تعرف أغلب الأمهات أهمية الطعام الصحي، خاصة للأطفال في عمر 2-6 سنوات، ويعرفن أيضًا أهمية تقديم وجبة متوازنة من: كربوهيدرات وبروتينات ودهون وفيتامينات ومعادن، لكن، قد نضر أحيانًا بسلوكياتنا واعتقاداتنا الخاطئة أطفالنا، فاعرفي معنا اليوم العادات الغذائية الخاطئة التي تظنين أنها في مصلحة طفلكِ، لكنها في الحقيقة تضره وتجعله نحيفًا وأكثر إعراضًا عن الطعام.
1. إجبار الطفل على الأكل:
إن إجبار الطفل على تناول الطعام له تأثير سلبي في نمط تناول طفلكِ للطعام فيما بعد، كما يتضح في النقاط التالية:
يجعله يشعر أنه لا يملك أي سيطرة على عاداته الغذائية، ما دمتِ تطعمينه غصبًا عنه.
يصيبه بأحد اضطرابات الأكل، مثل أن يأكل أكثر من اللازم أو أقل، أو أن يصاب بالأنوركسيا (فقدان الشهية العصبي) أو البوليميا (الشره المرضي)، خصوصًا عندما يصل إلى سن المراهقة.
عندما يصل للطفل رسالة أنه لا يتحكم فيما يأكل، يفقد الثقة في نفسه، ويفقد أيضًا شهيته.
يجعله يرفض الطعام أكثر، وبالتالي يأكل أقل.
يؤدي به في بعض الأحيان إلى تقيؤ الطعام نتيجة للغصب على تناوله، ما ينتج عنه صدمة نفسية تؤثر في رغبته في تناول الطعام نفسه لاحقًا، تذكري حكايتكِ وأنتِ طفلة مع الأطعمة غير المحببة لديكِ، كالسبانخ مثلاً أو البروكلي.
2. استخدام الألاعيب النفسية لينهي طبقه:
كأن تحفزيه بالرشاوى، مثل الحلوى المفضلة له أو الذهاب للحديقة، أو التهديد بحرمانه من التليفزيون أو ألعاب الكمبيوتر، وهكذا.
3. مقارنة ابنكِ بأطفال آخرين يأكلون جيدًا:
يؤدي هذا إلى جعله يشعر بالخزي والعار من نفسه، وبالتالي يقلل من أكله ويتحول للنحافة أكثر.
4. تصوُّر أن الطفل يعاند الأم من أجل فرض رأيه وحسب:
في بعض الأحيان، يصبح هذا الاعتقاد خاطئًا، فهناك كثير من الأطفال يرفضون نوعًا معينًا من الطعام دون تجربته، و75% منهم يرفضونه لأسباب وراثية. لذلك، ابحثي يا عزيزتي في تفضيلاتكِ: هل تكرهين الخضراوات؟ هل تحبين المعجنات، مثل البيتزا والكرواسون بشدة؟ في الغالب سينمو طفلكِ ليشبهكِ.
5. الاعتقاد بأن الطفل سيأكل أي طعام عندما يجوع بشدة:
هذا التصور خاطئ أيضًا، فالأطفال الذين يرفضون طعامًا معينًا لدى تقديمه لهم، تقل نسبة أن يقبلوا عليه عند شعورهم بالجوع الشديد. فكما ذكرنا من قبل، فالأطفال بين عمر 2-5 سنوات، الذين يخافون تجربة أطعمة جديدة، سيشعرون بالقلق البالغ تجاهها، وبالتالي يقلّ جوعهم ويعرضون عنها. وبالتأكيد تعرفين قصة طفلكِ -أو أطفال آخرين- الذي قضى اليوم كله دون طعام، لمجرد أنكِ طبختِ له صنفًا جديدًا أو لا يحبه.
6. طهي نوع معين من الطعام للطفل:
بدلاً من أن تتحولي لطباخ مهمته طبخ كل شيء في اللحظة الأخيرة حسب مزاج الصغير، قدمي أطباقًا متعددة، منها ما يفضله صغيركِ والباقي أطعمة مختلفة، وذلك لأن الجمع بين الطعام المفضل والأطباق الجديدة، يمكنه أن يجعله يشعر بأمان أكثر لتجريب تلك الأطعمة المختلفة، بدلاً من حصره أمام طبق واحد ربما لا يفضله، ويشعر بالتوتر تجاه تجربته. حاولي أن تجمعي الأسرة على المائدة، وبذلك يراكم الصغير تتمتعون بتناول الطعام معًا، ومن ثمّ يفكر في تجربته هو أيضًا.
7. إجباره على الانتهاء من طبق كبير:
تتناسين عزيزتي الأم أن الطفل بطنه في الغالب صغير، لن يحتمل إلا بعض الملاعق وكفى. للتغلب على هذه العقبة، خصصي له عددًا من الوجبات يصل إلى 6، ونوعي فيها ما بين العناصر الغذائية المختلفة لتضمني أن يحصل طفلكِ على احتياجاته منها.
8. تقديم الطعام له في غير وقت الجوع:
لو لم يكن طفلكِ جائعًا، فاحتمال كبير ألا يقبل على الأكل. لذلك، راعي الأوقات التي يظهر فيها علامات على جوعه، كأن يطلب طعامًا معينًا أو أن يسأل عن البطاطس المقلية لو كان من محبيها، وقدمي له ساعتها الطعام، مع مراعاة أن يكون مناسبًا لسنه، فلا تقدمي له مثلاً قطع اللحم الكبيرة، أو التي تحتاج لجهد مضاعف في المضغ، والأفضل أن تطبخي له اللحم المفروم مثلًا أو غيره من البدائل.
9. الإكثار من السكريات والحلويات:
حتى لو في شكل مكافأة أو تحلية، فبهذا تعودينه على دخول السكر في وجباته بكثرة، ما يجعله يكره “استطعام” الأكل العادي الخالي من السكر بطبيعته، مثل الخضراوات أو الدجاج.
10. عدم الصبر عند تقديم طعام جديد:
فهذا خطأ. نعرف أن كثيرًا من الأمهات لديهن جبال من الأعباء المنزلية والأسرية، ما يجعلهن يفقدن صبرهن لدى إطعام الطفل. لكن، عزيزتي الأم، حاولي رؤية الأمور من زاوية الطفل: هذا طعام جديد لا يعرف عنه شيئًا، من الطبيعي أن يشعر نحوه بالقلق ويرفضه.
لذلك، فعند تقديم الدجاج مثلًا لأول مرة، اتركيه في طبقه ليستكشفه بنفسه: يشمه ويلمسه، وربما يضعه في فمه ليتذوق طعمه. بعد قليل ربما يعجبه فيأكل منه، أو يرفضه فيكون عليكِ تقديمه مجددًا والصبر عليه، فقد أثبتت دراسة حديثة أن بعض الأطفال يحتاجون إلى 15 مرة تذوق أولية ليعتادوا على طعم شيء معين، لكن هذا لا يعني أبدًا إرغامهم على الأكل، بل الصبر عليهم.
طرق التغلب على هذه العادات:
1. قدمي لطفلكِ الطعام نفسه الذي تأكلين منه، فعندما يراكِ تأكلين متلذذة بالطعام سيبدأ في تقليدكِ وسيأكل مثلكِ. فمثلاً لا تقدمي له الخضراوات وأنتِ لا تحبينها، بل كليها معه، وشجعي بقية أفراد الأسرة -الأب والإخوة- على أن يفعلوا المثل.
2. قدمي البدائل الصحية لطفلكِ واصبري عليه، ولا تيأسي من أول ثلاث أو أربع محاولات، فقد أظهرت التجارب أن كثيرًا من الأطفال يستجيبون لتجربة الطعام الجديد. يمكنكِ أيضًا التنويع في طرق التقديم، كأن تضيفي الجبن الذائب على الخضراوات، أو تضعي الكاتشب فوق أصابع الكفتة لو لم يحبها طفلكِ دون أي إضافات.
3. إذا كان انتباه طفلكِ يتشتت بسهولة، فأطفئي الأجهزة الإلكترونية، مثل التليفزيون والمحمول وخلافه، واجعلي انتباهه يتركز على الطعام. يمكنكِ في هذه الأثناء خلق جو مرح، كأن تطعمي الدمية المفضلة لديه أو الدبدوب، أو أن تمثلي له مسرحية بالوجوه التي ترتدينها في يدكِ، وستجدين طفلكِ مقبلًا على الطعام.
4. لا تقلقي، ولا تحمّلي الموضوع فوق طاقته وطاقتكِ.
5. اعرضي على طفلكِ الوجبات بشكل منتظم في مواعيد محددة، فلن يطلب الطعام ووصوله لمرحلة الجوع الشديدة سيكون خطرًا على صحته.
تذكري أن الأكل نشاط مختلف عن بقية الأنشطة التي يمارسها الأطفال يوميًّا، فهم بحاجة لتنمية حاستي التذوق والشم لتقبل الأطعمة الجديدة.
عليكِ إقناع طفلكِ بتوفير الجو الملائم لتحفيزه على الأكل، يمكنكِ تقديم الطعام الجديد وترك طفلكِ ينمي حاسة التذوق لديه بمفرده وفي وقته الخاص.
أرسل تعليقك