تعرفي على التمرّد من الطفولة إلى المراهقة مع إيجابياته وسلبياته
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعرفي على التمرّد من الطفولة إلى المراهقة مع إيجابياته وسلبياته

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تعرفي على التمرّد من الطفولة إلى المراهقة مع إيجابياته وسلبياته

التمرّد من الطفولة
دبي - صوت الامارات

عندما يبدأ الطفل المشي ويصبح قادرًا على الكلام، تبدو الـ«لا» كلمته المفضلة التي يعبّر من خلالها عن معارضته لوالدته، وعدم رغبته في الانصياع لها، يريد أن يقول «في استطاعتي تدبر أمري». وحين يدخل المدرسة تكثر لائحة الاعتراضات والتمرّد على قوانين المنزل، فهو لا يريد أن ينام في الوقت الذي حددته والدته، أو يرتدي الملابس التي اختارتها... وفي مرحلة المراهقة يتمرّد على بعض قوانين العائلة وتقاليدها، ولا يريد أن يكون على صورة والديه، بل يريد أن يشكل هويته الخاصة... فيتمرّد.

فلماذا يميل الطفل والمراهق إلى التمرّد على سلطة الأهل؟ وهل التمرّد مرحلة لا بد منها؟ وكيف على الأهل التعامل مع معارضة أبنائهم وتمرّدهم؟

عن هذه الأسئلة وغيرها تجيب الاختصاصية في التقويم التربوي الدكتورة لمى بنداق.

هل رفض الطفل الخضوع لأهله وعصيان أوامرهم هو تمرّد؟

بداية، يمكن تعريف التمرّد بأنه مجموعة من أنماط السلوك الاجتماعي الموجَّه إلى أشكال السلطة المختلفة ومظاهر النفوذ، للخروج عليها وإعادة بنائها.

وبالرجوع إلى المعجم نجد أن تفسير «ولد متمرد» يشير إلى ولد عنيد، وتفسير «تمرد على أهله» معناه عصاهم وتجاوز طاعتهم. ويمكن القول إن التمرّد عند الطفل يأخذ مظهر المعارضة، فهو يعارض الراشدين تلقائيًا، ويدرك أنه لا يريد الخضوع لوالديه، ويبتزّهما باستعمال كلمة «لا» كي يعبّر عما يشعر به. ومراحل المعارضة هذه مرهقة بالنسبة إلى الوالدين، ولكنها ضرورية للطفل، فمن خلالها يبني شخصيته.

وتظهر مرحلة المعارضة هذه خلال مراحل التعليم الكبرى مثل المشي والنظافة، وكلما تعلّم الطفل تدبر أموره وحده، صعبت السيطرة على رغبته في حرية التصرف، فهو يريد اكتشاف العالم، وممنوعات أهله تعيقه عن التحرك كما يريد. وفي المقابل، فإن المعارضة بالنسبة إلى الطفل وسيلة للتكيف خلال مرحلة الانقلابات الكبرى، لا سيّما مع مجيء شقيق صغير أو الانتقال من منزل إلى آخر.

إذًا، الطفل يتمرّد أو يعارض لإثبات نفسه والتأثير في الآخرين، ويلجأ إلى التمرّد في حال الغيرة من أطفال آخرين، وفي حال اتباع الأهل أسلوب الضرب لمعاقبته، فإن الطفل يتمرد ويتحداهم أكثر فأكثر... الخ.

والملاحظ أن غالبية الأطفال المتمرّدين بمعنى المعارضين يكونون في قمة الذكاء. لذا ينصح الأهل بمحاولة استثمار ذكاء طفلهم وتوجيهه إلى الطريق الصحيح.

هل للتربية دور أساسي في تعزيز التمرّد لدى الأطفال؟

يمرّ الطفل خلال تطوره الحركي واكتسابه الاستقلالية بمراحل عدة من المعارضة. وعلى الأم التحلي بالصبر والابتكار كي يعبر هذه المرحلة.

إذ نجد الكثير من الأطفال يكبرون وهم لا يدركون أبسط الأشياء مما يفضلون أو يحبون أو يكرهون، ومن أبسط الأمثال اللون المفضل والطعام المفضل.

ولهذا نقول إن دور التربية أساسي في بناء شخصية متوازنة ومتفائلة، وفي حال وجود تمرّد يجب احتضانه إذا كان إيجابيًا ومراعاته وتوجيهه، وفي حال كان سلبيًا يجب تداركه وتوجيهه ليصبح إيجابيًا.

فتمرّد الطفل لا علاقة له بإغاظة أهله، بل هو تطور أساسي في شخصيته، وعندما يفرض الأهل رأيهم ويجبرون الطفل على تنفيذ طلبهم فإنه يشعر بالحزن لأنهم لم يفهموه، فالكف عن قول «لا» والخضوع الأعمى لهم يعتبران بالنسبة إليه طمسًا لولادة هويته والاستمرار بصفة طفل والديه.

وهذا يتعارض مع الانفتاح على الحياة التي تدفعه إلى الانفصال عن العلاقة الانصهارية مع الراشدين ليسير نحو الاستقلالية. وبهذا المعنى فإن الطفل الذي يفرض معارضته في مواجهة رغبة الراشدين يتمتع بصحة نفسية جيدة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرفي على التمرّد من الطفولة إلى المراهقة مع إيجابياته وسلبياته تعرفي على التمرّد من الطفولة إلى المراهقة مع إيجابياته وسلبياته



GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates