القاهرة - صوت الامارات
مراقبة طول الطفل منذ الولادة وحتى سن البلوغ، أمر حيوي جداً من أجل رصد أي مؤشر الى قصر قامته وتشخيص سببه ومعالجته إن أمكن قبل فوات الأوان.
وبالنسبة الى الأهل، فإن الطفل يكون قصيراً عندما يلاحظون أنه أقل طولاً من إخوته أو أقرانه في المدرسة، أما بالنسبة الى الطبيب فإن الأمر يختلف، فهو يعتبر أن الطفل قصير إذا أظهر مخطط النمو أرقاماً دون المستوى الطبيعي.
ولا يكفي فحص طول الطفل في مرحلة معينة من حياته للحكم عليه بأنه قصير القامة، إذ لا بد من تسجيل مقاسات متتالية لطول الطفل كل ســـتة أشـــهر أو كل سنة، ثم مقارنة تلك المقاسات مع المعايير الطبيعية الدولية.
إن الطفل المعافى ينمو في شكل عادي وفق اتجاه خاص تكون فيه للوراثة الكلمة الفصل في الموضوع. واعتباراً من سن الثالثة، يقاس طول الطفل مرة كل سنة حتى يصل الى سن البلوغ. وإذا وجد الطبيب أن هناك زيادة في الطول وفق المنحى الطبيعي، فإن في الأمر خيراً، أما إذا لم تتحقق الزيادة فعندها لا بد من إجراء التحريات السريرية والمخبرية والشعاعية المناسبة لإيجاد تفسير لقصر القامة.
وتقسم أسباب قصر القامة الى قسمين رئيسين: أسباب مرضية وأخرى وراثية وبنيوية، وهذه الأخيرة هي المسؤولة عن معظم حالات قصر القامة، في حين أن الأسباب المرضية لا تشكل إلا نسبة ضئيلة، ومع ذلك من المهم التعرف إليها بغية معالجتها.
في كل الأحوال، إذا كان الوالدان قصيري القامة، أو أحدهما، وإذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة ووزن طبيعي، وإذا كان عمره العظمي يساوي عمره الزمني، وإن لم يكن يشكو من أمراض مزمنة، وإذا كان يتمتع بحيوية جيدة، فإنه يمكن القول أن القصر نابع من عوامل وراثية.
أرسل تعليقك