باحثون يكتشفون أنفًا إلكترونية تنافس الكلاب لشم السرطان
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فيما يُشكّل فتحًا في عالم العلاجات المتقدمة

باحثون يكتشفون أنفًا إلكترونية تنافس الكلاب لشم السرطان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - باحثون يكتشفون أنفًا إلكترونية تنافس الكلاب لشم السرطان

حاسة الشّم القوية لدى الكلاب في تشخيص أنواع معينة من المرض الخبيث
واشنطن - صوت الامارات

يسعى باحثون أميركيون وفرنسيون وكنديون ويابانيون، بعد تجارب كثيرة لاستغلال حاسة الشّم القوية لدى الكلاب في تشخيص أنواع معينة من المرض الخبيث، إلى تطوير هذا الأسلوب من خلال تصميم أنف إلكتروني قادر على تعيين السرطان من خلال تشمم بعض خلايا المريض وإفرازاته.

وكان الدكتور توراغ سولوكي أستاذ الكيمياء في جامعة ماين الأميركية، باشر مع عدد من زملائه تطوير جهاز يقوم بوظيفة الأنف ويمتلك الخواص التي تمتلكها الكلاب ذات حاسة الشّم الحادة الطبيعية.

ويتفوق الأنف الصناعي في أنّه أطول عمرًا من أنف الكلب ويحتاج "صيانة" أقل، لكنّ التوصّل إليه يتطلّب عمليات تقنية معقدة وعلى درجة عالية من الدقة. وينطلق شغف العلماء من قناعتهم بأنّ الأورام السّرطانية لها علاماتها وروائحها البيولوجية التي تتغير مع تغيّر أحجامها، وهو ما يمكن فرزه والتّعرف عليه عبر الشّم. ويأمل الدكتور سولوكي في أن تكون سوق "الأنوف الإلكترونية" رائجة في غضون 10 سنوات من الآن.

وذكر تقرير نُشر حديثًا، فإنّ باحثًا فلسطينيًا، هو الدكتور حسام حايك، يعمل في حيفا بالأرض المحتلة، عكف على تطوير أنف صناعي يسمّى "نانو نوز"، مستخدمًا تقنية "النانو" للتّعرف على أنواع من السرطانات من خلال أنفاس المرضى، ومنها سرطان القولون.

ونجح هذا الأنف في التّمييز بين الأنواع المختلفة، وتبشّر أبحاث حايك بنتائج أوسع بكثير من تلك الجارية في جامعات أخرى، لكنّ هذا الأسلوب الذي يشكّل فتحًا في عالم العلاجات المتقدمة، لا يُحبط تجارب باحثين آخرين يواصلون تدريب كلاب على شم السرطان، وهي طريقة يعود الإصرار عليها إلى قناعة باحث أميركي هو الدكتور مايكل ماكولوش، فإذا كان الكلب حيوانًا وفيًا ورفيقًا ممتازًا، يستعين به فاقدو البصر في تنقلاتهم، ورجال الشرطة في تتبع آثار المجرمين، فإنّ ما لم يكن معروفًا حتى سنوات قلائل هو أنّ هذا الحيوان الأليف يمكن أن يحقّق ثورة في عالم الطّب لأنه يمتلك حاسة تتيح له تشمّم روائح بعض الأمراض التي يصاب بها البشر، والتحقق منها بشكل يواكب، بل يسبق، أجهزة الأشعة الضوئية والمقطعية والرنين الصوتي.

وقام الدكتور ماكولوش بتدريب كلبه "كابتن جينينكز" على تشمم سرطان المبيض لدى النساء؛ فمن الصعب تشخيص هذا النوع من المرض بواسطة الأجهزة المتوفرة حاليًا. إنّ الباحث يصطحب معه رفيقه الوفي إلى مكان عمله. وهو كلب صغير من نوع "بودل" يبلغ من العمر 5 سنوات، وواحد من 5 كلاب تشارك في دراسة حول سرطان المبيض، وتُبشِّر هذه الأبحاث بآفاق علاجية أفضل، نظرًا لأن التبكير باكتشاف المرض يلعب دورًا أكيدًا في إمكانية علاجه في الوقت المناسب.

ويرى الباحثون في مؤسسة "باين ستريت" في كاليفورنيا، أنّ الكلب قادر على شمّ أنواع من الأورام قبل أن تشعر المريضة بأوجاع أو تتلمس أي كتل صلبة في جسمها.
ويعمل الباحثون في المؤسسة مع كلابهم متطوعين ومن دون مقابل مادي. والهدف من البحث تسجيل حقائق علمية والتوصل إلى وسائل تشخيص مبتكرة. وعلى الرّغم من أنّ "كابتن جينينكز" كلب صغير وقزم، فإنه أنجز عملًا كبيرًا حتى الآن.

وكانت أبحاث سابقة قد أكدت أنّ وجود كلب مع شخص مصاب بـ"ألزهايمر" أو بداء الكآبة، أو مع شخص مُسنّ، يساعد كثيرًا في التخفيف من الوحدة التي يعاني منها المريض، كما يمكن للكلب أن يستشعر حدوث نوبات الصرع، بالطريقة نفسها التي يتنبأ بها بحدوث الهزات الأرضية، وجرت العادة على القول "إن الكلب "يشمّ" الزلازل والعواصف والأعاصير".
وردًّاعن سؤال بشأن رائحة السرطان، درس الدكتور ماكولوش الطّب الصيني وكان متخصصًا في الأوبئة والأمراض السّارية والمعدية، بدأ أولى أبحاثه حول حاسة شمّ الكلاب بعد أن قرأ مقالًا نشرته المجلة الطبية البريطانية "ذا لانسيت" سنة 1989.

وجاء في ذلك المقال أن كلبًا من فصيلة السلوقي، لم يتوقف عن شمّ بقعة ظهرت على ساق صاحبته، وتبين فيما بعد أن البقعة كانت شامة طارئة "ميلانوم" من نوع سرطان الجلد المميت. ولأنّ الطّبيب كان عاشقًا للكلاب، فقد أراد أن يتأكد بنفسه ممّا قرأه في المجلة الطبية. وكانت البداية أنّه أقام مركزًا في كاليفورنيا وبدأ بتدريب بضعة كلاب من النوع الذي يستخدم في إرشاد المكفوفين.

وكان التدريب يقوم على ترك الكلاب تشمّ عينات من أنفاس نساء ورجال جرى تشخيص سرطان الثدي أو الرئة لديهم، ومكافأة الكلب في حال هزّ ذيله عند إحساسه بشيء غريب.
وتشبه هذه الطريقة ما يقوم به رجال الشرطة والمحققون حين يتركون الكلب يتشمم قميص شخص مفقود لكي ينطلق في أثره ويساعدهم في العثور عليه أو معرفة الطريق الذي سلكه. كان على الكلاب المدربة أن تشمّ عدة أنابيب تحتوي على عينات من أقمشة مشبعة بأنفاس أشخاص أصحاء، وبعد ذلك جرى وضع عينة واحدة بشكل عشوائي لأنفاس شخص مصاب بالمرض الخبيث، بين 4 عينات سليمة.
وكان على الكلب المدرب أن يستلقي على الأرض عند العينة الغريبة، تمامًا مثلما يفعل الكلب البوليسي عندما يتعرّف على رزمة من المخدرات أو الحشيش.

ونشرت نتائج تلك التجربة الأولى في عام 2006، وأشارت إلى نسبة نجاح ممتازة لدى الكلاب في التشخيص؛ حيث إنها تمكنت من التعرف على المريض من بين الأصحاء، خصوصًا عندما تكون الإصابة بسرطان الثدي.

وتجلّت قدرة الكلاب على تعيين مريضات جرى علاجهن، لكنّ المرض عاود الظّهور لديهن.وبعد 18 شهرًا من الإشارة التي أعطاها الكلب، خضعت المريضات للفحص بالرنين الصوتي وتبيّن عودة الأورام إلى صدورهن، وهو ما لم تكشفه الفحوصات المختبرية في حينه، والسؤال هو "هل شم الكلب الخلايا السرطانية الجديدة أم إنه كان قادرًا على التّعرف على بقايا الأورام التي تم علاجها بالإشعاع أو إزالتها بالجراحة؟"، الجواب غير معروف حتى اليوم.

وجرت دراسات تتعلق بتشخيص سرطان الرئة بموازاة تلك التجارب، وأعطت نتائج طيبة من خلال رائحة فم المريض؛ ففي مستشفى "تونون" في باريس، قام الدكتور جان نيكولا كورنو، بدراسة ذات نتائج مشجعة جدًا، ونجح كلب مدرب من فصيلة "الراعي البلجيكي (بلجن شيفيرد)" في التعرف على 30 من مجموع 33 عينة لبول أشخاص مصابين بسرطان البروستاتة، وهو نوع من المرض يعطي نتائج مغلوطة عند الفحوص المختبرية، تؤدي إلى علاجات وجراحات غير ضرورية ولا داعي لها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثون يكتشفون أنفًا إلكترونية تنافس الكلاب لشم السرطان باحثون يكتشفون أنفًا إلكترونية تنافس الكلاب لشم السرطان



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates