وزينة الحياة الدنيا المال والبنون. فأما المال وإن أسعد النفوس وسعت لها إلا ويبقى في النفس -على قدر غناها- شوق للبنين وميل له ورحمة شوق يجعلها تسعى له أكثر من أي سعي مضت له… شوق يدفعه الأمل وتحركه المحبة…شوق قد يصير عشقاً يأسر صاحبه خاصة وإن جنى أكثر مما توقع فبدلاً من أن ينتظر طفلاً صار ينتظر توأم .
وتتضاعف الفرحة مع اقتراب موعد اللقاء وتتسارع ضربات القلب وكأنها تسابق عقارب الساعة في الوصول، وليس أصعب على النفس بعد الانتظار من الخيبة في اللقاء أو لقاء فرحته منقوصه بوصول أحد التوائم دون الآخر فأين إذاً ذهب الآخر؟ هذا ما سنناقشه في عرضنا للملف الكامل عن التوائم .
كيفية حدوث حمل التوائم؟ حمل التوائم ينشأ من طريقتين: الطريقة الأولى : هي إنتاج المبيض لأكثر من بويضة في نفس الشهر يتم تخصيبهم بحيوانات منوية مختلفة مما يؤدي إلى احتمالية اختلاف نوع الجنين (ذكر وأنثى أو ربما من نفس النوع يحدد هذا الأمر الحيوان المنوي المخصب للبويضة )وينشأ التوأم الغير متماثل (الغير متشابه-المختلف).
والطريقة الثانية : هي تلقيح بويضة واحدة بحيوان منوي واحد ثم انقسام البويضة إلى قسمين ومن هنا نستنتج أن احتمالية اختلاف نوع الجنين غير واردة لأن المصدر واحد (بويضة واحدة وحيوان منوي واحد لذلك الجنس واحد ذكر أو أنثى وعليه ينشأ التوأم المتماثل المتشابه). جدير بالذكر هنا أن التوائم إشارة إلى وجود أكثر من جنين وليس بالضرورة أن يكون عدد الأجنة اثنان بل من الممكن أن يكون ثلاث توائم أو أربعة أو يزيد حسب عدد البويضات المنشطة التي أنتجها المبيض أو حسب انقسام البويضة.
وبعد انتشار استعمال أدوية منشطات الحمل والتبويض ارتفعت نسبة حدوث التوائم بكثير. أنواع التوائم ونسبة حدوثها: كما ذكرنا من قبل في كيفية حدوث حمل التوائم فإن النوع يحدده المنشأ بمعنى أن التوأم المختلف (الغير متماثل) والناتج عن تخصيب بويضتين مختلفتين من حيوانين منويين مختلفين يكون توأم مختلف في كل شئ بدءً من المشيمة وحتى الشكل والجنس (لكل منهما مشيمة خاصة وكيس امنيوني خاص وشكل خاص وربما جنس مختلف) ونسبة حدوث هذا النوع تقدر فى اليابان 6 من 1000 مولود، وفى أفريقيا أكثر من 20 من 1000 مولود. كما أن ⅔ توائم العالم هم من نوع التوأم المختلف . أما عن النوع الآخر (المتماثل) والناتج من انقسام بويضة مخصبة واحدة فنسبته موحدة حول العالم حوالى 3 من 1000 مولود.
⅓ توائم العالم من نوع التوأم المتماثل (ويندرج تحت هذا النوع عدة أنواع يحددها توقيت الانقسام بمعنى أنه إذا تم الانقسام في اليوم الثالث يؤدي إلى توأمين لهما كيسين مختلفين ومشيمتين مختلفتين وإذا تم الانقسام في اليوم الرابع إلى اليوم السابع يتكون توأمين لهما نفس المشيمة ولكل منهما كيس مختلف وإذا حدث الانقسام في اليوم الثامن إلى اليوم الثالث عشر يتكون توأمين لهما نفس المشيمة ونفس الكيس أما إذا حدث الانقسام بعد اليوم الثالث عشر ينشأ التوأم المتلاصق).
وجب التنويه أن النسب المذكورة أعلاه زادت كثيراً بعد انتشار استخدام منشطات التبويض والحمل. كيف أعرف أنني حامل بتوأم: غالباً ما يبدأ الشك في الحمل بتوأم مع ملاحظة كبر حجم الرحم عن المعتاد وهذه الزّيادة في حجم الرّحم تُعرف من خلال الطّبيب المعالج؛ حيث يخبر الطبيب الحامل بتوأم ذلك، ولكن هذه الزّيادة لا تعني بشكلٍ قطعيّ وجود التوأم إنّما قد تكون علامةً ليس أكثر..
وقد يلاحظ أيضاً الزّيادة في عدد ضربات القلب، وهذا بسبب التعب الزّائد، وفي حالة الحمل بتوأم تزداد هذه الضربات اطّرادياً مع التعب والإرهاق المتواصلين جراء حدوث الحمل كذلك قد يلاحظ الزيادة في حركة الجنين فعندما يكون هذا الحمل ليس الأوّل فحتماً ستشعر الحامل (في حال وجود توأم) بأنّ حركة الجنين في تزايد، وذلك بسبب تحرّك جنينين اثنين في آنٍ واحد فتشعر الحامل بإزديادٍ في الشّعور بهذه الحركة.
ومع هذا كله نلاحظ الزّيادة في أعراض الحمل وهذه الأعراض يمكن أن تكون مثلاً: القيء الزّائد والمستمر، وآلام الصّباح، وحدوث الانتفاخ، وعسر الهضم، والتّعب والإرهاق في جميع أنحاء الجسم، وعلى الرّغم من أنّ هذه الأعراض تفيد بوجود توأم فإنّها قد تكون أيضاً أعراضاً لحملٍ طبيعيّ ويكون معه زيادة مفرطة في الوزن خاصّةً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ففي هذه الأشهر تطرأ زيادة في الوزن بصورةٍ سريعة وملحوظة أكثر من الحمل بمولود واحد.
وننوّه هنا إلى أنّ جميع الأعراض الّتي قمنا بذكرها لا تدلّ بشكلٍ قطعي على الحمل بتوأم لذلك لا يتم التأكد من الحمل بتوأم إلا عن طريق الطبيب المتابع والذي يؤكد تشخيصه عن طريق السونار …. ماهى المخاطر والمضاعفات المحتملة التي قد تتعرض لها الأم الحامل لتوأم؟ للحمل التوائم مشاكل عديدة على الأم والجنين فأما عن المخاطر التي تتعرض لها الأم فهي: -زيادة معدلات الاجهاض وفقد الجنين.
الولادة المبكرة ((تعتبر من أشهر المشاكل التي تتعرض لها الحامل بتوأم)) -ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل الاصابة بتسمم الحمل -انفصال المشيمة المفاجئ -الولادة المتعسرة أو المطولة –نزيف ما بعد الولادة -انفجار كيس السائل الأمنيوني المبكر وازدياد معدلات العدوى البكتيرية.
وعلى صعيد المشاكل التي يتعرض لها الجنين فهي: -مشاكل الولادة المبكر والعيوب الخلقية وفقد الجنين -نمو الجنين المحدود فلا ينمو أحد الطفلين أو كلاهما بالمعدل المطلوب مما يؤدي إلى مضاعفات أثناء الولادة -ازدياد معدل حدوث التوائم الملتصقة -ازدياد معدل الإصابة بالتشوهات الجنينية (كأن يكون أحد التوأم حامل في أخيه أو أن يكون جزء من أحد التوائم متطفل على أخيه وملتصق فيه)
متلازمة تحويل التوأم: عندما يشارك أحد الطفلين التوأم أخاه أو أخته في الدم الذي يتلقاه وهي من المضاعفات النادرة التي تعتبر خطيرة في بعض حالات الحمل بتوائم متماثلة(( يتلقى أحد التوأم (المتلقي) الكثير من الدم، في حين يتلقى الآخر (المانح) القليل جداً منه)) حتى وقت قريب، كانت الحالات الحادة تؤدي إلى وفاة كلا الطفلين.
أما في الوقت الحالي، فقد ارتفعت كثيراً معدلات البقاء على قيد الحياة بفضل الاكتشاف المبكر والعلاج بالليزر أيضاً، والذي يتم في مستشفيات قليلة متخصصة في هذا الإجراء… وهذه المخاطر والمضاعفات قد تكون وراء ولادة الحامل بتوأم لمولود واحد نصائح على الحامل بتوأم اتباعها: -الراحة وتقليل الأنشطة البدنية والعمل والسفر.
المتابعة المستمرة والمنتظمة مع الطبيب المعالج. -الحرص على تناول الأطعمة المغذية وأخذ الحديد والكالسيوم والفيتامينات بصورة منتظمة. -المتابعة الطبية المستمرة للكشف عن الأمراض المصاحبة للحمل كالضغط والسكر. الاستعداد للولادة القيصرية والتي تعتبر الأنسب لها بالتنسيق مع الطبيب المعالج. وأخيراً فإن كل ما ينعم الله به علينا يتطلب منا الاهتمام للحفاظ عليه لدوامه واستمراريته وأن يمنّ الله على عباده بزينة الحياة الدنيا لأكبر النعم وهذا يستوجب علينا الاهتمام والمتابعة مع الأطباء المختصين لتفادي أي مخاطر أو مضاعفات محتملة.
أرسل تعليقك