دبي _صوت الامارات
أكد رئيس شركة "إريكسون" لمنطقة الخليج العربي وجسيتش باجدا، أن دبي تعتبر من أهم المدن التكنولوجية الذكية في العالم، حيث تلعب دوراً ريادياً في هذا المجال، كما تبرز كوجهة رئيسية للمشاريع الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، كما تم تصنيف دولة الإمارات فــي المرتبة الثانية على المستوى العالمي في معيار الاستخدام الحكومي للمنتجات التقنية في مؤشر جاهزية الشبكات الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأوضح باجدا في تصريحات لـ"البيان الاقتصادي" أن الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى رؤية القيادة الرشيدة، والاستراتيجية الفريدة التي تتبعها دبي في هذا المجال. كما تلعب المبادرات الرقمية لمدينة دبي الذكية، دوراً مهمًا في استقطاب أصحاب المهارات الرقمية في القطاعين الحكومي والخاص، ما سيؤدي بالتالي إلى تحويل دبي لتكون أذكى مدن العالم وأكثرها استدامة على الإطلاق. إضافة إلى ذلك فإن الجهود المبذولة لتطوير أول مؤشر عالمي للمدن الذكية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، ستجعل من دبي وجهة عالمية في مجال الرقمنة. إضافة إلى تمتع دبي بالقدرة والكفاءة على التحول لمنصة رقمية طموحة وشاملة لتكون بذلك معياراً للتحول الرقمي للمدن الكبرى في الدول الناشئة من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات وإطلاق الخدمات المتعددة التي ترتقي بجميع مناحي الحياة في المدينة وتحويلها إلى مثال عالمي يحتذى به.
ولفت باجدا إلى أن الإمارات تولي اهتماماً استثنائياً بالرقمنة والتكنولوجيا والخدمات الابتكارية، وأشار إلى أن دبي منصة تنطلق منها الابتكارات وتعزز قيادة الإمارات لسائر المنطقة نحو مستقبل متطور. مؤكداً أن دبي تلعب دوراً حيوياً في دفع عجلة التحول الرقمي العالمي، حيث تشهد المدينة إطلاق العديد من المبادرات الهامة في هذا المجال، مثال "دبي الذكية"، و"X10" و"المسرعات الحكومية"، في إطار جهود القيادة الرشيدة الرامية إلى توجيه النشاطات الاستثمارية نحو الابتكار في مجال الرقمنة، لتحقيق تطور ملموس في المجالات الاجتماعية، والاقتصادية والحوكمة، والبيئة وغيرها من المجالات الرئيسية.
وأشار إلى أن الإمارات تنظر إلى الرقمنة باعتبارها قضية حيوية مرتبطة بمستقبل التنمية فيها، ما يجعلها ركيزة رئيسية لأي دولة تسعى إلى تحقيق طفرة تنموية، والانتقال باقتصادها إلى مرحلة جديدة من الازدهار، لذا تعمد الدولة إلى اجتذاب الخبراء الاختصاصيين في هذا المجال.
وحول أبرز التقنيات التي ترسم ملامح المستقبل خلال الفترة القادمة قال باجدا: نتوقع أن تغير تقنية الجيل الخامس وجه المجتمع العالمي على مستوى واسع، حيث تعتبر مرحلة ثورية في عالم الاتصال فهي ليست مجرد عملية تطوير للشبكات الحالية، إنها منصة متكاملة تدعم فئات جديدة من الخدمات وتربط مجموعة واسعة التنوع من الأجهزة، فضلاً عن توفير فرص لنماذج جديدة في الأعمال والنشر والاشتراكات والشحن. أما إنترنت الأشياء فسيلعب دوراً هاماً في المستقبل ولا سيما في مجال بناء المدن الذكية، وتحسين الخدمات العامة، إضافة إلى مراقبة وصيانة الأماكن العامة، واختصار الوقت بشكل مثالي، إضافة إلى تنظيم وتحسين جودة الخطوط الجوية، وتوفير استهلاك الطاقة، وغيرها الكثير من المزايا والمنافع.
وأوضح باجدا أن العالم يتجه حالياً نحو تعزيز تقنية الجيل الخامس وتمهيد الطريق لإطلاقها تلبية للحاجات المتزايدة للعملاء، وتزامناً مع عصر الرقمنة وستوفر هذه التقنية إمكانيات هائلة في مختلف القطاعات من نقل وتعليم ووسائل ترفيهية. ومن المتوقع أن يحقق الجيل الجديد من تقنيات الاتصال منافع واسعة النطاق للمجتمع والاقتصاد بشكل عام، مما ينتج من خدمات جديدة إلى جانب زيادة في الإنتاج الحالي والسماح بظهور صناعات جديدة.
وفي ما يخص الذكاء الاصطناعي فيساهم في التخلص من تكرار المهام، والبحث بشكل أعمق لمعرفة متطلبات الأفراد والوصول بشكل أعمق لمتطلبات المستخدمين، إضافة إلى توفير الوقت عبر التخلص من الأعمال الروتينية، والتساوي بين البشر والبرمجيات حيث يؤدي كل منهم مهامه على حدة كفريق واحد، وبالتالي تنفيذ الكثير من المهام الأساسية والهامة من دون تدخل بشري فيها، مما يؤدي إلى تحسن الكثير من الأعمال.
وحول أبرز تحديات التحول الرقمي قال باجدا إن الأمن المعلوماتي يعتبر من أهم التحديات التي سنواجهها في عالم يتزايد اعتماده على التقنيات بشكل يومي، حيث ستتنامى التهديدات الأمنية نتيجة القدرة على تطوير التقنية المساعدة على خلق التهديدات الأمنية سواء بالتزوير أو الاختراق أو السرقة والتزوير والتجسس. كما تطرح الرقمنة تحدياً هاماً يتمثل في إعداد المهارات والخبرات اللازمة لإيجاد جيل قادر على التفاعل مع الرقمنة على الوجه الأمثل. إضافة إلى ضرورة تطوير القدرات الرقمية للقوى العاملة الموجودة حالياً للمضي قدماً في تبني الرقمنة على كافة الصعد والمجالات.
أرسل تعليقك