انكشاف وجه حروب الانترنت والمؤامرات خلال عام 2017
آخر تحديث 21:40:06 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مع توافر ذريعة ممتازة للدول لـ"خنق" حرية التعبير

انكشاف وجه "حروب الانترنت" والمؤامرات خلال عام 2017

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - انكشاف وجه "حروب الانترنت" والمؤامرات خلال عام 2017

فيسبوك
واشنطن - صوت الامارات

طوى عام 2017 صفحة حروب نُسبت إلى الإنترنت على غرار "الربيع العربي" الذي ساهم فيه "فيسبوك". وانتشرت أيضًا تهم "التآمر" الإلكتروني شرقًا وغربًا، ربما كان نموذجها الأبرز التحقيق في "تواطؤ" مفترض بين روسيا والرئيس دونالد ترامب في انتخابات أوصلته إلى الرئاسة. وبذا، انكشف وجه مفزع لحروب سيبرانيّة كبرى تتحكّم فيها الدول الكبرى وحدها، إذ اختتمت السنة على عناوين إعلاميّة كـ "حرب كوابل الإنترنت: ماذا لو قطعت روسيا الإنترنت عن العالم"؟ و "أميركا تعلن حربًا سيبرانيّة على روسيا في أوكرانيا"، و "حلف "ناتو" قلق من نشاط غوّاصات روسية بالقرب من كابلات الإنترنت" و "الجيش البريطاني يحذّر من لجوء روسيا لسلاح الكوابل" "تحقيق في دور شركة فرنسية في مراقبة الإنترنت لقمع المعارضة في دول شرق أوسطية" و "مواقع التواصل الاجتماعي أخطر أسلحة الدمار الشامل" وغيرها.

 وشاع استعمال لغة الحروب الكبرى في الحديث عن دمار واسع تنشره الإنترنت، واندرَجْ فيه التدخّل الروسي المفترض في انتخابات أميركا. وفي ظل استحضار ذلك الشبح، صوّتت "لجنة الاتّصالات الفيديراليّة" في أميركا على قرار يلغي حياد الـ "نت". وأفلت القرار كابوسًا أزعج شعب الإنترنت المتكوّن من أفراد الـ "هومو ديجيتالز" (Homo Digitals)، أو "الكائن الرقمي" الذي هلّلت الألسن بولادته وتكاثره طيلة سنواتٍ سابقة، إذ ألغى الكابوس الجديد قانونًا أصدره الرئيس السابق باراك أوباما في 2015، وكان يلزم شركات الاتصالات بالتعامل بحياد مع المحتوى الرقمي الذي تقدّمه للجمهور الرقمي عبر شبكاتها، وبات مسموحًا لمقدّمي خدماتها الحصول على مبالغ إضافيّة نظير إعطاء أولويّة لمحتوى معين على آخر.

  يتمثّل الخطر الأكبر لإلغاء حياد الـ "الانترنت" في البعد السياسي، إذ يوفّر ذريعة ممتازة للدول لخنق حرية التعبير

. مثلًا، جاءت مجاهرة ترامب بضرورة قطع الإنترنت في الحالات التي يصبح فيها منصة للإرهاب. وعقب الانفجار في محطة للمترو في لندن الخريف الفائت، غرّد ترامب مناديًا بقطع الـ "نت" كونه "أداة رئيسة" في تجنيد الإرهابيّين. وبدت تغريدته كأنها صدى لأصوات عربيّة تجرأت عام 2011 على اعتبار الإنترنت عدوًا يهدف إلى تفتيت الدول وإسقاطها، ما يحتّم قطعه ومنعه. وآنذاك، قوبل ذلك بشجب غربي وتنديد عربي حقوقي واسع.

 وعلى رغم التناقض والصراع المفترض بين أميركا وروسيا، شهد 2017 شدوًا متناغمًا بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع الشبكة العنكبوتيّة. وفي الخريف المنصرم، طالب بوتين وكالات إنفاذ القانون في بلاده باتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة نشر التطرّف عبر الإنترنت، مؤكدًا أن الاستخدام "العادي" لن يتعرّض لقيود. وواضح أن ذلك التوجّه الروسي قريب من القرار الأميركي بإسقاط حياد الـ "نت". ويبدو التناغم مستغربًا في ختام سنة استهلت على ضجيج صاخب عن احتمال ضلوع روسيا، بل ربما رئيسها، في تدخل إلكتروني في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. وسرت نغمة "انتقام" بوتين من المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون، عبر قرصنة إلكترونية يفترض أنها ساعدت ترامب. وأفضت الضجة إلى تناغم بلغ ذروته مع تصريح ترامب أخيرًا بأنّه يصدّق فعليًّا ما أخبره به بوتين عن عدم تدخّله عنكبوتيًّا لمصلحة الفائز ترامب!

 في 2017، بدا واضحًا أن الآراء التي سرت طويلًا عن قدرة المعلوماتيّة على نشر الديموقراطيّة، خصوصًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى خفوت، بل الوجوم والصمت. وعلى مدار العقد المنصرم، ضجّ المشهد العنكبوتي بصخب أصوات المهللين بنشر الديمقراطية عبر الإنترنت، وتطبيقها في الدول كلّها، خصوصًا الشرق الأوسط القديم قبل أن يدخل مرحلته الجديدة. وقبل أن تصل تلك الفورة العنكبوتيّة إلى محطة تحقيق الديمقراطية، مرّت بمسار السؤال عما إذا كانت "دمقرطة" الشعوب عبر الإنترنت خيرًا بالمطلق. ويبدو أنّ العام المنصرم حمل إجابات صادمة كونها جاهرت بالتشكيك في دور الديمقراطية الشبكيّة غير المحسوبة بدقّة، في تفتيت الدول وخراب الأمم.

 وفي تقريرها السنوي عن حرية الإنترنت، وجدت منظمة "فريدوم هاوس" أنّ عددًا متزايدًا من الحكومات تلاعبت خلال عام 2017 بالحريّات الشبكيّة. وشمل ذلك استخدام معلّقين مأجورين، وحسابات آليّة مزيفة بهدف نشر الدعايات الموجهة سياسيًا. ومارست 18 دولة على الأقل ذلك التلاعب، بينها أميركا التي يرجّح أنّه جرى التلاعب "عنكبوتيًّا" في انتخاباتها.

 ووفق التقرير، كان 2017 العام السابع على التوالي في تراجع الحريّات على الإنترنت. وقدّم نماذج كثيرة عن التراجع شملت دولًا ديمقراطية وأخرى في طريقها إلى الديمقراطية وثالثة غير ديمقراطية. وأشار تقرير "فريدوم هاوس" إلى استخدام تركيا قرابة ستة آلاف شخص لرصد معارضي النظام على الشبكة، واتّهم وروسيا بالتدخل في انتخابات أميركا، ووضع الصين في صدارة قائمة الدول الأكثر تلاعبًا بالإنترنت.

 وكخلاصة، شهد 2017 لملمةً لوعود "عنكبوتيّة" لم تعد تحلق في سماء الشعوب بجناحي ملاك وهالة قديس وقلب لا يعرف إلا الخير المطلق. وربما يشهد عام 2018 انتشار يقين عن أن للإنترنت مخالب وأنيابًا ومفاسد، تشهد بوجودها الدول التي صنعت تلك الشبكة وعملت على نشرها عالميًّا.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انكشاف وجه حروب الانترنت والمؤامرات خلال عام 2017 انكشاف وجه حروب الانترنت والمؤامرات خلال عام 2017



 صوت الإمارات - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 02:29 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي
 صوت الإمارات - حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 02:25 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 صوت الإمارات - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 05:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الأزرق يسيطر على أحدث الديكورات الداخلية للمنازل

GMT 15:14 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تشيز كيك بجبن الفيتا والكراميل والتوفي

GMT 00:53 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

تصرفات على الإنترنت تدل على ضعف علاقتك الزوجية

GMT 10:49 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"هوندا" تعرض النسخة الجديدة من "فيت" و "جاز" في طوكيو

GMT 15:37 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

هدف عالمي للفرعون محمد صلاح في شباك "جينك" البلجيكي

GMT 20:17 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز وأهم إهتمامات الصحف الفلسطينية الصادرة الثلاثاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates