بالرغم من تطور علوم الفلك، والفيزياء الفلكية، وبناء عشرات المراصد الحديثة ما زال الفضاء لغزا عصيا على فهم العلماء غير القادرين على الاحاطة بظواهره الغامضة، ولم ينجحوا حتى الآن في تصور حجمه الهائل في ظل الاكتشافات المستمرة لعدد لا نهائي من المجرات، ومليارات النجوم والكواكب .
عبر عقود طويلة قدم كتاب الخيال العلمي قصصا عن كواكب بعيدة مليئة بالألماس والمعادن الثمينة، وأخرى عن وصول الإنسان إلى كواكب بعيدة باستخدام مركبات غريبة، وهي محققة التطور العلمي بالفعل، بينما بقيت قصص أخرى مثل تلك التي تتوقع وجود مخلوقات فضائية طورت حضارات أكثر ذكاء من البشرية موضع الفرضيات التي لم تثبت صحتها بعد .
واليوم تدهشنا الاكتشافات المستمرة لمجرات وكواكب ونجوم لا تزال تدل على قدرة الخالق عز وجل التي لن يستطيع الإنسان الإحاطة بها أو الوقوف عليها كلها .
ومن أغرب الظواهر السابحة في الفضاء النجوم فائقة السرعة HYPERVELOCITY، يعتقد البعض أن الشهب التي نراها تمرق بسرعة هائلة بالقرب من الغلاف الجوي للأرض هي أسرع الأجسام الفضائية، لكن الحقيقة العلمية تشير إلى أن هناك نجوماً فائقة السرعة تتكون من كرات نارية من الغاز تسبح في الفضاء بسرعة تصل إلى ملايين الأميال في الساعة .
ويرجح العلماء أن سبب وجودها هو أن بعض الأنظمة النجمية التي تحتوي على نجمين يسقط أحدهما داخل الثقب الأسود الموجود في قلب المجرة فيستهلك أحدهما الآخر ويقوم الثقب الأسود بطرد النجم الآخر بسرعات قصوى . وأول نجم فائق السرعة تم اكتشافه كان عام ،2005 وبلغت سرعته مليوني ميل/ ساعة .
أما المجرة الإهليليجية ELLIPTICAL GALAXY ، فهي تنسب إلى شكلها البيضاوي، وسميت بذلك لأن شكلها أهليجي وهي أقدم عمراً وسطوعها أكبر من باقي المجرات، وكمية الغاز تقريباً شبه معدومة بها، وتختلف في درجات الاستطالة وتعتبر المجرة الأقرب إلى الشكل الكروي هي الأكبر عمرا .
تشكل هذه المجرات 25% من مجموع المجرات بالكون، وكتلتها متباينة، فهناك القزمة، كتلك التابعة لمجرة درب التبانة التي يطلق عليها "سحابة ماجلان الكبرى" و"سحابة ماجلان الصغرى" والتي تقارب كتلة كل منهما مليون نجم مثل الشمس .
أما نجم كواركات QUARKSTAR ، فهو حالة فيزيائية افتراضية تعبر عن قرب نهاية عمر نجم . مع استمرار استهلاك النجم للهيدروجين في داخله تضيع القوي الداخلية الناشئة عن الحرارة العالية في باطنه، عندها تبدأ قوى الجاذبية في التغلب وتعمل على ضغط مادة النجم ضغطاً شديدا .
وبحسب كتلة النجم يكون تطوره بعد ذلك، فإذا كانت كتلته أصغر من 4 من كتلة الشمس تحول إلى قزم أبيض، وإذا كانت أعلى من 4 يتكون نجم نيوتروني، وإذا كانت كتلة النجم أكبر من 10 أضعاف كتلة الشمس فإن النجم ينتهي في صورة ثقب أسود، أو مستعر أعظم، أو حالة افتراضية يسمى "نجم الكواركات" وحتى اليوم لم يتم اكتشاف سوى نجمين فقط من هذا النوع، الأول اكتشفه مسبار الأشعة السينية "روزات" عام ،1992 ونجح تلسكوب هابل الفضائي بعد ذلك تصويره .
والثاني أطلق عليه النجم JO205+6449 وهو من مخلفات مستعر أعظم C58 3 .
وغليز581 سي GI581 C كوكب خارج المجموعة يقع مداره حول نجم قزم أحمر يدعى غلييز 581 تبلغ كتلته 36 .5 من كتلة الأرض، ويصنف على انه ارض هائلة، وهو تصنيف يضم الكواكب التي تفوق كتلة الأرض وبحجم اصغر من الأرض بعشر مرات تقريباً .
اكتشف هذا الكوكب عام 2007 على يد "ستيفن اردى" وفريقه العلمي بجامعة جينيف السويسرية، وحاز اهتمام الكثير من العلماء الذين اعتبروه صالحاً للسكن لأنه يشبه الأرض ويتوافر على سطحه الماء . وأظهرت الصور الملتقطة من مسبار هابل أن طقسه يسمح ببقاء الماء في حالة سيولة، وهنا يشبه كوكب الزهرة لكنه غير قابل للعيش . وبعد تحليل عدد كبير من الصور اكتشف العلماء أن الكوكب يتكون من نصفين، الأول نهاراً، والثاني ليلاً والسر وراء ذلك أنه لا يدور حول الشمس، وبحسب التقديرات تقطع السفينة الفضائية المسافة من الأرض إلى الكوكب في 20 عاماً بسرعة 300 ألف كيلومتر/ثانية، وبالتالي يستحيل الوصول إليه .
من غرائب الفضاء أيضاً رأس التوأم المتقدم ALPHA و CASTOR GEMINORUM ، وهو ثاني ألمع نجم في كوكب التوأم، وواحد من ألمع نجوم السماء طبقاً لقائمة ألمع النجوم، ويبعد رأس التوأم المتقدم عن الأرض نحو 9 .49 سنة ضوئية، بينما يبعد رأس التوأم المتأخر 34 سنة ضوئية، وينتمي النظامان رأس التوأم المقدم والمؤخر إلى مسدس الشتاء ويكونان فيه سوياً إحدى نقاطه الست .
ورأس التوأم المقدم نجم مزدوج وفي الحقيقة انه يتكون من مجموعة نجمية مكونة من 6 نجوم، ويمكن للتلسكوب الصغير التفرقة بين نجمين أو ثلاث، ويبدو للعين المجردة كما لو كان نجماً واحداً، ويمكن رصده ورؤيته بتليسكوب بسيط .
ونجم النسر الطائر في كوكبة العقاب وسمي كذلك لأنه مع النجمين اللذين على جانبيه وهما أيضاً ضمن "كوكبة العقاب"، يشكلون نسراً باسطاً جناحيه . ويمكن مشاهدته من نصف الكرة الشمالي وهو أكثر نجومها لمعاناً، ويحتل المرتبة الثانية عشرة كألمع نجم في السماء . ويبعد عن الأرض مسافة 8 .16 سنة ضوئية، وهو من أقرب النجوم ظهوراً للعين المجردة جنباً إلي جنب مع المجموعة النجمية "جاما" والمجموعة النجمية "بيتا" .
ويشكل مع نجمي النسر الواقع، وذنب الدجاجة مثلث الصيف، إلا أنه أبرد منهما (إذ تبلغ درجة حرارة سطح النسر الواقع 9500 كلفن، بينما تبلغ درجة حرارة سطح ذنب الدجاجة 8 .400 كلفن)، كما أنه أقل سطوعاً منهما، ومع ذلك فهو أكثر من سطوع شمسنا ب 10 .6 مرة، وهو مثل شمسنا في مرحلة التسلسل الرئيسي .
يتحرك في السماء على خلفية النجوم بشكل أسرع من غيره، وينزاح بمقدار درجة خلال 5 آلاف سنة . ويتميز بسرعة دورانه حول نفسه، تبلغ سرعته 210 كيلومترات/ ثانية، وهذه سرعة مذهلة إذا ما قارناها مع سرعة دوران شمسنا حول نفسها والتي تبلغ 2 كيلومتر/ثانية، وتقارب كتلته 8 .1 مرة من كتلة الشمس وأكثر ب 11 مرة من لمعانها . ويمضي 9 ساعات فقط ليدور 360 درجة . وعلى سبيل المقارنة فإن سرعة دوران الشمس تتطلب أكثر من 25 يوماً لدورة كاملة، وبسبب سرعة دورانه يتوقع العلماء أن يصبح مسطحاً بعد قرون عدة .
واكتشف العلماء كوكب الألماس ويتكون أغلب سطحه من الألماس، لكنه يبعد عن الأرض حوالي 4000 سنة ضوئية ويقع في برج الأفعى الواقع في مجرة درب التبانة التي يتبعها نظامنا الشمسي، وأشار فريق العلماء الدولي الذي اكتشف الكوكب الجديد عبر تلسكوب راديوي موجود في استراليا بمشاركة علماء ألمان إلى أن كثافته تزيد على كثافة أي كوكب آخر معروف حتى الآن، ويعتقدون أن الكوكب الجديد كان شمساً تحولت إلى كوكب مضغوط . ويتكون في جزء كبير منه من الكربون ويشار إلى أن الألماس شكل كثيف للغاية من أشكال الكربون .
ويدور الكوكب الثمين حول شمس غريبة من النجوم النباضة أو متغيرة الوميض . والنجم النباض هو الذي يدور حول محوره بسرعة عالية جداً تصل إلى دورة كل ثلاثة أعشار الثانية إلى دورة كل ثلاث ثوان . ويمتاز هذا النوع من النجوم بشدة تألق ضوئه ولمعانه . ويتكون النجم النباض عندما ينتهي عمر نجم يكون أضخم من شمسنا وينفذ وقوده النووي، فينهار النجم تحت تأثير جاذبيته العظيمة ويصبح قطره لا يتجاوز كيلومترات عدة فقط بدلاً من ملايين الكيلومترات . وهذه النجوم تصدر حزمة من الإشعاعات الراديوية في الفضاء .
واهتدى علماء الفلك إلى تذبذب ضوء النجم النباض بعد اكتشافه، وعند تحليل هذه التذبذبات تبين لهم أن حجم هذا الكوكب يساوي نصف حجم كوكب المشتري في نظامنا الشمسي، وأنه يدور حول نجمه بسرعة قصوى تبلغ ساعتين . وهذا يعني أن الكوكب يجب أن يكون قريباً جداً من شمسه .
وأعلن رئيس فريق الباحثين إن كثافة هذا الكوكب لا تقل عن كثافة البلاتين . ويعتقد العلماء أن الكوكب كان في الماضي شمساً هائلة وتحولت إلى قزم أبيض، وهي شموس تفقد 99،9 من حجمها حين تتحول إلى نجم نباض . ومن العشر المتبقي من هذه الشموس يتكون كربون وأوكسجين في شكل بلوري . والألماس ليس سوى كربون متبلور شديد الكثافة . لذا يعتقد العلماء أن القسم الأعظم من هذا الكوكب مكون من الألماس .
اكتشف فريق بحثي من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا تجمعاً للمياه يعد الأضخم في الكون ويبعد مسافة 30 تريليون ميل، وأشار العلماء إلى أن هذه المياه على هيئة بخار متكثف، ويفوق حجمها كمية المياه الموجودة في محيطات الكرة الأرضية مجتمعة بمعدل 140 تريليون مرة على الأقل، كما يفوق حجم الشمس بمعدل 100 ألف مرة .
ويعد هذا الجرم السماوي أكثر الأجسام لمعاناً في الكون، إلا أن ضوءه يستغرق 12 مليار سنة للوصول إلى الأرض نظراً لبعد المسافة . وأشار مات برادفورد رئيس فريق العلماء الذين تمكنوا من رصد الجرم إن البيئة المحيطة به فريدة من نوعها بحيث يمكن إنتاج تلك الكمية الهائلة من المياه، وهو دليل آخر على انتشار المياه في أرجاء الكون .
أرسل تعليقك