القاهرة ـ صوت الإمارات
معظم الأمهات المرضعات يمررن بمراحل يتساءلن خلالها عما إن كان ما لديهن من حليب يعد كافيا لمواليدهن أم لا. ويبرز هذا التساؤل في معظم الأحيان عندما لا يشعرن بامتلاء في الثدي أو عند توقف تسرب الحليب من حلمته. غير أن الأمرين يدلان في الحقيقة على أن جسم الأم المرضعة قد بدأ يتأقلم مع متطلبات المولود. كما أنهما قد يدلان على أن المولود يمر بانطلاقة في النمو، ما يجعله يحتاج لكميات من الحليب تزيد عن المعتاد. فزيادة تكرار حاجته للرضاعة تجعل الثدي أقل امتلاء من ذي قبل.
يذكر أن هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى انخفاض إدرار الحليب لدى الأم، وذلك رغم ندرة هذه الحالة. وتتضمن هذه الأسباب ما يلي:
انتظار مدة طويلة بعد الولادة لبدء الإرضاع. -عدم إرضاع المولود بالتكرار الكافي، الأمر الذي قد يحدث نتيجة لأسباب متعددة، منها الشعور بألم في حلمة الثدي عند الإرضاع. -استخدام أدوية معينة، منها حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين. -وجود مرض معين، فكميات الحليب قد تكون قليلة لدى النساء المصابات بأمراض بيولوجية أو جسدية، منها الاضطرابات الهرمونية. -التعرض لعملية جراحية في الثدي.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم أسباب عدم حصول المولود على كميات كافية من الحليب لا تكون ناجمة عن عدم قدرة الأم على إدرار الحليب، وإنما تنجم عن الأسلوب أو الطريقة التي يحصل المولود من خلالها عليه، كاتجاه المولود عند الرضاعة، ذلك بأن معظم الأمهات ينتجن ما نسبته 30% من الحليب زيادة عما يحتاجه مواليدهن.
أما عن تأثيرات عدم حصول المولود على كميات كافية من الحليب، فهي تتضمن الفشل في اكتساب الوزن. فإن كان المولود دائما بحاجة إلى الرضاعة زيادة عما يحصل عليه، فعندها قد يكون مصابا بهذه الحالة التي تثبط النمو الجسدي والعقلي. لذلك، فيجب اللجوء للطبيب إن كان وزن المولود يتناقص أو لا يزداد.
ويذكر أن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن المولود يحصل على كميات كافية من الحليب، منها ما يلي:
تزداد أوزان المواليد الذين يحصلون على تغذية كافية نحو 24 غراما يوميا في الأشهر الثلاثة الأولى من حياتهم. كما وتزداد أوزانهم نحو 12 غراما يوميا بداية من شهرهم الثالث إلى السادس. ويذكر أن المواليد عادة ما يفقدون بعضا من أوزانهم خلال الأيام الأولى من حياتهم، إلا أنهم يسترجعونها مع الزيادة اليومية لأوزانهم، إذ يجب أن يعود المولود إلى وزنه الذي ولد فيه خلال الأيام 1-14 من حياته. وتعد زيادة وزن المولود الدليل الأقوى على أنه يحصل على كميات كافية من الحليب.
خلال الشهر الأول من حياة المولود، يقوم بالإخراج ثلاث مرات على الأقل في اليوم الواحد. أما بعد انقضاء الشهر الأول، فإن خروجه يصبح أقل تكرارا. فبعض المواليد قد يمر عليهم يوم أو يومان من دون إخراج.
حصول المولود على الرضعات بشكل متكرر، ما قد يصل إلى ثمان رضعات على الأقل في اليوم الواحد.
سماع صوت الطفل وهو يبتلع الحليب أثناء الرضاعة أو رؤية الحليب على جوانب فمه. -ظهور المولود صحيا ونشيطا.
قيام المولود بتبليل 7-8 حفاضات قماشية يوميا أو 5-6 حفاضات تستخدم لمرة واحدة ويتم التخلص منها، ذلك بأن الحفاضات الأخيرة أكثر قدرة على الامتصاص مقارنة بالحفاضات القماشية، ما يؤدي إلى صعوبة الانتباه لها حين تبللها. ومن الجدير بالذكر أن الحفاضات المبتلة لا يمكن أن تقوم وحدها بتحديد ما إن كان المولود يحصل على كميات كافية من الحليب أم لا. فالمولود المصاب بالجفاف يستطيع تبليل حفاضاته. أما أفضل الطرق لمعرفة ما إن كان الطفل يحصل على كميات كافية من الحليب أم لا فهي متابعة وزنه أولا وإخراجه ثانيا.
[اقرأي أيضا: أطعمة مفيدة وصحية للرضاعة الطبيعية]
لزيادة مستويات الحليب لدى الأمهات، ينصح القيام بما يلي:
ابدئي بإرضاع مولودك بأسرع وقت ممكن. فإن قمت باحتضانه بعد الولادة، فإنه قد يبدأ بالرضاعة من ثديك في الساعة الأولى من قدومه إلى العالم.
قومي بإرضاعه بشكل متكرر خلال الأسابيع الأولى بعد ولادته، وذلك كل 2-3 ساعات على مدار الساعة، حيث أن التقليل عن ذلك يقلل من إدرار الحليب لديك. أما الإرضاع المتكرر، فهو يحفز على إنتاج حليب أكثر.
كوني منتبهة للمشاكل التي قد تحدث أثناء الرضاعة، فعلى سبيل المثال، ليست مشكلة بأن يقوم المولود بالرضاعة من ثدي واحد في رضعة واحدة. أما إن استمر على هذا الحال، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيض إدرار الحليب لديك.
قومي، بالتعاون مع طبيبتك، بإيجاد موضع معين للمولود ليتمكن وهو فيه بالرضاعة بسهولة.
استخدمي الأدوية بحرص، فهناك أدوية معينة تقلل من إدرار الحليب، منها ما يحتوي على مادة السيودوئيفيدرين. كما وأن طبيبتك قد تنصحك بعدم استخدام أدوية هرمونية معينة إلا بعد فطام المولود.
استخدمي الاعشاب المعروفة بقدرتها على زيادة إدرار الحليب، وذلك بعد استشارة طبيبتك. -تجنبي التدخين وكل ما يحتوي على مادة النيكوتين (التبغين)، فهو يقلل من إدرار الحليب
لا تقومي بتحديد أوقات لإرضاع مولودك، بل أرضعيه عندما تظهر عليه علامات الشعور بالجوع.
أيقظيه ليلا لإرضاعه، فالرضاعة الليلية تعزز من إدرار الحليب. -لا تنامي على بطنك. -اشربي الكثير من الماء، خصوصا قبل إرضاع مولودك. -تناولي أغذية صحية أهمها تلك الغنية بالبروتينات.
[اقرأي أيضا :دليل الأم الجديدة: كيفية الرضاعة]
أما إن تبين أن إنتاج الأم للحليب قليل بالفعل، فعليها الخضوع لبعض الفحوصات، أهمها فحص الغدة الدرقية، حيث أنها قد تكون السبب وراء ذلك. كما وأن الطبيبة قد تعطيها بعض الأدوية لزيادة إدرار الحليب.
أرسل تعليقك