القاهرة ـ صوت الإمارات
قد يعبر بعض الأطفال عن غضبهم – بل أحيانًا عن فرحهم – بالركل والعض والضرب. وهي وسيلة للتعبير أيضًا عن رغبة في لفت انتباه الكبار وخاصة الأبوين له.
وقد يمارس هذا السلوك العنيف مع إخوته أو مع أبويه أو مع أصدقائه. وفي الغالب فإن تلك النوبات تسبقها نوبات أولى عندما كان الطفل أصغر سنًا فربما يكون قد اعتاد على رمي نفسه أرضًا أو الصراخ أو ما إلى ذلك.
(اقرأى أيضاً: أولادنا و العنف و الألفاظ البذيئة)
يجب عليك أولًا الانتباه جيدًا والتصرف مع الطفل فور بداية ظهور هذه الطريقة، لا تؤجلي ولا تنتظري التعامل معها حتى لا تصبح عادة يصعب. وعليك استشارة طبيب نفسي للأطفال إن لزم الأمر.
أشعري الطفل باهتمامك وحنانك وحبك على الدوام.
لا تعودي نفسك على الصراخ والضرب أبدًا لأنها عادات تسيء له ولا تفيدك في تربيته كما أنه يلتقطها منك.
كوني حازمة لكن هادئة.
اهتمامك له بالغ الأهمية عندما يروي لك شيئًا أو يخبرك كم هو ذكي أو كيف استطاع رسم صورة جميلة أو بناء شكل رائع من المكعبات.
أفرغي له وقتًا محددًا تجلسان فيه معًا ليكون هو محور اهتمامك ليس الطعام ولا اللاب توب ولا عملك في المنزل ولا التلفاز وليكن ساعة أو نصف ساعة يوميًا وكذلك والده حتى لو أسبوعيًا.
أثني عليه وشجعيه عندما يتصرف جيدًا ولا يستخدم السلوك العنيف.
لا تشعريه أنك تعطيه الانتباه والاهتمام عندما يفعل ذلك. تجاهليه تمامًا. إذا كان عدوانه يقع على طفل آخر، أنقذي هذا الآخر ولا تنظري له مطلقًا. فالأطفال في هذا السن لا يفهم سوى أنه استطاع لفت انتباهك حتى ولو بطريق السلوك السيء.
احترميه ولا تنتقديه كثيرًا أو تتحدثي عنه بسوء أمام والده بعد عودته من العمل أو أمام صديقاتك. أثني عليه، ولا تسخري منه.
لا تقارنيه بأحد من إخوته أو أبناء صديقاتك فأحيانًا تبدأ المأساة كلها من هنا.
لا تنهريه عند السؤال حتى وإن كان متكررًا ودقيقًا فهذه طبيعة سن، واطلبي منه تأجيل الأمر إن كنت لا تستطيعين الرد أو لا تجدي إجابة مناسبة.
لا تسخري من مشاعر غضبه أو حزنه أو فرحه
لا تسخري من طريقة نطقه خاصة لو فيها مشكلة مثل التهتهة
احترمي أشياؤه ولا تأخذي منها شيئًا قبل الاستئذان – أراك تبتسمين – هكذا تستطيعين تربية الخصال الحميدة فيه وتنشئيه صاحب كرامة وشخصية.
لا تسخري من شكله ولا تقارني بينه وبين أخيه الأوسم أو بينها وبين شقيقتها الأجمل
اشرحي لم عليه أن يكف عن سلوك ما. الممنوع مرغوب خاصة بدون فهم
لا تقاطعي حديثه
لا تلجئي للخصام
لا تنتقديه وإنما انتقدي السلوك، فلا تقولي أنت مزعج ولكن قولي الصوت العالي متعب للأعصاب. لا تقولي أنت مهمل ولكن قولي لم لا ترتب حجرتك.
(اقرأى أيضاً: أفضل الطرق لفض و تهدئة الاشتباكات و الصراخ بين الأخوة)
هذه هي السلوكيات العامة، لكن ماذا أفعل إن بدأ هذا السلوك:
لو كانت عدوانيته على نفسه كرمي على الأرض أو ذلك فتجاهليه وابتعدي عنه وراقبيه حتى لا يؤذي نفسه لكن لا تشعريه بذلك
لو كانت عدوانيته على غيره من الأطفال أنقذي الصغار منه وابتعدي عنه، فإن استمر في ملاحقتك فيمكن أن تطلبي منه الدخول لغرفته والتفكير بهدوء ويمكن إجباره على ذلك دون ضرب وإنما بحزم
لو كانت عدوانيته عليك، ابتعدي عنه فإن استمر في ملاحقتك فافعلي كما فعل ولا تردي على كلماتك أبدًا في وسط النوبة
إن جاء واعتذر ولم يكرر السلوك، وإلا يمكنك تجاهل الموقف إن كان للمرة الأولى أو الثانية.
بعد المرة الثالثة، خاصميه فترة وعلى الأب أن يشترك في معالجة الأمر فإن عاد يسأله "ماما زعلانة منك ليه" وهكذا
ناقشيه هل سسيغضب إن ضربتيه فلو قال نعم قولي فلمَ علي أنا ألا أغضب وهكذا
لا تظني أن المناقشة لا تصلح مع الصغير، يمكنك إجراء مناقشة مع ابنك منذ منتصف عامه الثاني "عام ونصف"
عوديه على فكرة الانعزال عند الغضب في مكان آخر والتفكير لكن لا تسميها بمسميات سيئة مثل Nutty Chair كرسي الأشقياء أو المشاغبين وغير ذلك، فبعد فترة سيرفض أصلًا مجاراتك بينما لو كان مجرد السلوك للتفكير وأنت تفعلي مثله فسيستجيب.
(اقرأى أيضاً: كيف تتعاملين مع الطفل المتذمر دائماً)
إن تعاملك مع صغيرك منذ البداية بطريقة سليمة، يرسم لكما طريقًا جيدًا معًا ويساعدك كثيرًا في تنشئته وتأكدي أن التربية كالشجرة ما تزرعينه ستحصدينه بعد حين فتعهديها من البداية بالاهتمام والرعاية والصبر واللطف لتنتج شجرة وارفة ظليلة مفيدة لك وللمجتمع.
أرسل تعليقك