تعِد شبكات الاتصالات من الجيل المقبل بالكثير والكثير على صعيد سرعة نقل البيانات، الأمر الذي يفتح الأبواب على متغيّرات غير مسبوقة على كل الصعد المرتبطة بالتطبيقات الذكية وسرعات الاتصال، والابتكارات التي تؤسس لمستقبل البشرية. وفي الإمارات صاحبة الرؤى المستقبلية، الأمر سيكون أكثر تأثيراً، لناحية الوصول إلى الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار، وتشكيل المدن الذكية بسرعة فاقت كل التوقعات.
أثبتت دولة الإمارات جدارتها في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على كافة المستويات العالمية، عبر تبنيها رؤى استراتيجية بعيدة المدى بضخ عشرات مليارات الدراهم للاستثمار في شبكات الجيل الخامس، والتي ستنقل خدمات الهاتف المتحرك والإنترنت إلى مستويات تقنية غير مسبوقة، وهو ما يعزز من سرعة تحول الدولة إلى اقتصاد مبني على المعرفة، ويفتح مجالات اقتصادية واعدة.
وتؤكد رؤية الإمارات أن قطاع الاتصالات والمعلومات يمثل طريقاً جديداً يواكب مستجدات العصر المتعلقة بطفرات البيانات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي ستُسهم في وضع البنية التحتية للعديد من القطاعات أبرزها: توفير مراكز البيانات ومصانع الطباعة ثلاثية الأبعاد، والسيارات ذاتية القيادة، وتطوير الروبوتات، وغيرها من القطاعات التي ستمثل رافداً قوياً لفرص عمل غير موجودة حالياً، حيث يسعى قطاع الاتصالات في الإمارات لتحقيق نمو مستدام، عبر ضخ استثمارات جديدة، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة، وترسيخاً لتوجهات الدولة لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي يعتبر إحدى أهم الركائز لتحقيق «رؤية الإمارات 2021».
إقرا ايضًا:
طلعت يؤكّد اهتمام وزارة "الاتصالات" ببرنامج التنمية البشرية
وخلال السنوات القليلة الماضية تحول قطاع الاتصالات في الإمارات إلى منصة متكاملة للمشاريع والمبادرات التقنية بفعل التوجه للحكومة والمدينة الذكية، التي تمثل التطور الطبيعي للتقنيات الأحدث عالمياً، الأمر الذي يحول قطاع الاتصالات في الدولة من مجرد مزود خدمات تقليدي إلى مساهم قوي في تطور هذه المشاريع وتلك المبادرات.
على صعيد البنى التحتية، سيكون لدى الإمارات 2000 محطة اتصالات ل«الجيل الخامس» بنهاية 2019، يقوم مشغلو الاتصالات ببنائها لتغطية الدولة بهذه الشبكات، وهذه التقنيات ستعمل على طرح نماذج أعمال جديدة، وسيتعاظم أثرها الكبير في الحياة اليومية، علاوةً على توفيرها فرصاً واعدة، إضافة إلى التحديات الجديدة على كافة المستويات. من المتوقع أن توفر شبكة الجيل الخامس إمكانات هائلة عبر تفعيل إمكانات التطبيقات المستقبلية، وتمكين الجيل القادم من القدرات الرقمية ومنصات الابتكار، وتغييرات إيجابية عديدة فيما يتعلق بكيفية استخدام السكان لمختلف أجهزتهم المتصلة، فضلاً عن تعزيز تقنيات وخدمات إنترنت الأشياء.
أكدت «الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات»، باعتبارها الجهة المعنية المشرفة على خطط واستثمارات مشغلي الاتصالات في تقنيات وشبكات الاتصالات رداً على أسئلة «الخليج»، أن الإمارات تعتبر الدولة الأولى في المنطقة تطلق الجيل الخامس تجريبياً، حيث تمت إتاحة 200 ميجاهيرتز من الطيف الترددي لكل من شركة «اتصالات» و«الإمارات للاتصالات المتكاملة» منذ شهر مارس / آذار 2018، وذلك لإتاحة الفرصة للمرخص لهم من مزودي خدمات الهاتف المتحرك في الدولة لنشر شبكات الجيل الخامس.
ترددات إضافية
أضافت «الهيئة» أنها تسعى لإتاحة ترددات إضافية تتجاوز 3000 ميجاهيرتز بنهاية 2019، حسبما ستتمخض عنه نتائج المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية 2019 المقرر انعقاده في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل في جمهورية مصر العربية، موضحة أن دولة الإمارات من أوائل الدول عالمياً في مواكبة تطورات الجيل الخامس؛ حيث تم إطلاق الخدمة تجارياً في مايو/ أيار 2018، مشيرة إلى أنها تعمل على هذا المسار انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة بضرورة مواكبة التطورات التقنية باعتبارها الاستثمار الأمثل لموارد الدولة والطريق الصحيح لصناعة المستقبل للمواطنين والمقيمين والزوار وللأجيال المقبلة.
وأوضحت «الهيئة» أنه وفي هذا السياق فإن الإمارات تصدرت المرتبة الأولى عالمياً في انتشار شبكة الألياف الضوئية «الفايبر المنزلي (FTTH)»، وهي تمتلك رؤية طويلة الأمد للمزيد من الاستثمارات في الجيل الخامس؛ لتحقيق الاستراتيجيات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والمدينة الرقمية.
تجارب ناجحة
وعن تقييم تجارب تقنيات الجيل الخامس التي قامت بها شركات الاتصالات في الدولة ذكرت «الهيئة» أن المرخص لهم من مزودي خدمات الهاتف المتحرك في الدولة أجروا تجارب لاستخدام تقنيات الجيل الخامس على عدة مراحل بدأت مع نهاية عام 2016؛ وذلك لدراسة كافة المسائل التقنية والتحديات التي تتعلق بها قبل أن تبدأ النشر الفعلي للشبكات على المستوى التجاري، وتعلن شركتا «اتصالات» و«الإمارات للاتصالات المتكاملة - دو» باستمرار عن نتائجهما المتحققة في هذا المجال، وتعملان على تطوير مشاريعهما ذات الصلة انسجاماً مع نتائج تلك التجارب.
أسعار خدمات "المتحرك"
وعن مدى تأثير ارتفاع تكاليف ترددات الجيل الخامس في زيادة أسعار خدمات الهاتف المتحرك مستقبلاً قالت «الهيئة»، إن دولة الإمارات تحرص على تمكين المشغلين وتشجيعهم على الاستثمار ونشر الخدمات في جميع المناطق المأهولة، وذلك من خلال تسهيل حصولهم على الترددات بأسعار معقولة، ولهذا لم نشهد ارتفاعاً في رسوم الطيف الترددي في دولة الإمارات، ولا سيما في الترددات التي تم ترخيصها لتقنية الجيل الخامس، وبطبيعة الحال فإن هذا لن يؤثر أيضاً في أسعار اتصالات الهاتف المتحرك.
الهواتف المتوافقة مع "الجيل الخامس"
وبالإشارة إلى مدى توفير الشركات المصنعة للهواتف الذكية العالمية هواتف ذكية متوافقة مع شبكات الجيل الخامس قالت «الهيئة»: أعلنت عدة شركات عن طرح الهواتف الذكية التي ستتوافق مع شبكات الجيل الخامس ومنها: «هواوي»، «إل جي»، «موتورولا»، «ون بلاس»، «أوبو»، «سامسونج»، «شياومي»، حيث تم الإعلان من قبل بعض الشركات عن إطلاق هواتف ذكية متوافقة مع شبكات الجيل الخامس خلال العام الجاري.
عصر "الجيل الخامس"
كانت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات قد أعلنت العام الماضي عن تدشين عصر اتصالات الجيل الخامس، من خلال البدء بتطبيق واستخدام تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة الدولية (IMT2020)، والمعروفة بالجيل الخامس (5G) ، مشيرة إلى أن المشغلين المرخص لهم لشبكات الهاتف المتحرك سيباشرون في تهيئة البنية التحتية للتعامل مع مستلزمات المرحلة المقبلة، بما يتضمن استخدام نطاقات الطيف الترددي المنسقة، وتطوير البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على نحو كبير.
وقالت «الهيئة»، إن الجيل الخامس سيساعد على تمكين دولة الإمارات من تحقيق مستهدفاتها على صعيد التنافسية العالمية، ولا سيما هدفها المعلن في بلوغ المركز الأول عالمياً في الخدمات الحكومية الذكية، وأحد المراكز العشرة الأولى في جاهزية البنية التحتية لتقنية الاتصالات والمعلومات، حيث تخطط الإمارات لتكون في طليعة البلدان التي تدخل نادي الجيل الخامس من الاتصالات، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة ورؤية الإمارات 2021 التي تضع الدولة في موقعها المستحق كواحدة من أفضل دول العالم.
وتعتمد رؤية الإمارات للجيل الخامس على توجهات الدولة الاستراتيجية تجاه التحول الرقمي، وعلى تراكم إنجازاتها في قطاع الاتصالات، وعلى خططها الاستراتيجية التي تراعي المستجدات العالمية راهناً ومستقبلاً، وإلى جهود المشغلين المرخصين للاستثمار، وتطوير الشبكات بصورة مستمرة.
50 دولة تطلق الخدمات قبل 2020
تطلق أكثر من 50 دولة خدمات الجيل الخامس الجوالة قبل 2020 بما فيها العديد من البلدان الأعضاء في الفريق العربي الدائم للطيف الترددي، وأهمها الإمارات والسعودية وعبر أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ وفي بعض الأسواق.
وينسق الفريق العربي الدائم للطيف الترددي، الذي يمثل 22 بلداً، القضايا المتعلقة بإدارة الطيف الترددي والمؤتمرات العالمية للاتصالات الراديوية للاتحاد الدولي للاتصالات بين الدول العربية.
وقد وافق الفريق على استخدام نطاق (3.4 - 3.8) جيجاهيرتز للاستخدام ذات النطاق العريض المتنقل عبر المنطقة العربية بأكملها، في حين أن نطاق (3.3 - 3.4) جيجاهيرتز متاح للاستخدام الجزئي حيث تستمر بعض الدول في حجز هذا النطاق لخدمات أخرى.
وسوف تعمل معدَات النطاق العريض المتنقل لشبكات الجيل الخامس عبر نطاق ضبط واسع في نطاق (3.3 - 3.8) جيجاهيرتز بكامله وبالتالي سوف يدعم ذلك نظام المعدات البيئي السريع النموَ لنطاق التردد 3 جيجاهيرتز، ما يزيد من اقتصاديات الحجم لمصنعي الأجهزة ويضع الشروط المناسبة لجلب الأجهزة بأسعار مقبولة إلى السوق بسرعة أكبر
قد يهمك أيضًا:
"مايكروسوفت" تُعلن توديعها لـ"ويندوز 10 موبايل" للأجهزة الذكية
"مايكروسوفت" تودّع نظام ويندوز 10 موبايل نهاية العام الجاري
أرسل تعليقك