الثامنة مساءاً.. غداً يوم دراسي.. ويوسف ذو الثماني سنوات يلعب «الفيفا» على «البلاي ستاشين»، تدخل أمه وبرفق تخبره أنه حان وقت النوم.. فيقول: «ولكني أريد اللعب يا ماما أرجوكي»، توافق ماما وتتركه ينهي لعبته، تمر ساعتان ولم تنتهي اللعبة، يوسف «مصحصح» ويلعب وماما محبطة وتصرخ في يوسف «اذهب للنوم حالا».
يوسف الثائر يظل لساعة أخرى في السرير مستيقظاً، حتى استغرق تماماً في النوم، وكما هو متوقع.. ففي صباح اليوم التالي عانى يوسف حتى استيقظ من النوم، وذهب إلى المدرسة متعباً وتركيزة مشوش.
هل هذا الموقف مألوفا لكِ؟ هل تعانين من محاولة إقناع أطفالك بأهمية النوم.. وأنهم يجب أن يناموا مبكراً حتى يستيقظوا مبكراً؟
الأطفال من سن 5 إلى 12 سنة يحتاجون من 10 إلى 11 ساعة نوم، في الحقيقة الكثير من الأطفال نادراً ما يناموا تلك الفترة، فقد أثبتت دراسة استرالية أن الأداء الأكاديمي والتحصيل الضعيف، وارتفاع فرصة الإصابة بالسمنة، وارتفاع معدلات الإدمان وإصابات أخرى، كلها لها علاقة باضطرابات النوم
كيف نقنع أطفالنا بالنوم مبكراً؟
1 - ميعاد النوم
حددي موعد للنوم والتزموا به، احسبي 11 أو 12 ساعة قبل الاستيقاظ للمدرسة، التزمي بذلك الميعاد يومياً.. أي حتى في أيام الإجازة فيصبح النوم في وقت محدد سواء كان هناك مدرسة أو لا، إذا ما أبدوا أطفالك اعتراضهم، تكلمي معهم عن أهمية النوم وتأثيرة على حياتهم، اعطي لهم فرصة أيضاً 10 دقائق بعد الميعاد كي يقرأوا، أو يستمعوا إلى الموسيقى فقط في السرير.
2 - ضعي روتين
تذكري عندما كان طفلك صغيراً حينما كنتِ تضعيه في مهده، وتقرأي له قصة ثم يخلد إلى النوم، ذلك الروتين كان مهماً حينها ويظل مهماً للآن، بالطبع في سنه الآن لن تعطيه اللهاية «التيتينة»، لكن ابقي على الروتين، الأطفال سيتعلمون بالمثابرة والتكرار أن يناموا في ذلك الوقت، الروتين قد يكون حمام دافيء، أو قراءة قصة أو دردشة مع ماما أو صلاة، لكن احرصي على أن لا يستغرق الروتين أكثر من 45 دقيقة، وأن لا يكون محاكاة للنوم نفسه
3 - التمارين الرياضية
تعلمين أن النوم المبكر والاستيقاظ المبكر يكسبان المرء صحة وثراء وحكمة، جزء الصحة هنا سيأتي من التمرينات الرياضية، احرصي على أن تقوم ابنتك بالتمرينات الرياضية على الأقل لمدة 30 دقيقة في اليوم، لتشغيل عضلاتها وتحضرها للنوم ليلاً.
4 - ابتعدي عن الكافايين في المشروبات قبل النوم
وذلك أيضا للبالغين، وستندهشين من كمية الكافيين المضافة للأكل الجاهز في أيامنا هذه، عموما الكافيين والسكر يتسببان في زيادة الحركة، لذا يجب تجنبهم قبل النوم بساعتين
5- بعض الهدوء قبل النوم
الكثير من الأهالي يتركون أبنائهم يشاهدون التليفزيون ليلاً قليلاً حتى ميعاد النوم ليهدئوا، لكن أثبتت الدراسات أن مشاهدة التليفزيون للأطفال ليلاً تؤرق الطفل، وقد ينتج عنها الكوابيس ومشاكل في النوم، التزمي بأن لا مشاهدة للتليفزيون قبل النوم على الأقل بساعة، وشجعي طفلك أن يقوم بنشاط أخر يساعد على الاسترخاء والراحة، مثل القراءة أو اللعب بالمكعبات أو الاستماع للموسيقى، وبالطبع تمنعي دخول التليفزيون غرفة طفلك.
6- التواصل
مع الانشغال اليومي الذي قد يصل لحد الجنون.. يصبح صعب أن نقضي وقتاً جيداً مع أبنائنا، فترة الهدوء قبل النوم تكون أفضل وقت لتتواصلي أنتِ وطفلك، تكلمي معه عما إذا كان هناك شيئاً يقلقه أو يخيفه، وكيف كان يومه، وما أماله للمستقبل، ساعدي طفلك أن يخرج ما بداخله من أفكار وضغوط قبل النوم، ذلك التواصل سيقرب بينكما وسيجعلك تتخطين مرحلة المراهقة بشكل أسهل فيما بعد.
7 - اطردي العفاريت
وكما هو مهم أن تكوني حازمة بشأن ميعاد النوم، لا تتجاهلي أي مخاوف أو كوابيس يخشاها طفلك، تكلمي معه عن مخاوفه وناقشيه كيف يتغلب عليها، هل هو خائف من الظلام؟.. فإضاءة ليلية خافتة ستفي بالغرض، هل تنتابه الكوابيس؟.. عانقيه وهدئي من روعه وابقي معه حتى ينام مرة أخرى.
إذا تكررت الأحلام المزعجة، ابحثي عن السبب ورائها، هل هناك أي تغير كبير في حياة طفلك؟ هل هناك ما يسبب له القلق نهاراً؟ هل الدراسة؟ هل الأصدقاء؟.. تحدثي مع طفلك عن كل ما يقلقه وطمأنيه كلما أمكن..
أرسل تعليقك