القاهرة - صوت الامارات
يفيد بعض مرضى العلاج الإشعاعي، برؤية ومضات من الضوء أمام أعينهم أثناء العلاج، حتى عندما تكون عيونهم مغلقة، والآن، ربما تمكن باحثون من حل اللغز القديم، بفضل تأثير غريب اكتُشف على الكاميرا لأول مرة، حيث وجدت دراسة جديدة أن التأثير يأتي نتيجة إنتاج ما يكفي من الضوء داخل العين للتسبب في هذه الأحاسيس البصرية، في ما يُعرف بانبعاثات "شيرينكوف" أو "إشعاع شيرينكوف"، وهو التأثير نفسه الذي يتسبب في توهج المفاعلات النووية باللون الأزرق عندما تكون تحت الماء.
وأظهرت النماذج أنه مع مرور شعاع الإشعاع عبر هلام العين الصافي، يجري توليد الضوء، كما قدم الباحثون الدليل المباشر لذلك، ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في تحسين العلاجات الإشعاعية المستقبلية.
يقول مهندس الطب الحيوي من كلية دارتموث، إيروين تيندلر: "أحدث بياناتنا مثيرة، لأنه لأول مرة يتم التقاط انبعاث ضوء من عين مريض يخضع للعلاج الإشعاعي. وهذه البيانات هي أيضا المثال الأول من الأدلة التي تدعم بشكل مباشر وجود ضوء كاف داخل العين لإحداث إحساس بصري، وأن هذا الضوء يشبه انبعاث شيرينكوف".
وطرح العلماء بالفعل فكرة انبعاث شيرينكوف في العلاج الإشعاعي، ولكن فقط إلى جانب فرضيات أخرى. وللعثور على أدلة مباشرة، استخدم فريق البحث نظاما خاصا للتصوير يسمى CDose.
وفي الدراسة، أبلغ المريض عن رؤية ومضات ضوئية أثناء التجربة. وتمكنت اختبارات عيون الخنازير من تحديد الضوء على أنه إشعاع شيرينكوف.
وفي حين يقول الباحثون إن هناك عوامل أخرى لا يمكن استبعادها تماما، ساعد إعداد الكاميرا المتخصص في التأكد من أن ما اكتشفه بافل شيرينكوف لأول مرة في عام 1934 يمكن استنساخه بالفعل داخل العين البشرية.
وخلص الباحثون إلى أنه "على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد النظريات المتعلقة بتحفيز العصب المباشر، وتلألؤ العدسة، وفوتونات الإنارة فائقة الإضاءة، إلا أنه يبدو من الواضح أنه يمكن قياس إنتاج ضوء تشيرينكوف في جميع أنحاء العين".
يذكر أن إشعاع شيرينكوف هو إشعاع كهرمغاطيسي ينبعث عندما يمر جسيم مشحون (كالإلكترون) في وسط عازل بسرعة تفوق سرعة الضوء في ذات الوسط.أما عن الوهج الأزرق في المفاعلات النووية فهو نتيجة هذه الإشعاعات، التي سميت نسبة إلى العالم الروسي بافل شيرينكوف الحائز جائزة نوبل كأول مكتشف لها بالتجربة العلمية.
قـــــــــــــــد يهمــــــــــــــــك أيضـــــــــــــــــا
أرسل تعليقك