القاهرة -صوت الامارات
عتبر الولادة المبكرة أياً كان توقيتها من أهم المشاكل الصحية التي ينبغي الانتباه لها في خلال فترة الحمل ، سواء كان هناك احتمالية لحدوثها في هذا الحمل أو كان هناك تاريخ طبي لحدوثها في حمل سابق ، لذا نقدم لكم هذا الملف المتكامل عن كل ما يخص الولادة المبكرة المعروفة بشكل عام بولادة الشهر السابع . – البداية.. توضيحات ضرورية: كما ذكرنا في المقدمة فإن مصطلح الولادة المبكرة يعتبر أدق من الناحية العلمية من مصطلح ولادة الشهر السابع ، و كذلك فإن استخدام الشهور للتعبير عن توقيت الحمل يعتبر غير دقيق حيث انتشر من فترة طويلة في الأوساط الطبية استخدام أسابيع الحمل للتعبير عن فترة الحمل بشكل أدق و بنطاق زمني أصغر يسمح بدراسة التغيرات التي تحدث خلال الحمل من أسبوع لآخر . و يبقى أن نذكر هذه التوضيحات الأخيرة وذلك للمقارنة بين المصطلحات العامة و المصطلحات الطبية : 1 – ولادة الشهر السابع = الولادة المبكرة . 2 – الشهر السابع = حوالي 30 أسبوع من الحمل . 3 – الشهر الثامن = حوالي 35 أسبوع من الحمل . 4 – الشهر التاسع = حوالي 39 أسبوع من الحمل . 5 – الولادة في الموعد الطبيعي تحدث بين 38 – 40 أسبوع . – ولادة جنين في الشهر السابع : الولادة المبكرة هي حدوث انقباضات في الرحم منتظمة و مستمرة بما يكفي لحدوث ولادة قبل وصول نمو الجنين للأسبوع 37 ، و ذلك بدءاً من فترة قدرة الجنين على الحياة خارج الرحم و التي تكون في حدود 20 أسبوع . قبل 20 أسبوع يعتبر الأمر إجهاض و ليس ولادة مبكرة . بين 20 – 32 أسبوع يطلق مصطلح الولادة المبكرة للغاية على الحالة ، و تمثل حوالي 1.5% من أجمالي الولادات ، لكنها في نفس الوقت تؤدي لنسبة 50% من حالات الوفيات في المواليد . – عوامل خطورة الأسباب المؤدية للولادة في الشهر السابع : 1 – الحمل في أكثر من جنين ( توأم ) . 2 – وجود ولادة مبكرة في حمل سابق . 3 – العيوب الخلقية في تكوين الرحم . 4 – تأخر نمو الجنين عن الطبيعي . 5 – وجود المشيمة في موقع غير طبيعي داخل الرحم . 6 – انفصال المشيمة المبكر. 7 – التمزق المبكر للأغشية الجنينية و نزول ماء الجنين . 8 – الحمل في سن المراهقة . 9 – وجود عيوب خلقية أو خلل كروموسومي في الجنين . 10 – اللجوء لعمليات إجهاض مقصودة بشكل متكرر . 11 – حدوث حمل في غضون 4 شهور فقط من ولادة سابقة . – ما هي مسببات الولادة في الشهر السابع : 1 – سوء التغذية و الوزن المنخفض . 2 – الأنيميا الشديدة . 3 – التدخين . 4 – إدمان المخدرات و الكحول . 5 – أمراض القلب . 6 – أمراض ضغط الدم أثناء الحمل . 7 – التعرض لحوادث عنف و صدمات جسدية . 8 – التعرض لعدوى في الجهاز التناسلي تصل للجنين بسبب عدم علاجها بشكل ملائم . 9 – التعرض لتسمم دموي عام في الجسم . 10 – حدوث تهيج في الغشاء البريتوني المحيط بتجويف البطن بسبب قرحة متقدمة بالمعدة أو التهاب بالزائدة الدودية . 11 – عدم الحصول على متابعة طبية منتظمة من بداية الحمل . – ما هي أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع ؟ 1 – بدء انقباضات الرحم المبكرة : تتسم هذه الانقباضات بكونها منتظمة و مستمرة بفواصل زمنية تتناقص مع الوقت ، و غالباً ما يتم وصفها كشعور بالانقباض في البطن يحدث بشكل متكرر . 2 – الألم : الألم يظهر في صورة نقح مستمر و منخفض الشدة في منطقة الظهر على وجه الخصوص ، و يكون مصحوب بشعور ثقل في منطقة الحوض في الجزء السفلي من تجويف البطن . 3 – الإفرازات المهبلية : ينبغي الانتباه لطبيعة الإفرازات المهبلية حتى يمكن وصفها بشكل دقيق للطبيب بمجرد الوصول للمستشفى ، و تنقسم إلى : * نقط من الدم الخفيف . * نزيف دموي شديد . * إفرازات غير دموية خفيفة . * اندفاع كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة . 4 – أعراض أخرى : تشمل هذه المجموعة الأعراض الخاصة باضطراب الحالة الجسدية العامة ، و تشمل : * تقلصات البطن . * الغثيان و القيء . * الإسهال . * ارتفاع الحرارية . – ما هي مخاطر الولادة في الشهر السابع ؟ تتمثل مشاكل الولادة المبكرة بشكل عام في المبدأ البسيط القائل بأن ولادة الطفل قبل موعده تعني ضمنياً عدم اكتمال نموه الجسدي بعد ، مما يجعل الطفل المولود مبكراً عرضة للمشاكل الصحية و المضاعفات بمعدلات أعلى من نظرائه من الأطفال المولودين في موعدهم الطبيعي . و من أهم المشاكل الصحية التي تم التعرف عليها كعوامل ذات احتمالات أعلى في هؤلاء الأطفال : 1 – مشاكل النمو و التطور . 2 – أمراض الرئة . 3 – المناعة الضعيفة . 4 – مشاكل الرؤية و السمع . 5 – ضعف البنية الجسدية تجعل الطفل معرض بشكل أكبر لإصابات الولادة . 6 – يحتاج الطفل لعناية أكبر و أطول في حضانات حديثي الولادة المتقدمة . – هل ولادة الشهر الثامن أخطر من ولادة السابع ؟ هذا المعتقد الخاطئ مرتبط بالمصطلح الخاطئ الذي حرصاً على تصحيحه في بداية المقال و هو مصطلح ولادة الشهر السابع ، و الذي تصحيحه هو مصطلح الولادة المبكرة الأوسع و الاشمل . على أساس المصطلح الجديد الصحيح علمياً يكون من الواضح أن المعتقد الشائع بكون ولادة الشهر الثامن أخطر من ولادة الشهر السابع هو معتقد غير صحيح و غير منطقي ؛ حيث أن كل ساعة و كل يوم للجنين داخل رحم أمه تكون غالباً مفيدة له و تمنحه فرص أكبر في النجاة . – الوقاية من الولادة المبكرة في الشهر السابع : تتمثل الخطوط الأساسية للوقاية من الولادة المبكرة في حد ذاتها أو مضاعفاتها حال حدوثها في التالي : 1 – متابعة الحمل المنتظمة : تتمثل أهميتها في إعطاء فرصة أكبر للتنبؤ باحتمالات حدوث الولادة المبكرة ، و بالتالي يمكن التعامل معها وقائياً بشكل مبكر . 2 – التاريخ الصحي الدقيق : يمثل إعطاء الطبيب المتابع للحمل تاريخ صحي دقيق عن المشاكل الصحية المزمنة ، و المضاعفات الخاصة بأي محاولات سابقة للحمل عنصر أساسي في تمكين الطبيب من رؤية فرصة حدوث ولادة مبكرة بشكل حقيقي . 3 – الحالة الصحية العامة : يمثل الحفاظ على حالة صحية عامة من ناحية التغذية و الوزن الصحي عنصر أساسي في تقليل مخاطر حدوث ولادة مبكرة . 4 – الابتعاد عن التدخين : يمثل الابتعاد عن التدخين سواء كان تدخين مباشر أو تدخين سلبي عنصر وقاية لا غنى عنه للسيدات الحوامل المعرضات لخطر الولادة المبكرة . بالإضافة للابتعاد تماماً عن الكحوليات و المواد المخدرة . 5 – الانتباه لعلامات الولادة المبكرة : يمثل الانتباه لعلامات الولادة المبكرة و أعراضها السابق ذكرها عنصر مساعد على سرعة التدخل الطبي . 6 – الراحة : يمثل الحصول على راحة كافية و تجنب الإرهاق الزائد سواء في العمل أو في المنزل عامل أساسي في الحماية من خطر الولادة المبكرة . 7 – ترك فترة كافية بين الحمل و الأخر : كما ذكرنا في عوامل الخطورة أن حدوث حمل في غضون أربعة أشهر من الولادة السابقة تعزز فرصة حدوث ولادة مبكرة ؛ لذا يجب الحرص على ترك فترة زمنية كافية بين الحمل و الآخر . 8 – تجنب الزواج المبكر : يمثل الحمل في فترة المراهقة عنصر خطورة لحدوث الولادة المبكرة ؛ لذا يجب الحرص على عدم تزويج الفتيات في سن صغيرة قبل اكتمال نموهن الجسدي ، بما يجنبهن مخاطر الولادة المبكرة ضمن العديد من المخاطر الأخرى المرتبطة بالحمل في سن صغيرة . – الحلول الطبية للولادة المبكرة في الشهر السابع : تتدرج أهداف التدخل الطبي في حالة الولادة المبكرة وفقاً للمراحل و الأولويات التالية : 1 – الأولوية الأولى : منع حدوث الولادة المبكرة من الأساس : * التعرف المبكر على عوامل الخطورة . * التدخل الدوائي الوقائي المبكر لتثبيت الحمل . * المتابعة الدورية المنتظمة . 2 – الأولوية الثانية : إيقاف الولادة المبكرة في بدايتها : تهدف هذه المرحلة إلى العمل من خلال الأدوية المثبطة لانقباضات الرحم على إيقاف انقباضات الرحم و بالتالي تأخير الولادة المبكرة لأكبر قدر زمني ممكن . الهدف الأولى في هذه المرحلة هو تأخير الولادة لنهاية الأسبوع 34 ؛ حيث تقل احتمالات حدوث المضاعفات للمولود بنسبة كبيرة . 3 – الأولوية الثالثة : تأخير الولادة المبكرة قدر الإمكان : في حال فشل التدخل العلاجي الهادف لإيقاف عملية الولادة المبكرة ، يبدأ العمل على تعطيل عملية الولادة المبكرة لأكبر عدد ساعات ممكن بهدف إعطاء الجنين فرصة للحصول على أدوية الكورتيزون التي تسرع نمو الرئة قبل الولادة ، و التي تتطلب كورس في حدود 24 ساعة . هكذا يتضح لنا كيف أن حرص السيدات الراغبات في الحمل على حالة جسدية عامة جيدة من خلال التغذية السليمة و الرياضة التي تضمن وزن صحي بالإضافة للمتابعة الدورية المنتظمة أثناء الحمل و الانتباه لعلامات الخطر المبكرة ، كيف أن كل ذلك يضمن قدر كبير من الوقاية بإذن الله من مخاطر الولادة المبكرة سواء كانت في الشهر السابع أو غيره من شهور الحمل .
أرسل تعليقك