيف كالينغهام، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة لايدن في ألمانيا، في بيان: "إنه مشهد جذب انتباهنا عن بعد سنوات ضوئية".واكتشف علماء الفلك هذه الكواكب المحتملة عن طريق الصدفة إلى حد ما، أثناء مسح النجوم القزمة الحمراء القريبة باستخدام التلسكوب الراديوي منخفض التردد (LOFAR) في هولندا. والأقزام الحمراء هي نجوم أصغر بكثير وأكثر برودة من شمسنا، ويُعتقد أنها أكثر أنواع النجوم شيوعا في المجرة، وفقا لموقع "سبيس".
وتحتوي هذه النجوم عادة على مجالات مغناطيسية كبيرة جدا، وتميل إلى الاشتعال بدفعات هائلة من الطاقة التي يمكن رؤيتها عبر الطيف الكهرومغناطيسي.
ولكن من بين الأقزام الحمراء التسعة عشر التي اكتشفها العلماء، بدت أربعة منها غير عادية بعض الشيء. كما بدت هذه النجوم الغريبة قديمة جدا وغير نشطة مغناطيسيا، لكنها ما زالت تتألق بإشارات الراديو الساطعة.وإذا لم تكن هذه الإشارات ناتجة عن انفجار مغناطيسي كبير، فما الذي يمكن أن يسببها؟
خلص الفريق، اعتمادا على نموذج رياضي، إلى أن الإشارات الراديوية الغريبة تأتي على الأرجح من عملية الشفق القطبي القوية التي تحدث في أجواء الكواكب غير المرئية وغير المكتشفة التي تدور حول النجوم القديمة.
ووفقا لمؤلفي الدراسة، فإن العملية تشبه الشفق القطبي على الأرض، حيث تتصادم الرياح الشمسية المشحونة مع مجال مغناطيسي، لكنها قد تتصرف مثل الشفق القطبي القوي الذي شوهد على كوكب المشتري.
والشفق القطبي من كوكب المشتري أقوى، بكثير من الأرض، حيث يقوم قمره البركاني آيو بنفث المواد إلى الفضاء، وملء بيئة كوكب المشتري بالجسيمات التي تدفع الشفق القطبي القوي بشكل غير عادي. نموذجنا لهذا الانبعاث الراديوي من نجومنا هو نسخة موسعة من كوكب المشتري وآيو"، وفقا لكالينغهام.
ومع بيانات الراديو وحدها، لا يمكن للباحثين التأكد من أن الكواكب المخفية مسؤولة عن الإشارات الغريبة حول هذه النجوم القديمة. ومع ذلك، قال الفريق إنه يبدو أن الشفق الكوكبي القوي هو التفسير الأكثر منطقية في الوقت الحالي.
ويمكن أن تكشف المزيد من الملاحظات حول النجوم الذابلة ما إذا كانت نظرية الفريق صحيحة، وما إذا كانت الانفجارات الساطعة للطاقة الراديوية يمكن أن تساعد في قيادة علماء الفلك إلى عوالم أكثر غرابة في المستقبل.
قد يهمك ايضا :
تعرّف على عٌمرك على الكواكب الأخرى في الكون
تنذرك الكواكب بأن الشهر لن يكون سهلاً
أرسل تعليقك