البحرين ـ بنا
يقال ان انتقام المراة يكون بقدر حبها ، هذه المقوله دائما ما تتكرر في حياتنا اليومية ولكن لنترك عواطفنا جانبا وساحاول التحدث هنا بشكل منطقي ومتوازن عن انتقام المراة ،ففي البدء عن اي امراة نتحدث هنا هل هي المراة المتعلمة ، ام المراة العاملة ، ام ربة المنزل ، المطلقة ، الارملة ، المساء اليها ، عن اي امراة يتحدثون ، هل تعتبر المراة المدافعة عن حقوقها منتقمة ، ام تعتبر الام المدافعة عن ابنائها منتقمة ، ام من تواجه فساد الرجل وخيانته هي المنتقمة ، ان الانتقام صفة انسانية تعتبر في كثير من الاحيان ردة فعل لحدث ما ، وبين حقوق المراة واهانتها انسانيا ونفسيا نتوقع الكثير من ردود الافعال ، والتي تنعكس في كثير من الاحيان كردة فعل على نفسها وعلى ابنائها ، وحتى على مجتمعها المحيط .
قد يعتبر الكثيرون ان ما سبق هو امر متناقض فحق الدفاع عن الابناء وحق المطالبة بالحقوق الانسانية والشرعية امر متوقع ، ولكن من وجهة نظري يختلف عليه كثيرون في مجتعنا ، فعند البعض يعتبر كل ما سبق تهجم وانتقام من الرجل او ان المراة اصابها مس من الشيطان وهذه الاشكالية التي نقع فيها حين نتكلم بحسب اهوائنا ومعتقداتنا الشخصية ذلك أن دفاع المراة المعاصرة عن نفسها يختلف عن دفاعها في الماضي ، و أساليب البقاء قديماً تختلف عن أساليب البقاء حديثاً ، و ما حياتها النفسية و البيولوجية ألا صور من هذه الأساليب الدفاعية المتمحوره لحماية شخصيتها الانسانية وامومتها .
اذا ما هو المعقول في تصرفات المراة ، هل هو التجاهل والتسامح ؟ كثير ما يؤكد العاملون في المجال النفسي ان تجاهل بعض الاساءات الصغيرة يكون بمثابة اعلان عن قدرة الذات لدى الفرد وقوته ولكن دعونا لا ننسى هنا ما ذكر ( الاساءات الصغيرة ) ، الا ان المواجهة وحق الدفاع كذلك تعتبر من مظاهر النضج النفسي والاتزان العاطفي ومن المهم ان تكون المواجهة مدروسة ويمارس فيها التفكير الحر والاستدلال المنطقي وعدم التبرير الجدلي العاطفي .
ان تقدير الذات عند المراة ياتي من نفسها وشخصيتها فالرجل ليس مانح للذات قيمتها ولا نازعها , لكنه يساعد فى منحها خصوصية السعادة والامن والاستقرار ولكنه ليس مانحا تفضلا فهو يحصل على ذات الشئ ويحتاجه , وبالتالى فالتبادلية هى محور الأحتياج المتبادل , ولكن تظل الذاتية أحد مقومات الشخصية للمراة , لآن الشخصية تظل محكومة بما نروضها عليه من مكتسبات عقل أو ثقافة أو معلومات وسلوك وصلابة إرادة .
ويتم قياس ومعرفة حقيقة تقدير الذات عبر مرحلتين ، الأولى من خلال تقييم المرأة لنفسها دائماً وباستمرار بعد كل حديث أو موقف تمر به لتكتشف دوافعها لهذا التصرف وتقيم تصرفها قولاً وفعلاً، وبذلك تقف بوضوح على أوجه القصور والضعف وتعالجها فترتقي يوماً بعد يوم بمشاعرها وأفكاره وكلماتها وأفعالها وسلوكياتها.
و الثانية نفسية ووجدانية تتمثل في إحساسها بأهميتها وحواراتها ويتم ذل مهمة: في عدد من النواحي مثل الجمال والذكاء والمظهر العام والاستقامة الى جانب الإنجازات والنجاحات التي حققتها في الحياة في المجالات الدراسية المختلفة والاجتماعية والعلمية والعاطفي اضافة الى الشعور بالخصوصية والأهمية والجدارة والاحترام وبالقدرة على السيطرة على حياتها .
وعليه فإن تقدير الذات عند المرأة هو درجة شعورها بالرضا عن نفسها في عدة نواحي في مشاعرها وعواطفها وكيفية تكوينها وتوزيعها واهتماماتها وأفكارها ومستوى ونوع صداقاتها واستغلالها لوقتها وأعمالها وانجازاتها في الحياة وثقتها في إمكانياتها .
وختاما بالبداية أن الأحتياج متبادل والمنح تكافؤ , والوجدان الأنسانى دوما يبحث عن تعميق الأمان وليس الى ما يسمى بالانتقام .
السيكولجست : العنف ضد المراة ، العنف ضد الاطفال، العنف الاسري ، مهما اختلفت التسميات لدي الكثيرين فانها تصب في مجرى وحيدة اهانة كرامة المرأة وانسانيتها .
أرسل تعليقك