الهاتف الذكي يتحول إلى حاسوب عملاق بقدرات فائقة
آخر تحديث 23:06:11 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد أن نجح في تغيير العالم في غضون سنوات

الهاتف الذكي يتحول إلى حاسوب عملاق بقدرات فائقة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الهاتف الذكي يتحول إلى حاسوب عملاق بقدرات فائقة

الهاتف يتحول إلى حاسوب عملاق
أبو ظبي ـ سعيد المهيري

بزغ فجر الهواتف الذكية في كانون الثاني/ يناير 2007، عندما قدم ستيف جوبز في أحد اجتماعاته نموذجا للهاتف الذكي الذي تمخض عنه بعد ثماني سنوات من ذلك، طرح جهاز "الآي فون" الذي يجسد تقنية القرن الحادي والعشرين. ويأتي الاهتمام بالهواتف الذكية لانتشارها وسرعة مبيعاتها التي فاقت الهواتف المحمولة التقليدية، كما تجاوزت مبيعات "الكمبيوتر" الشخصي بنسبة واحد إلى أربعة، في حين يملك نصف البالغين هواتف ذكية اليوم، وهي النسبة التي سترتفع إلى 80% في حلول 2020.

وبدأت الهواتف الذكية، تتسلل إلى مناحي الحياة اليومية من أخبار وألعاب ورسائل وحتى التطبيقات التي ترشد السائق للموقع المطلوب. وكما حدث عند اختراع الساعة والسيارة، يبدو أن الهاتف الذكي سيثري الحياة ويعمل على تغيير جذري في الصناعات والمجتمعات.

وتنبع قوة التحول التي يمتلكها الهاتف الذكي من صغر حجمه وقوته على الاتصال، حيث مكنه الحجم، من التحول إلى كمبيوتر عملاق محمول داخل الجيوب. ويملك الهاتف حاليا قوة المعالجة التي كانت تتميز بها الكمبيوترات العملاقة في المنصرم، حيث يتميز حتى النموذج العادي بمقدرة حسابية لم تكن متوفرة لوكالة ناسا عندما أطلقت أول مركبة للقمر في 1969.

ونظرا لقلة تكلفة البيانات، فإن هذه المقدرة أصبحت متوفرة أثناء حركة الأشخاص اليومية، وانخفضت تكلفة الإرسال اللاسلكي لكل ميغا بايت، من 8 دولارات في 2005، إلى بضع سنتات اليوم، مع استمرار تراجع تلك التكلفة، وبينما لا يعرف "الكمبيوتر" الشخصي الكثير عن مستخدمه، أصبح الهاتف المحمول متنقلا معه ويعرف موقعه وزياراته لمواقع الشبكة والذين تحدث إليهم، والأبعد من ذلك حتى مستوى الصحة الذي يتمتع به الشخص.

ويعني مزيج الحجم وميزة الاتصال، تبادل المعرفة وتوسيع دائرتها على المستويين الرسمي والشخصي، ويعمل تطبيق أوبر على ربط أقرب سيارة بأقرب عميل ممكن بأجر أقل من سيارات الأجرة العادية، بينما تساعد مواقع الزواج على الربط بين الزوجين المحتملي، وفي المستقبل ربما يقترح الهاتف تغيير الوظيفة أو يعمل على حجز موعد مع طبيب القلب، قبل أن يدرك المستخدم شيئاً عن احتمال تفاقم حالته الصحية.

وكما هو الحال مع معظم التقنيات الأخرى، لا يخلو مستقبل الهاتف المحمول من القضايا المثيرة للقلق، ومع أن مشاكل مثل آلام الظهر الناجمة عن الانحناء لكتابة الرسائل، عابرة، إلا أن كثرة الاعتماد على الهاتف المحمول، أصبحت نوعا من الإدمان.

ويمكن للشركات جمع البيانات التي تحتاجها من خلال هذه الهواتف، التي تملك المقدرة على تنظيم حركة المرور ومكافحة الجريمة والسيطرة على الأمراض المعدية، وعلى الصعيد الاقتصادي، وجدت بعض الدراسات، أن كل عشرة هواتف إضافية مقابل 100 شخص، تساعد على زيادة معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد بنسبة تزيد على 1%، مثلا من خلال جذب الناس لعمليات الصرافة الإلكترونية.

ويعمل تطبيق أوبر في 55 دولة حول العالم، بينما يتعامل موقع "واتس آب" مع أكثر من 10 مليارات رسالة يوميا، وتشكل هذه الهواتف منصة مجانية لتطبيقات الشركات الناشئة، لتقوم بتجربة فكرة ما لتنشرها فيما بعد حول العالم في حالة قبولها، ما يعني إطلاق العنان لعمليات الابتكار على أوسع نطاق ممكن.

وكعادة التقنيات المؤثرة، التي كثيرا ما تصحبها أسئلة غاية في الصعوبة، لا يختلف الحال مع الهواتف الذكية. وفي غياب الحماية من عيون وآذان المتجسسين، ربما يحجم الناس عن استخدام هذه الأجهزة. ويترتب على المجتمعات ابتكار نظم جديدة من الحياة، وأن تتوصل الشركات لطرق تكفل لها الموازنة بين الخصوصية والربح، وتمكنت الهواتف المحمولة وفي غضون ثماني سنوات من تغيير العالم، الرحلة التي ربما لم تستنفد كامل عتادها بعد.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهاتف الذكي يتحول إلى حاسوب عملاق بقدرات فائقة الهاتف الذكي يتحول إلى حاسوب عملاق بقدرات فائقة



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates