دبي – صوت الإمارات
يتوقع خبراء التغير المناخي في العالم، زيادة مستويات مياه البحر بشكل متسارع، وذوبان طبقات الجليد، وتغير معالم القطب الجنوبي، وتعرض الكثير من الكائنات الحية للانقراض، وتغير النظام البيئي، وزيادة عدد وشدة الكوارث الطبيعية، مثل: الأعاصير، والزلازل، والبراكين، فضلاً عن زيادة معدلات تلوث الهواء، وغيرها من الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي؛ نتيجة ممارسات البشر غير المسؤولة تجاه البيئة والموارد الطبيعية.
وكل ذلك جعل قادة ال 195 دولة المشاركة في "مؤتمر باريس للمناخ 2015"، يلتفون حول هدف واحد، ويتوصلون إلى اتفاق تاريخي؛ لمكافحة ظاهرة "الاحتباس الحراري"، التي تهدد كوكب الأرض، وتنذر بكوارث مناخية.
وللمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً من بدء مفاوضات الأمم المتحدة، توصل ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر إلى اتفاق ملزم وجامع لمكافحة ظاهرة "تغير المناخ"، والعمل على إيجاد الحلول؛ للحد من ظاهرة "الاحتباس الحراري"، وإبقاء معدل ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند درجتين مئويتين فوق المستويات المسجلة قبل الثورة الصناعية، مع مراعاة رفع كفاءة استهلاك الطاقة، وتتمحور تلك الحلول حول مضاعفة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بتلك الدول، وإيجاد التقنيات الخضراء الجديدة المعتمدة على المنتجات الخضراء، التي تساعد في ترشيد الاستهلاك، وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وذكر سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس ومؤسس "معرض ويتيكس": "تتمثل أهم أهداف الدورة ال 19 من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس 2017) في دعم المسارات ال6 للمبادرة الوطنية طويلة المدى، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله؛ لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، تحت شعار: "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، التي تهدف من خلالها دولة الإمارات لتكون واحدة من الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال، ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء"
وأضاف: "يتمثل أحد الأمثلة الحية للتقنيات الخضراء فيما يُعرف ب "المباني الخضراء" ومعاييرها المطبقة لدى الكثير من دول العالم، التي تحرص دبي على تطبيقها وتعميمها على جميع مبانيها ومنشآتها الحكومية والخاصة، في إطار الجهود التي تبذلها حكومة دبي؛ للارتقاء بمستوى الإمارة، وتطبيق معايير الاستدامة في جميع قطاعاتها الحيوية، انسجاماً مع رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله؛ للمحافظة على الموارد الطبیعیة والبیئية، وتوفير بیئة صحیة وآمنة للمجتمع، وتحويل جميع مباني الإمارة إلى خضراء ومستدامة، وفقاً لأعلى المعاییر العالمیة. وتطبق 90% من مباني الإمارة التي تم تشييدها بعد عام 2001 لائحة شروط ومواصفات المباني الخضراء".
وتابع: بدأت الهيئة في إنشاء مبنى رئيسي جديد لها باسم "الشراع"، بمنطقة الجداف في قلب قرية الثقافة بدبي، في إنجاز غير مسبوق يعزز مكانة دبي العالمية؛ كونها تعد نموذجاً للمدن الرائدة في مجال الاستدامة والابتكار واستشراف المستقبل، ويعد المبنى أعلى وأكبر وأذكى مبنى حكومياً في العالم، يحقق صفر في الانبعاثات الكربونية، وتبلغ مساحته نحو 1.5 مليون قدم مربعة، فيما تبلغ مساحة الأرض التي يشغلها 200 ألف قدم مربعة، ويهدف المبنى إلى إرساء نموذج في دبي والعالم بأسره يجسد التوازن بين التنمية والبيئة؛ وذلك للحفاظ على حق الأجيال القادمة بالعيش في بيئة نظيفة وصحية وآمنة، في إطار "رؤية الإمارات 2021" الهادفة لجعل دولة الإمارات من أفضل الدول في العالم، و"خطة دبي 2021"؛ لتكون دبي المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين؛ حيث سيتم تركيب ألواح شمسية كهروضوئية على سطح المبنى لتشغل مساحة تزيد على 16,500 متر مربع؛ لإنتاج أكثر من 3500 كيلووات، وسيشتمل المبنى على ما يقارب 10.000 متر مربع من الألواح الكهروضوئية المدمجة؛ لإنتاج أكثر من 1100 كيلووات/ساعة، ويبلغ إجمالي الطاقة المتجددة، التي سينتجها المبنى أكثر من 7000 ميجاوات/ساعة سنوياً، وستبلغ كثافة الطاقة 70 كيلووات ساعة/متر مربع سنوياً، وتعتزم الهيئة تدشين المبنى والانتهاء من جميع الإنشاءات بنهاية عام 2019".
أرسل تعليقك