في حوالى الساعة السابعة والدقيقة 46 مساء اليوم، كانت سماء مصر ودول المنطقة العربية على موعد مع ثاني ظاهرة من ظواهر الخسوف والكسوف لهذا العام، حيث حدث خسوف للقمر من النوع "شبه الظلي"، وخلاله لم يعبر القمر الجزء المظلم من ظل الأرض، لكنه تحرك خلال الجزء الخارجي الخافت لظل الأرض المسمى "شبه الظل".
فيما خفقت إضاءة القمر قليلا، بقى قرصه مضاء بالكامل بنور الشمس خلال مدة الخسوف، الذى يحدث بعد يومين من مرور القمر في الحضيض وهي أقرب نقطة في مداره من الأرض، لذلك بدى حجمه الظاهري أكبر بنسبة 3.3 فى المائة عن المتوسط.
وخسوف لم يتمكن أحد من رؤيته بالعين المجردة، لكنه أمكن رؤيته ويتم حاليا متابعة مراحله بواسطة التليسكوبات في مصر والوطن العربي، وكذلك في المناطق التي ظهر فيها القمرعند حدوث الخسوف، ومنها قارة أوروبا ما عدا معظم الجزء الشمالي، وقارة أسيا ماعدا شمال وشرق روسيا، قارتى أستراليا وأفريقيا، وشرقه وجنوب أمريكا الجنوبية، وغرب المحيط الباسفيكي والمحيطين الأطلسي الهندي، والقارة القطبية الجنوبية.. وذلك بحسب ما أكده الدكتور جاد محمد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
ومرحلة ستحدث في نفس الوقت بكافة المناطق، حيث بدأ الخسوف بدخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة السابعة و ٤٦ دقيقة، ولم يلاحظ أي تغيير فيه، حيث ظهر القمر كالمعتاد، وعندما يقطع القمر نصف مداره حول الأرض خلال شهر شوال، سيصل إلى لحظة البدر المكتمل وذلك عند الساعة التاسعة و ٢٥ دقيقة، وهو البدر الأخير للأشهر الهجرية خلال فصل الربيع وقبل حدوث لحظة الانقلاب الصيفي.
وتستغرق جميع مراحل الخسوف من بدايته وحتى نهايته فترة زمنية تقدر بثلاث ساعات وثمانية عشرة دقيقة تقريبا، حيث سينتهى في الساعة الحادية عشرة وأربع دقائق تقريبا، وتتفق ذروته فى توقيتها مع توقيت إكتمال بدر هلال شهر شوال للعام الهجرى الحالى 1441.
وسيصل خسوف القمر ذروته العظمى فى وقت لاحق مساء اليوم عند الساعة التاسعة و٢٥ دقيقة، وفي ذلك الوقت سيكون (57 فى المائة) من قرصه واقعا في منطقة شبة ظل الأرض، وهي نسبة أقل مما حدث في حالة خسوف شبه الظل الذى وقع منتصف شهر جمادى الأولى الماضى الموافق العاشر من شهر يناير الماضي، حيث كان ٩٠ فى المائة من قرص القمر واقعا فى شبة ظل الأرض.
وأكد الدكتور جاد القاضى، أنه وحتى في هذه المرحلة سيبقى قرص القمر مضاء بالكامل وقد لا يلاحظ أي تغير، ويتبع ذلك خروج القمر من منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة الحادية عشر مساءا و٤ دقائق بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة ، معلنه انتهاء جميل مراحل الخسوف.
وبعد أسبوعين من خسوف شبه الظل للقمر، وتحديدا في صبيحة يوم الأحد 29 شوال الموافق 21 يونيو الحاليين، ستكون الكرة الأرضية على موعد مع كسوف حلقى للشمس، يتفق وسطه مع اقتران شهر ذو القعدة لعام 1441 هجريا، وهو أول كسوف شمسى فى العام الميلادى الحالي، وسيرى جزئيا فى مصر والمنطقة العربية.
تفيد ظاهرتا الخسوف القمري والكسوف الشمسي في التأكد من بدايات الأشهر الهجرية إذ يحدث الخسوف القمري في وضع التقابل أي في منتصف الشهر الهجرى عندما يكون القمر بدرا، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر مع مستوى مدار الشمس (البروج)، أو قريبا منها، حيث تقع الأرض في هذه الحالة بين الشمس والقمر، على خط الإقتران، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريبا منه.
فيما يحدث الكسوف الشمسي عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا، ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضئ.
قد يهمك أيضا :
“اللحظات الأولى لحدوث الخسوف الأطول منذ 83عامًا في الكويت
مع بدء ظاهرة الخسوف الكلي للقمر مساجد عدن تدعو للصلاة
أرسل تعليقك